تحل الذكرى الستين لثورة 14 أكتوبر المجيدة، التي فجرها الشعب الجنوبي ضد الاستعمار البريطاني، في يوم مشهود من أيام الكفاح الوطني، جسد فيها الجنوبيون نضالهم وعزيمتهم وإصرارهم على استرداد وطنهم ونيل استقلالهم.
لقد كانت ثورة 14 أكتوبر ثورة شعبية شاملة، شارك فيها كل أبناء الجنوب، من مختلف القبائل والمناطق، ومختلف الفئات الاجتماعية، وكانت بمثابة ثورة اجتماعية وسياسية وثقافية، أسست لميلاد دولة الجنوب المستقلة.
لقد حقق الشعب الجنوبي، بفضل هذه الثورة، الكثير من المكاسب، أهمها الاستقلال الوطني، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وبناء دولة ديمقراطية حديثة.
وشكلت ثورة 14 أكتوبر علامة فارقة في تاريخ اليمن الجنوبي، حيث كانت بمثابة استكمال لنضال الشعب الجنوبي ضد الاستعمار البريطاني، وخطوة مهمة نحو تحقيق الاستقلال الوطني.
وقدم الشعب الجنوبي الكثير من التضحيات في سبيل تحقيق الاستقلال، حيث سقط أكثر من 60 ألف شهيد، وتعرضت البلاد إلى العديد من المجازر، أبرزها مجزرة 1967 التي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف مدني.
وبعد تحقيق الاستقلال، شهد الجنوب نهضة اقتصادية واجتماعية كبيرة، حيث تم بناء المدارس والمستشفيات والجامعات، ووضعت أسس الدولة الحديثة.
ولكن هذه المكتسبات لم تدم طويلا، حيث جاءت الوحدة المشؤومة في 22 مايو 1990، لتستهدف بشكل كبير مكتسبات ثورة 14 أكتوبر، حيث أدت إلى تراجع التنمية في الجنوب، وانتشار الفساد والبطالة.
وفي عام 2015، شنت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران هجوما على الجنوب، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية مستمرة حتى اليوم.
وعلى الرغم من كل التحديات، إلا أن الشعب الجنوبي ما زال متمسكا بثورته، ويسعى إلى استرداد الوطن والهوية.
الوحدة المشؤومة
ولكن، جاءت الوحدة المشؤومة لتستهدف هذه المكاسب، وتسببت في الكثير من المشكلات والكوارث التي حلت بالجنوب، وأدت إلى تدمير ما بناه الجنوبيون من خلال ثورة 14 أكتوبر.
لقد عمدت قوى الاحتلال، عبر حربها القذرة على الجنوب، لتعصف بما حققه الجنوب، وفرض نموذجها الطائفي والعنصري على الجنوب، وحرم الجنوبيين من حقوقهم المشروعة.
التحديات
واليوم، يواجه الشعب الجنوبي تحديات كبيرة، أهمها إنهاء الاحتلال والمضي قدما في استعادة الدولة الجنوبية المستقلة، وبناء دولة ديمقراطية حديثة، تحقق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة.
الأمل
ورغم كل التحديات، يبقى الشعب الجنوبي متمسكا بثورته ونضاله، مؤمنا بأن يوم النصر آتٍ لا محالة، وسوف يستعيد الجنوب دولته وحريته واستقلاله.