في مقال كتبه الباحث علي محمد السليماني بعنوان "جغرافيا الجنوب العربي تصارع عصابات اليمن وداعميها"، يعكس السليماني صورة معقدة لصراع إقليمي طويل الأمد، يتناول من خلاله الوضع السياسي الملتهب في الجنوب العربي والعراقيل التي تحول دون تحقيق السلام، ليس فقط في الجنوب ولكن في المنطقة بأكملها.
إنكار القضية الجنوبية وتأثيراتها الإقليمية والدولية
يبدأ السليماني بتسليط الضوء على التحديات التي تواجه المنطقة جراء إنكار الأطراف اليمنية للقضية الجنوبية، والتي يعتبرها عنصرًا أساسيًا في استقرار الجنوب العربي واليمن.
ويشير إلى أن تحقيق السلام في اليمن السياسي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقضية الجنوبية التي تمثل جزءًا لا يتجزأ من ملفات إقليمية ودولية معقدة.
ويرى السليماني أن السلام في اليمن لن يتحقق دون حل القضية الجنوبية وإقامة دولة الجنوب العربي المستقلة.
هذه الرؤية تستند إلى ما وصفه بـ"الحق الطبيعي" لشعب الجنوب العربي في استعادة دولته على حدودها الدولية المعترف بها.
محاولة تقسيم الجنوب العربي: المؤامرات والمصير الحتمي
في مقاله، يحذر السليماني من محاولات يائسة لتقسيم الجنوب العربي وتقاسمه بين عصابات اليمن وداعميها الإقليميين. ويرى أن هذه المحاولات لن تنجح، وسيكون مصيرها الفشل. فهو يعتقد أن الجنوب العربي يواجه تحديات كبيرة، ولكن هذه التحديات ستعود بالخسران على كل من يحاول الاستفادة من تقسيم الجنوب لصالحه.
يشدد السليماني على ضرورة الصبر والحذر من قبل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.
ويرى أن العدو يتبع أساليب متنوعة وماكرة، وبالتالي فإن الرد يجب أن يكون مدروسًا بعناية فائقة، دون التسرع أو الوقوع في الفخاخ السياسية التي قد تضعف موقف الجنوب العربي.
التوقيع على الحلول: سلاح بيد شعب الجنوب العربي
من القضايا المحورية التي يتطرق إليها السليماني هي أهمية عدم التوقيع على أية حلول تنهي القضية الجنوبية قبل تحقيق أهداف الشعب.
ويشير إلى أن هذا التوقيع يمثل أقوى سلاح بيد الشعب وقيادته، وهو ما ينبغي عدم التنازل عنه تحت أي ظرف.
ويحث السليماني شعب الجنوب العربي على التحلي بالصبر وعدم الاستعجال في اتخاذ القرارات التي قد تؤثر سلبًا على المكاسب المحققة. فكما يرى، العدو يعاني أيضًا من نفس التحديات والمعاناة، رغم الفارق في الإمكانات المتاحة.
السلام لن يتحقق إلا للجميع
يختتم السليماني مقاله بتأكيده على أن السلام في المنطقة لن يتحقق إلا عندما يتحقق لشعب الجنوب العربي في دولته المستقلة.
ويرى أن أي محاولة لإقصاء الجنوب من هذه المعادلة ستؤدي إلى استمرار الصراع والفوضى، ليس فقط في اليمن ولكن في المنطقة العربية ككل.
ويشير إلى أن الصراعات الإقليمية والدولية على مر السنوات الماضية أوجدت معادلة جديدة، تتمثل في أن الأمن والاستقرار لن يتحقق لأي طرف في المنطقة إلا إذا شمل الجميع، بما في ذلك شعب الجنوب العربي.
ويرى السليماني أن الجنوب العربي هو عنصر أساسي في معادلة السلام في اليمن والمنطقة، وأن تجاهل هذه الحقيقة لن يؤدي إلا إلى المزيد من الصراعات.
وفي الوقت الذي يتزايد فيه الضغط الإقليمي والدولي، يبقى الجنوب العربي صامدًا في وجه المؤامرات، معتمدًا على صبر شعبه وحنكة قيادته في مواجهة التحديات.
إن رسالة السليماني في هذا المقال واضحة: الجنوب العربي لن يقبل بأي حلول جزئية أو مؤقتة، وأن استقلال الجنوب هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام المستدام في المنطقة.
