في تحليل سياسي، أكد الكاتب والمحلل السياسي هاني سالم مسهور أن الأزمة اليمنية وأمن المنطقة لن يتم حلهما إلا عبر خطوات جذرية، أبرزها عودة دولة الجنوب وإقناع المملكة العربية السعودية بالتخلي عن تحالفاتها مع حزب الإصلاح، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن.
مسهور أشار في تقريره المنشور في صحيفة "العرب" الصادرة من لندن إلى أن تأخير هذا الحل يزيد من تعقيد المشهد في اليمن والمنطقة، قائلاً: "الحوثي يجب أن يُحاصر مع كل حلفائه في شمال اليمن. هذا ما سيصل إليه العالم اليوم أو بعد ألف عام."
الوضع الجيوسياسي وتأثيرات التأجيل
مسهور سلط الضوء على أن سياسات التأجيل والإهمال المستمرة منذ سنوات أدت إلى بروز قوى أيديولوجية مسلحة، أبرزها جماعة الحوثي، التي لم تكتفِ بتعزيز ترسانتها العسكرية، بل تجاوزت ذلك إلى بيع الأسلحة للتنظيمات المتطرفة في اليمن والقرن الإفريقي.
وأكد أن الطائرات المسيّرة التي تبيعها جماعة الحوثي وصلت إلى أيدي تنظيمات إرهابية مثل القاعدة وداعش، مما يعزز تهديد أمن المنطقة ويعقد من حل الأزمة.
الجنوبيون ودورهم في تأمين ممر الملاحة الدولي
واستطرد مسهور في الحديث عن أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الجنوبيون في تأمين ممر باب المندب، أحد أهم الممرات الملاحية في العالم.
وأوضح أن الجنوبيين قادرون على محاصرة الحوثيين وحلفائهم من تنظيم الإخوان المسلمين ضمن نطاق جغرافي محدد، مما سيسهم بشكل مباشر في تحقيق الأمن الكامل لهذا الممر الاستراتيجي، الذي يشكل شريانًا هامًا للتجارة العالمية.
إقناع الرياض بالتخلي عن الإخوان
ولفت مسهور إلى أن عودة دولة الجنوب ليست مجرد مطلب سياسي محلي، بل ضرورة جيوسياسية لاستقرار المنطقة. وشدد على أن هذا لن يتحقق إلا إذا اقتنعت المملكة العربية السعودية بالتخلي عن تحالفاتها مع حزب الإصلاح الإخواني.
"تحالف الرياض مع الإخوان أصبح عبئًا سياسيًا وأمنيًا على السعودية والمنطقة ككل، ولم يعد يجدي نفعًا في مواجهة التحديات الأمنية الحالية"، مشيرًا إلى أن مثل هذا التحول السياسي سيضع الأساس لحل الأزمة اليمنية ويفتح الباب أمام تسوية إقليمية شاملة.
نهاية الحوثي وحلفائه: ضرورة حتمية
في نهاية تحليله، أكد مسهور أن الحل النهائي للأزمة اليمنية يكمن في "خنق الحوثي وحلفائه في شمال اليمن"، مشددًا على أن هذه النتيجة حتمية، حتى وإن طال الوقت للوصول إليها.
وأشار إلى أن القوى الدولية والإقليمية ستضطر في نهاية المطاف إلى اتخاذ هذا القرار، سواء كان ذلك في الوقت الحالي أو في المستقبل البعيد، قائلاً: "كلما طال الانتظار، زاد تعقيد المشهد، ولكن في النهاية، لن يتحقق السلام في اليمن والمنطقة دون تطبيق هذا السيناريو."
وتعكس رؤية هاني مسهور عمق التشابك بين الأزمة اليمنية والمصالح الإقليمية والدولية، مما يتطلب تغييرات جذرية في سياسات الأطراف المعنية.
الحل لا يكمن فقط في ضربات عسكرية محدودة أو تدخلات دولية، بل في إعادة ترتيب الأولويات الإقليمية والتخلي عن التحالفات التي تعوق تحقيق السلام والاستقرار.