آخر تحديث :الثلاثاء - 07 أكتوبر 2025 - 04:50 م

اخبار وتقارير

من منصة الأخبار إلى مفرشة الموز.. خريج الإعلام "مازن" يبيع الفاكهة بشرف في سوق العند

الثلاثاء - 07 أكتوبر 2025 - 01:32 م بتوقيت عدن

العين الثالثة/ لحج

بين أكوام الموز والعنب في سوق العند بمحافظة لحج، يقف مازن عبدالله، شاب في الثلاثينيات من عمره، بابتسامة ثابتة لا تبهتها حرارة الشمس ولا ضجيج السوق.

منذ ساعات الصباح الأولى وحتى الظهيرة، يفرش مازن بضاعته بعناية، يستقبل الزبائن بابتسامة وعبارات ترحيب بسيطة، يخفي خلفها حكاية كفاح طويلة بدأت منذ أن تخرج في كلية الإعلام قبل أعوام.

سنوات من البحث عن فرصة عمل في مجاله لم تثمر إلا صبرًا، فاختار طريقًا مختلفًا لا يعرفه كثير من زملائه في المهنة، طريق الكفاح الشريف، بعيدًا عن انتظار وظيفةٍ قد لا تأتي.

يقول أحد زملائه القدامى: "مازن درس الصحافة ليكتب عن قصص الناس، لكنه اليوم أصبح قصة تُروى عن كرامة الإنسان اليمني حين يقرر ألا ينهزم."

مازن لم يترك الإعلام من قلبه، فما زال يحتفظ بحلمه في أن يروي قصص الناس، لكن بطريقته الخاصة — من بين ضجيج السوق، وصوت المنادين، وحكايات الباعة الذين يشبهونه في الصبر والعزيمة.

في بلدٍ أنهكته الحرب وضاعت فيه الوظائف، يمثل مازن نموذجًا حقيقيًا للشاب اليمني الذي لا ينتظر منحةً من أحد، بل يصنع مستقبله بيديه، ويقدّم درسًا صامتًا في معنى الكرامة والكفاح.

من _ ياسر المقبلي معرار