آخر تحديث :الإثنين - 29 سبتمبر 2025 - 01:10 م

اخبار العالم


قراءة تحليلية لخطة ترامب.. هل تتنازل حماس عن سلاحها؟

الإثنين - 29 سبتمبر 2025 - 12:00 م بتوقيت عدن

قراءة تحليلية لخطة ترامب.. هل تتنازل حماس عن سلاحها؟

العين الثالثة/ متابعات

في خضم الصراعات الدامية التي يعاني منها قطاع غزة منذ سنوات، أثارت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن إنهاء الحرب، التي كشفت عنها صحيفة واشنطن بوست مؤخراً، نقاشاً حاداً حول مستقبل حماس وسلاحها ودورها في المشهد الفلسطيني.


خطة ترامب، المكونة من 21 نقطة، تتناول إعادة إعمار غزة، ومسألة نزاع السلاح داخل القطاع، ودور القوى الإقليمية والدولية، لكنها جاءت بعناوين براقة من دون تفاصيل دقيقة، كما عهدنا من الرئيس الأميركي في العديد من مبادراته السابقة.

الكرة في ملعب من؟

مع الكشف عن الخطة، يظهر السؤال المركزي: من عليه أن يتحرك أولا؟ هل إسرائيل، التي يقيدها رئيس وزراؤها نتنياهو وسط ضغوط سياسية داخلية وخارجية؟ أم حماس، التي تؤكد تمسكها بسلاحها وقياداتها وتضع مصالحها الاستراتيجية فوق كل اعتبار، حتى على حساب حياة المدنيين؟.

الواقع الراهن في غزة، وفق تحليلات الخبراء، ليس مجرد رواية عاطفية أو شعارات رنانة، بل حقائق دامغة يواجهها الشعب الفلسطيني يومياً: مئات القتلى من الأطفال والنساء، ونقص في المواد الأساسية، ومعارك سياسية تدور بعيداً عن الميدان

هذه المعادلة تجعل من أي قرار سياسي مرتبط بالخطة الأمريكية تحدياً معقداً، خصوصاً لحركة حماس التي تمثل حجر الزاوية في أي تسوية محتملة.

موقف حماس الرسمي.. تمسك بالسلاح أولا

تصريحات غازي حمد، القيادي البارز في حماس وأحد الناجين من الهجوم الإسرائيلي الأخير في قطر، توضح موقف الحركة بشكل صريح. حماس لم تستلم أي نسخة رسمية من الخطة، لكنها أكدت استعدادها للتعامل بإيجابية مع أي طرح مستقبلي.

وفي الوقت ذاته، شدد غازي حمد على أن الحركة لن تسلم سلاحها في هذه المرحلة، وأن أي خطوة في هذا الاتجاه مشروطة بقيام الدولة الفلسطينية أولا.

موقف حماس يعكس سياسة “شراء الوقت” وربما التسويف، بما يتيح لها التكيف مع الضغوط الإسرائيلية الحالية، خصوصاً في ظل الهجمات المتكررة على غزة، والتي تعكس ضعف الخيارات العملية أمام المدنيين.

وتشبيه أنصار الحركة بـ"اقتسام البيت مع من اقتحمه" يوضح تمسك حماس بالمعادلة القائمة، رغم الواقع الصعب بعد هجمات أكتوبر الأخيرة، حيث أضحى الدفاع عن الأرض والشعب أولوية قصوى، حتى على حساب المصلحة السياسية الضيقة.

الواقع الميداني.. مأساة غزة

في حديثه لـ"رادار" على سكاي نيوز عربية، أكد المستشار الدبلوماسي منير الجاغوب أن الوضع على الأرض في قطاع غزة غير صالح للشعب الفلسطيني ولا لحركة حماس، مشيرًا إلى سقوط نحو مئة قتيل يوميا، معظمهم من الأطفال والنساء.

واعتبر أن هذه الأرقام تؤكد غياب أي قدرة حقيقية على وقف القتل سوى من خلال تفاهمات سياسية ودبلوماسية دولية.

تطرق الجاغوب إلى التسريبات المتعلقة بعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، موضحا وجود اعتراضات من جانب نتنياهو وحماس، لكنها لم تُصدر بشكل رسمي عن الأخيرة.

وشرح أن الورقة المقترحة تشمل مرحلة انتقالية، إعادة إعمار غزة، منع هجرة السكان، ووجود إشراف عربي ودولي لضمان تنفيذ الحد الأدنى من الخدمات وحماية المدنيين، حتى لو كانت الدولة الفلسطينية «منزوعة السلاح».

مصلحة الشعب فوق أي فصيل

أوضح الجاغوب أن على حماس اعتماد عقلانية وطنية ووضع مصالح الشعب الفلسطيني في المقام الأول، بعيدًا عن الانفعالات السياسية أو التشنجات الفصائلية.

ولفت إلى أن السلاح الموجود لدى حماس لا يملك القدرة على تحقيق أي إنجاز سياسي أو حماية المدنيين، لذلك يجب أن يكون التركيز على الحلول الواقعية بدل تعزيز رمزية السلاح.

وأكد الجاغوب أن الرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية جاهزون للالتزامات التي سبق الإعلان عنها، والتي كانت جزءا من اعتراف الدول الكبرى بالدولة الفلسطينية.

وأضاف أن هذه الالتزامات يمكن تنفيذها إذا تحقق تفاهم وطني مع حماس، بما يضمن حماية المدنيين وإعادة بناء المؤسسات والخدمات الأساسية في غزة.

التحديات والفرص

أشار الجاغوب إلى أن أي تصريحات متفرقة أو تسريبات قد تكون شخصية أو تهدف لإفشال جهود التوافق، مؤكدا ضرورة التنسيق الوطني والدبلوماسي لتجاوز هذه المحاولات.

وأكد في الختام أن وجود الشعب الفلسطيني على الأرض أفضل من غيابه، وأن أي خطة سياسية أو تفاوضية يجب أن تضع وقف القتل وحماية المدنيين وإعادة الإعمار في صدارة الأولويات.

حماس حجر الزاوية في أي حل فلسطيني

قال إبراهيم المدهون، مدير مؤسسة "فيميد"، إن حركة حماس تمثل حجر الزاوية في أي مسعى لإنهاء الحرب في غزة وتحقيق تسوية سياسية.

وأوضح في حديثه أن نجاح أي خطة يتوقف على موافقتها، لأنها الطرف الأساسي القادر على اتخاذ القرار بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته.

المدهون أكد أن حماس تتحمل المسؤولية الكاملة في هذا الإطار، وأن لديها القدرة على التفاعل مع المبادرات إذا رأت فيها مصلحة وطنية.

وأشار المدهون إلى أن المرونة هي صفة حماس، لا سيما إذا كانت المبادرة تحظى بقبول عربي وإسلامي، مؤكداً أن الحركة تثق بالوسطاء مثل القاهرة والدوحة وتركيا، وهم يعرفون ما تريده وما لا تريده حماس.

وأضاف: "حتى اللحظة، لم تُقدَّم لحماس أي مبادرة رسمية، لكن هناك نقاشات بين الوسطاء والقادة المشاركين في لقاءات ترامب مع الولايات المتحدة لتعديل الورقة بما يناسب الجميع".

شاهد أيضًا

رئيس الوزراء: الإصلاحات لا تُدار بالشعارات بل بالقرارات الصع ...

الإثنين/29/سبتمبر/2025 - 06:27 ص

منذ توليه رئاسة الحكومة في مايو الماضي، اختار رئيس الوزراء سالم بن بريك أن يعمل بصمت، لكن نتائج عمله سرعان ما ظهرت للعيان، ففي غضون أشهر قليلة، تمكّن


قرار مصيري يقترب.. لجنة العقوبات الدولية تراجع تقريرها السري ...

الإثنين/29/سبتمبر/2025 - 02:44 ص

تستعد لجنة العقوبات الدولية بشأن اليمن (2140) لعقد اجتماع غير رسمي يوم الجمعة المقبل في نيويورك، لمراجعة التقرير النهائي لفريق الخبراء التابع لها، قبل


بدء صرف راتب شهرين للقوات المسلحة الجنوبية ...

الأحد/28/سبتمبر/2025 - 11:47 م

كشف مصدر مسؤول في وزارة الدفاع أن عملية صرف راتب شهرين لمنتسبي القوات المسلحة ستبدأ يوم الإثنين القادم. ويأتي ذلك بعد تأخر صرف المرتبات لأكثر من شهرين


المركز الوطني يعب mobilizes لإطلاق حملة وطنية شاملة ضد شلل ا ...

الأحد/28/سبتمبر/2025 - 02:05 م

يكثّف المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي بوزارة الصحة جهوده لإنجاح الجولة الثانية من حملة التحصين ضد شلل الأطفال، عبر حشد آلاف المتطوعين وتنفيذ برام