في تطور مثير للجدل يعكس تحولات سياسية غير مسبوقة، بثّت قناة i24 الإسرائيلية سلسلة حلقات ناقشت الملف اليمني وخطر الحوثيين على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، لتكشف عن تصريحات صادمة لقيادات إخوانية بارزة محسوبة على حزب التجمع اليمني للإصلاح، دعت فيها صراحة إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل وفتح قنوات للتنسيق العسكري معها لمواجهة النفوذ الإيراني في اليمن.
دعوات تطبيع وتحالف عسكري
المحلل السياسي الإخواني عادل المسني، المقيم في إسطنبول، أكد للقناة أن �المرحلة الراهنة تتطلب إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل والتنسيق المباشر مع جيشها بدعم أمريكي، لمساندة الجيش الوطني اليمني في معارك مأرب وتعز والحديدة وصولاً إلى صنعاء�. وذهب أبعد حين تحدث عن نجاح ضربات إسرائيلية داخل اليمن، داعياً إلى توسيع نطاقها بالتنسيق مع القوات الميدانية.
تصعيد اللهجة ضد الخليج
أما القيادي الإصلاحي عبدالكريم الأنسي، فقد طالب بتدخل جوي مباشر من سلاح الجو الإسرائيلي لتحرير الساحل الغربي وميناء الحديدة، متهماً السعودية والإمارات بالتسبب في تمكين الحوثيين عبر وقف الدعم العسكري للجيش الوطني في مراحل حاسمة. وأعلن صراحة أن �الإصلاح سيكون أول حزب يمني يفتح علاقات رسمية مع إسرائيل لإنقاذ اليمن من المشروع الإيراني�.
تبريرات إعلامية إخوانية
الصحفي والباحث الحقوقي سيف المثنى انضم للخطاب ذاته، مؤكداً أن ضرب الحوثيين عبر عمليات إسرائيلية سيمهد الطريق لاستعادة صنعاء، مطالباً بتزويد الجيش الوطني بالدعم العسكري واللوجستي بعد تخلي الخليج عنه.
قراءة في السياق الإقليمي
هذه الدعوات تأتي في وقت يتصاعد فيه الصراع بين الحوثيين وإسرائيل، خصوصاً بعد هجمات الحوثيين على سفن مرتبطة بتل أبيب ورد الأخيرة بضربات جوية داخل اليمن، ما يجعل أي تعاون معلن أو غير مباشر بين قوى يمنية وتل أبيب نقطة نقاش ساخنة إقليمياً ودولياً.
تداعيات داخلية محتملة
مراقبون يرون أن ظهور قيادات إصلاحية على قناة إسرائيلية للحديث عن �تطبيع� قد يفجر أزمة سياسية داخل اليمن، باعتبارها خطوة تصطدم بثوابت القضية الفلسطينية ومواقف الرأي العام اليمني. في المقابل، يصف مؤيدو هذا التوجه داخل الحزب الخطوة بأنها خيار �اضطراري� تفرضه المواجهة مع الحوثيين وارتباطهم المباشر بالمشروع الإيراني.
بهذا، تفتح التصريحات الإخوانية باباً جديداً من الجدل حول مستقبل تحالفات الإصلاح، وإلى أي مدى يمكن أن يذهب في إعادة تموضعه الاستراتيجي على خارطة الصراع اليمني والإقليمي.
