آخر تحديث :الثلاثاء - 15 يوليو 2025 - 02:45 ص

4 مايو ليست ذكرى بل بنيان راسخ الأساس

الأحد - 04 مايو 2025 - الساعة 03:20 م

صالح علي الدويل
الكاتب: صالح علي الدويل - ارشيف الكاتب



في الرابع من مايو 2017 تقدم شعب الجنوب خطوة مفصلية بتفويض الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي وإعطاءه الثقة الشعبية لتأسيس كيان جنوبي لرسم مستقبل الجنوب التحريري، وتأسس المجلس الانتقالي ووُضعت بذرة العمل السياسي الجنوبي بقيادته، محققًا آمال الأغلب الأعم من الجنوبيين التائقين لاستقلال الجنوب.

المجلس الانتقالي ليس كائنًا تأسس في جروب واتس اب، ولم يُستنسخ ويُستولد في خيمة، وليس كائنًا معلقًا في الفضاء؛ بل هو امتداد للنضال الجنوبي الذي رفض الأمر الواقع الذي فرضته حرب 94 وفرضت فيه "وحدة الضم والإلحاق"، وهو امتداد وتكثيف للحراك الجنوبي التحرري السلمي الذي انطلق عام 2007 ببعده الوطني في استقلال الجنوب، وأن الجنوب قضية احتلال يقابلها حركة استقلال مشروعة في كل الأديان والقوانين، وليست "مظلومية جعاشنة" كما ساواها خوارهم الوطني في موفنبيك. وقد حاولت أحزاب اليمننة أن تختطف هذا الهدف وتكيّفه وفقًا لمصالحها وأهدافها في الجنوب، لكن كلما حاولوا الالتفاف على هذه القضية انبعثت بشكل أقوى من محاولاتهم.

جاء انقلاب الحوثي وتواطأت معه نخب اليمننة وأحزابها، فمنهم من وصف سقوط صعدة بيده بأنه انتصار لثورة التغيير!! وقوى تحالفت معه وسلّمته كل وسائل قوة الدولة!! وكان الاجتياح الحوثي جهة الجنوب، أما الشمال فخضع أغلبه لسلطة الأمر الواقع الحوثية بدون حرب. فخاض الجنوب مقاومة شهد لها العالم ورفضت المسمى الذي أطلقته تلك الشرعية على مقاومتها "المقاومة الشعبية"، وأطلقت مسماها "المقاومة الجنوبية" الذي رسخته نضاليًا وإعلاميًا وسياسيًا، وكان عيبها أنها مقاومة بدون "حامل سياسي". فاحتالت الشرعية اليمنية لترثه سياسيًا، أما عمليًا فقد ظلت عصية عليهم ورفضت تلك اللصوصية التي حاولوها، وكان لا بد من ظهور حامل للقضية الوطنية الجنوبية يمنع سرقة منجزات تلك المقاومة الأسطورية. كان لا بد أن يظهر الانتقالي امتدادًا للخطاب والأداء السياسي للحراك الجنوبي ولنضال المقاومة الجنوبية، وأن يكون حاملًا لهذه القضية ومتحدثًا باسمها.

ثمان سنوات مضت منذ تأسيس المجلس الانتقالي، حصد خلالها أبناء الجنوب ثمرات النضال السياسي والعسكري والعديد من النجاحات والمنجزات الهامة، واستطاع فرض أمر واقع حقيقي ملموس على الأرض، واخترق حواجز وسدود كانت خطوطًا حمراء ومحرمات لا يُسمح لأبناء الجنوب تجاوزها أو الاقتراب منها. لكن الطرف الآخر المعادي، و"بدعم ما"، يخوض في الجنوب نفس استراتيجية إسرائيل، لكن بدل السلاح يضربون الحاضنة الجنوبية بالخدمات والمرتبات وتحطيم قيمة العملة بحرب خدمات ظالمة تفتقد لكل قواعد وأخلاق الحرب.

اليوم، ومع حلول الذكرى السنوية الثامنة لإعلان عدن التاريخي، هناك تفاعل شعبي ومجتمعي منقطع النظير، رغم كل المآسي وحرب الخدمات، بضرورة مواصلة المعركة الوطنية سياسيًا ودبلوماسيًا في سبيل تحرير الجنوب واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على حدود عام 1990م.




شاهد أيضًا

طارق صالح يرفض حضور لقاء العليمي ويوفد نائبه.. خلافات عميقة ...

الإثنين/14/يوليو/2025 - 10:28 م

رفض العميد طارق محمد عبدالله صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد المقاومة الوطنية في الساحل الغربي، حضور اللقاء الذي دعا إليه رئيس مجلس القيادة الرئا


طفل وجالون ماء.. صورة تختصر أزمة وطن! ...

الإثنين/14/يوليو/2025 - 08:50 ص

في زقاقٍ منسيّ بمدينة لحج، يقف طفل صغير بجانب دِبب الماء، في مشهدٍ عابرٍ للعدسات، لكنه جارح للضمير. بين أنابيب صدئة وصفوف الجالونات الصفراء، تتجلّى حق


عدن تختنق بالدقيق: الأسعار تقفز فوق الرواتب وتهدد بمجاعة صام ...

الإثنين/14/يوليو/2025 - 08:20 ص

شهدت العاصمة عدن، الاثنين، ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار دقيق القمح، حيث تجاوز سعر الكيس (50 كجم) حاجز 63 ألف ريال يمني، متجاوزًا متوسط رواتب الموظفين ا


عدن تختنق.. "كيس دقيق" بأكثر من راتب موظف و"مجاعة صامتة" تلو ...

الإثنين/14/يوليو/2025 - 08:10 ص

في مشهد يعكس الانهيار الاقتصادي العميق الذي تعانيه العاصمة عدن، تجاوز سعر كيس دقيق القمح (50 كجم) حاجز 63 ألف ريال يمني، ليتفوق بذلك على متوسط رواتب ا