آخر تحديث :الإثنين - 03 نوفمبر 2025 - 09:53 ص

حين يختلف السرَقُ يظهر المسروق

الأربعاء - 06 سبتمبر 2023 - الساعة 09:28 ص

صلاح السقلدي
الكاتب: صلاح السقلدي - ارشيف الكاتب


قال أحدهم غداة الوحدة اليمنية وأثناء تفجر الأزمة السياسية التي أفضت إلى حرب 1994م: (إذا اختلفوا- يقصد شريكي الوحدة- خطر على الوحدة وإذا اتفقوا خطر على الديمقراطية).

فاليوم وإزاء نشر غسيل الفساد والفضائح والاتهامات التي تترى اليوم تباعا بين هوامير وعتاولة ورموز الفساد والهمجية -وإن بدت لنا مريعة إلا أنها المطلوب، وضالة المسروق التي ينشدها، ليعرف بحجم ما ينهبه هؤلاء اللصوص من أموال طيلة سنوات مضت، بعد أن تغول وتوغل هذا الفساد أكثر منذ بداية هذه الحرب مطلع 2015م. حين تلاشت بقايا المؤسسات واضحت رسوما وأثرا بعد عين.

فقبل هذا وحين كان هؤلاء على وفاق كان يتم النهب بصمت وبكل اطمئنان وبكل صفاقة، وكل طرف يغض بصره عن فساد وعبث الآخر دون أن يعرف الضحايا بالحجم الحقيقي مما نهب منهم ولم يعرفوا حينها إلا نتفا صغيرا من كومة سرقة كبيرة، وحين دبَّ الخلاف بالصورة التي تتكشف امامنا اليوم عرف الضحايا بحجم الكارثة وكبر المأساة.

فتعايش هؤلاء اللصوص ووفاقهم كان يشكل الغبار الكثيف الذي يغطي عمليات النهب واللصوصية، وحين انقشع هذا الغبار وتبدد النقع من فوق رؤوسهم ومن أمام أعين الجميع انكشف المستور أو بالأحرى انكشف جزء منه.. والقادم سيكون مزيدا من الانكشاف والتعري.

فتوافقهم بالأمس كان كارثة، وليس في اختلافهم اليوم خطر على عوام الناس، بل هي منفعة قدمها الجناة للضحايا من حيث لا يقصدون.

فلم يعد لدى المسحوقين ما يخشونه من خطر اختلاف اللصوص واحتدام الخصومة والتنابز بالتهم والشتائم.

قد يقول قائل: وما فائدة ذلك طالما لا يوجد هناك رادع يردعهم ولا تتوافر وسيلة لاستعادة الحقوق وطالما لا وجود لدولة او مؤسسات قضائية ودستورية تحاكمهم وفي ظل سيادة وطغيان الفساد على كل شيء.

وهو قول، وإن كان يغمره التشاؤم، صحيح ولكن على الأقل أن اللص اليوم اصبح مكشوفا تزدريه الأعين وتنظر إليه شزرا وتنزع اقنعة الفضيلة والوطنية الزائفة عن وجهه الدميم، وهذا الأمر يعد أقوى محكمة ومحاكمة بالوقت الراهن، حتى يقضي الله بيننا وبينهم أمرا كان مفعولا ونستعيد توازننا، فدوام الحال من المحال.

بقي ان نشير إلى أننا حين نتحدث عن هؤلاء اللصوص فنحن بالضرورة نتحدث عن مؤسسة فساد متجذرة بأعماق المؤسسات والمجتمع منذ عقود تشد بعضها بعضا ولا نعني شخوصا بعينها.

فلصوص اليوم هم امتداد ووليد شرعي لثقافة الفساد والنهب والتفيد.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك




شاهد أيضًا

عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤول أمريكي رفيع: ضرب مهربي المخ ...

الإثنين/03/نوفمبر/2025 - 12:19 ص

عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤول أمريكي رفيع: ضرب مهربي المخدرات لا يحتاج إذن الكونغرس وليس ضمن قانون صلاحيات الحرب


عاجل | نيويورك تايمز: الرئيس السوري أحمد الشرع سيجتمع مع الر ...

الإثنين/03/نوفمبر/2025 - 12:15 ص

عاجل | نيويورك تايمز: الرئيس السوري أحمد الشرع سيجتمع مع الرئيس ترمب في البيت الأبيض في العاشر من الشهر الجاري


عاجل: بعد الخسارة من بريستون... ساوثامبتون يقيل مدربه ويل ست ...

الإثنين/03/نوفمبر/2025 - 12:13 ص

عاجل: بعد الخسارة من بريستون... ساوثامبتون يقيل مدربه ويل ستيل


عاجل | وزارة الصحة الإسرائيلية: وصول جثث 3 رهائن إلى معهد ال ...

الإثنين/03/نوفمبر/2025 - 12:07 ص

عاجل | وزارة الصحة الإسرائيلية: وصول جثث 3 رهائن إلى معهد الطب الشرعي لتحديد هويتها