آخر تحديث :الأربعاء - 16 يوليو 2025 - 12:33 ص

هذا رأينا بعملية التسوية ومتطلبات القبول الجنوبي بالتفاوض

الجمعة - 01 سبتمبر 2023 - الساعة 05:44 م

صالح شائف حسين
الكاتب: صالح شائف حسين - ارشيف الكاتب


هناك خوف وقلق جنوبي مشروع من عملية الإصرار على إختزال التفاوض بين ثنائية ( الإنقلاب والشرعية ) مع غموض صيغة وقواعد عملية التسوية النهائية بكاملها؛ وينسحب مثل هذا الغموض أيضاً على الموقف الحقيقي والنهائي لرعاة التسوية أنفسهم؛ مهما أعطيت من إشارات إيجابية خجولة من قبل البعض منهم؛ فقد جعلت من الجنوب وممثليه مجرد مشارك بفريق ( الشرعية ) التفاوضي وغير مستقلاً عنه؛ وهذا هو الإلتفاف بعينه على قضية شعب الجنوب الوطنية؛ فالجنوب ووفقاً لهذا الوضعية التفاوضية يتم التعامل معه والنظر لقضيته؛ كما لو أنها جزئية صغيرة أو هامشية في ملف التفاوض؛ ولا تمثل في نظرهم قضية وطنية وسياسية وتاريخية مستقلة بحد ذاتها وتخص الجنوب وشعبه؛ وبغض النظر عن تداخل وتشابك وتعقيدات الأوضاع القائمة اليوم في ( الجمهورية اليمنية ) عموماً ولأسباب معروفة؛ فإن ذلك لا يبرر هذه الصيغة للتفاوض؛ أو التعامل مع الجنوب وقضيته بهذه الكيفية المثيرة للإستغراب؛ ولا ينبغي أن تختزل العملية بالتفاوض الثنائي بين ( الشرعية وبمن أنقلب عليها ) لأن ذلك لا يعني غير البحث عن حلول وتسويات ترضي الطرفين وحل مشكلة التنازع التاريخي على السلطة في صنعاء.

ولذلك فإن السير على هذا الطريق الأعوج والمنافي للمنطق والمنكر للحقائق والمعطيات التاريخية؛ وقبل أن يضمن الجنوبيين الحق الكامل في تمثيل قضيتهم بصفة مستقلة؛ والتعبير عنها ووفقاً لرؤيتهم للحل العادل والدائم؛ وقبل الذهاب إلى طاولة المفاوضات بالضرورة؛ وبغير ذلك لن تقود عملية التسوية إلى تحقيق السلام؛ ولن تصل بصيغتها الشاملة إلى بر الأمان؛ وسيكتشف الجميع إقليمياً ودولياً؛ بأن رغبتهم وكل جهودهم الهادفة لإيقاف الحرب وتحويل الهدنة المزعومة إلى سلام دائم؛ من أنها ستصطدم لا محالة بالتصورات القاصرة وغير الواقعية؛ وبالآليات التي وضعت لعملية التفاوض والتسوية الشاملة؛ بكونها قد قفزت مع الأسف على قضية وطنية لشعب يعيش على أرضه ومتمسكاً بحقوقه ومصمماً على إستعادة دولته الوطنية الجنوبية المستقلة؛ ولن يقبل بأن تكون قضيته هامشية على طاولة التفاوض؛ أو ترحيلها إلى ما بعد التسوية النهائية القائمة على توافق ( الإنقلابيين والشرعية ).

لهذا ولغيره الكثير من الأسباب؛ لن يقبل الجنوب بأن تبقى قضيته رهينة بيد خصومه وأعداء قضيته؛ حتى يتوافقون عليها وبما يلبي أهدافهم ( الوحدوية المزعومة )؛ وما على الجنوبيين حينها؛ غير الإنتطار لما قد يجود به ( كرمهم ) وتلبية بعض مطالبهم الحقوقية.

وبكل تأكيد لن يقبل شعب الجنوب كذلك البقاء معذباً وتحت رحمة حرب الخدمات التي حولت حياته إلى جحيم؛ بهدف مساومته ومقايضته بالتنازل عن قضيته؛ مقابل الوعود بحلول لمشكلاته التي أختلقوها وكانوا خلفها لتحقيق غايتهم الشيطانية هذه؛ ولا سبيل أمامه غير الصمود على الجبهات مهما كلفه ذلك من تضحيات؛ وسيستمر في حربه على الأرهاب الذي زرعت خلاياه المتعددة المهام والأهداف؛ وصدرته وما زالت تصدره إلى الجنوب؛ قوى النفوذ والتطرف والإرهاب المعروفة بعدائها لشعبنا الجنوبي؛ وبكل صفاتها ومسمياتها ويتحرك بدعمها ورعايتها الدائمة.

ولأن الأوضاع قد وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم في الجنوب؛ فلم يعد ممكناً القبول بها أو التعايش معها؛ فإن المسؤولية الوطنية تتطلب من الجنوبيين بالضرورة الإقدام على إتخاذ الكثير من الإجراءات والخطوات الوطنية المدروسة والمنظمة والشجاعة للدفاع عن قضيتهم؛ وإستكمال ما تبقى على صعيد الحوار الوطني الجنوبي؛ لما لذلك من أهمية إستثنائية بالغة على صعيد تقوية وحماية جبهة الجنوب الداخلية؛ ووضع حد لهذا العبث الذي يجعل من شراء الوقت قاعدة ذهبية لتنفيذ مخطط التآمر على حاضر الجنوب وغده ومستقبل أجياله القادمة.




شاهد أيضًا

الرئيس الزُبيدي في جولة تفقدية بهيئات الانتقالي: الانضباط ال ...

الثلاثاء/15/يوليو/2025 - 05:23 م

قام الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الثلاثاء، بزيارة تفقدية لهيئات المجلس الا


الزُبيدي يعود إلى عدن بعد جولة خارجية ...

الثلاثاء/15/يوليو/2025 - 07:24 ص

عاد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مساء الإثنين، إلى العاصمة عدن، عقب جولة خارجية


طارق صالح يرفض حضور لقاء العليمي ويوفد نائبه.. خلافات عميقة ...

الإثنين/14/يوليو/2025 - 10:28 م

رفض العميد طارق محمد عبدالله صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد المقاومة الوطنية في الساحل الغربي، حضور اللقاء الذي دعا إليه رئيس مجلس القيادة الرئا


طفل وجالون ماء.. صورة تختصر أزمة وطن! ...

الإثنين/14/يوليو/2025 - 08:50 ص

في زقاقٍ منسيّ بمدينة لحج، يقف طفل صغير بجانب دِبب الماء، في مشهدٍ عابرٍ للعدسات، لكنه جارح للضمير. بين أنابيب صدئة وصفوف الجالونات الصفراء، تتجلّى حق