"تعهدت أوكرانيا بشراء أسلحة أميركية بقيمة تصل إلى مائة مليار دولار بتمويل أوروبي في إطار مساع للحصول على ضمانات أمنية من واشنطن بعد أي تسوية سلمية محتملة مع روسيا، وفق ما أوردته صحيفة فاينانشال تايمز استناذا إلى وثيقة اطلعت عليها.
وتكشف الوثيقة أن جزءا من هذه الصفقة يتضمن اتفاقا بقيمة خمسين مليار دولار الإنتاج طائرات مسيرة بالشراكة مع شركات أوكرانية برزت في هذا المجال منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عام 2022
ولم تحدد فيه كييف كامل قائمة الأسلحة المطلوبة، غير أنها أبدت رغبة واضحة في الحصول على ما لا يقل عن عشرة أنظمة دفاع جوي باتريوت لحماية المدن والبنية التحتية، إلى جانب صواريخ و تجهيزات عسكرية أخرى.
وتأتي هذه الخطوة في سياق تقديم كييف مقترحات أمنية غير معلنة سابقا إلى الولايات المتحدة ضمن أوراق نقاش مع حلفائها الأوروبيين.
ووفق التقرير، يهدف العرض إلى استمالة ترامب عبر التركيز على المكاسب الاقتصادية التي ستجنيها الصناعة العسكرية الأميركية، وهو ما يتماشى مع تصريحاته في البيت الأبيض حين قال بوضوح: "لن تقدم شيئا. نحن نبيع أسلحة".
وتفضل الوثيقة أن أوكرانيا تسعى إلى مواجهة ميول ترامب التي بدت أقرب إلى الطرح الروسي بإنهاء الحرب عقب اجتماعه الأخير مع الرئيس فلاديمير بوتين في الاسكار حيث أبدى انفتاحا على مقترحات وقف إطلاق النار. وقد كرر المستشار الالماني فریدریش میرز خلال اجتماع في واشنطن بحضور ترامب وزيلينسكي وقادة أوروبيين آخرين أن أي خطوات لاحقة لا يمكن أن تبنى دون هدنة حقيقية، مؤكدا أن الضغط على موسكو لفرض وقف إطلاق النار هو شرط أساس للحفاظ على مصداقية الجهود الأوروبية والأميركية.
وفي المقابل، تشدد كييف على أن السلام الدائم لا يمكن أن يقوم على تنازلات مجانية لبوتين، بل على إطار أمني رادع يمنع أي عدوان جدید، مؤكدة رفضها لأي اتفاق يتضمن تنازلات إقليمية. وتعتبر أن المقترحالذي قدمه بوتين لترامب بتجميد خطوط الجبهة مقابل انسحاب القوات الأوكرانية من دونيتسك ولوغانسك لن يؤدي إلا إلى ترسيخ موطئ قدم روسي يمهد لتوسع جدید نحو مدن رئيسية مثل دنيبرو
كما تطالب أوكرانيا بتعويضات كاملة عن أضرار الحرب من خلال الأصول السيادية الروسية المجمدة في الغرب والتي تبلغ قيمتها 300 مليار دولار، مع تأكيدها أن أي رفع للعقوبات يجب أن يكون مشروطا بتنفيذ موسكو لاتفاق سلام شامل.
وتشير الوثيقة إلى أن الخطاب الإعلامي الروسي الأخير يعكس تصلنا في الموقف من السلام بل وعداء لترامب نفسه، حيث أظهرت تصريحات المذيع البارز فلاديمير سولوفيوف نبرة ساخرة من الرئيس
الأميركي وهو يؤكد أن روسيا قادرة على تدمير الولايات المتحدة بالأسلحة النووية". وهو ما اعتبرته كييف دليلا إضافيا على أن الكرملين غير جاد في أي مفاوضات، وأن أي اتفاق لا بد أن يستند إلى ضمانات أمنية قوية وليس إلى حسن نوايا موسكو.