أقدم عشرات الجرحى الحوثيين، في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، على منع القيادي في الجماعة علي الحمزي المسؤول الأول عن علاجهم من دخول مستشفيات حكومية ومراكز طبية، وسط اتهامات له بممارسة التمييز العنصري، ونهب مخصصات علاجية وأدوية.
ووفقاً لمصادر مطلعة، تجمع عدد من الجرحى قبل يومين أمام بوابات مستشفى الثورة العام ومستشفى الكويت ومركز الأطراف الصناعية؛ حيث اعترضوا طريق الحمزي، ومنعوه من الدخول، قبل أن يتطور الموقف إلى اشتباك بالأيدي.
وأشارت المصادر إلى أن الحمزي، المنحدر من صعدة حيث معقل الجماعة والمعين مسؤولاً عن شعبة الجرحى�، حاول تغيير وجهته إلى مركز الأطراف في شمال صنعاء. لكنه فوجئ بجرحى آخرين يمنعونه من الدخول، ويحاولون الاعتداء عليه.
الجرحى الذين تحدثوا لـ�الشرق الأوسط� عبروا عن استيائهم من تزايد معاناتهم الجسدية والنفسية منذ إصابتهم في جبهات القتال، متهمين مسؤولي الجماعة بممارسة تمييز واضح في تقديم الرعاية؛ حيث تمنحالأولوية للمنتمين إلى السلالة الحوثية.
وأكد بعضهم أن الإهمال تجاوز حدود التمييز ليصل إلى المتاجرة المباشرة بآلامهم. عبر قيام مندوبين تابعين للجماعة ينهب الأدوية المخصصة لهم من الصيدليات المركزية وبيعها لمصالح شخصية.
تعميق المعاناة قال الجريح �ر.ن�، الذي أصيب في ذراعه اليسرى خلال القتال في جبهات الحديدة، إن تحركات الجرحى الأخيرة تأتي جزءاً من �عمل احتجاجي� ضد الممارسات غير القانونية لمسؤولي الجماعة، مطالباً بمحاسبتهم وإقالتهم.
وأضاف أن �مؤسسة الجرحي، الحوثية تتحمل كامل المسؤولية عن الإهمال المتعمد والمتاجرة بمعاناة الجرحى، سواء بشكل سري أو علني.
كما أفاد جريح آخر، فقد ساقه اليمنى أثناء القتال، بأنه لم يعد يملك أي أمل في الحصول على الحد الأدنى من الرعاية، متهماً القيادات الحوثية بإقصاء الجرحى غير السلاليين. وهذه مع آخرين بإغلاق عدد من المرافق الطبية في صنعاء وضواحيها إذا استمرت هذه الممارسات.
وتزامنت هذه الوقائع مع استمرار سقوط أعداد من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين في عدة جبهات، منها الضالع وتعز ومأرب والساحل الغربي، نتيجة خروقاتهم المستمرة رغم التهدئة القائمة على خطوط التماس مع القوات الحكومية حيث نقل العشرات من المصابين، بينهم قيادات إلى مستشفيات صنعاء خلال الأسابيع الأخيرة.
وشهدت مناطق قبلية في محافظات عمران وحجة وذمار احتجاجات مشابهة خلال السنوات الماضية حيث قطع مسلحون محليون طرقاً رئيسية وفرعية احتجاجاً على إهمال الجرحى العائدين من الجبهات. في وقت أفادت تقارير محلية بأن بعض هؤلاء الجرحى تركوا من دون علاج حتى تفاقمت إصاباتهم، ووصلت إلى حد التعفن.
وفي حادثة سابقة بمحافظة عمران، أقدم مسلحون من مديرية القفلة على إغلاق الخط الرئيسي أمام الجماعة، رفضاً لما وصفوه بتقاعسها عن تقديم الرعاية اللازمة للمقاتلين المصابين.