أطلقت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (NHS) تجربة سريرية جديدة تشمل أكثر من 100 مريض مصاب بسرطان الرأس والرقبة، في 15 مستشفى بأنحاء إنجلترا. وأكدت أن الدفعة الأولى من المرضى تلقت بالفعل اللقاح التجريبي.
التجربة، التي تنفذها وحدة التجارب السريرية في مدينة ساوثهامبتون، تعد الثالثة من نوعها للقاحات السرطان، بعد برامج مشابهة شملت سرطان الأمعاء والجلد، وأتاحت لـ 550 مريضًا المشاركة في تلك الدراسات.
أمل بعلاج جديد كارول موير، واحدة من أكثر من 11 ألف شخص يشخصون سنويا بسرطان الرأس والرقبة في إنجلترا، عاشت تجربة العلاج القاسية بعد إصابتها بالمرض الذي غالبا ما يتطور في الفم أو الحلق أو الحنجرة.
بعد الجراحة، خضعت موير للعلاج الإشعاعي والكيميائي، وتصف تلك المرحلة بقولها: كل ما يمكنك فعله هو النهوض من السرير صباحًا للذهاب إلى جلسة العلاج، وكل يوم كان أصعب من اليوم السابق".
ورغم تعافيها ترى موير أن ظهور لقاحجديد قد يغير معاناة المرضى، مضيفة: " نأمل أن يتوفر هذا العلاج قريبا، لأنني لا أريد لأحد أن يمر بهذه التجربة".
استراتيجية جديدة لمكافحة المرض رغم ما تحقق من تطور في أساليب علاج سرطان الرأس والرقبة، تظل الحالات المتقدمة من المرض من أعقد التحديات أمام الأطباء حيث لا يتعدى معدل بقاء المرضى على قيد الحياة لمدة عامين نسبة 50%.
وهذا اللقاح الجديد يستهدف الخلايا المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري (16-HPV)، المسؤول عن نحو 95% من الحالات.
البروفيسور بيتر جونسون، المدير السريري الوطني للسرطان في هيئة الخدمات الصحية الوطنية وأستاذ علم الأورام في وحدة التجارب، يرى أن اللقاح قد يكون تحولا في علاج السرطان، قائلاً: "سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان بإمكاننا استخدام هذا النوع من التطعيم لتوجيه جهاز المناعة للكشف عن السرطانات بشكل أكثر فعالية".
وأضاف: "نعلم أن الأجسام المضادة التي تفعل الجهاز المناعي فعالة إلى حد ما، لكننا نعتقد أن توجيهها بشكل أكثر دقة عبر هذه اللقاحات قد يحقق نتائج أفضل".