قال راندهير جايسوال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية في بيان عقب إعلان ترامب: "استهداف الهند غير مبرر وغير منطقي".
وفي منشور على منصة "تروث سوشيال"، اتهم ترامب نيودلهي بأنها لا تكتفي بشراء "كميات هائلة" من النفط الروسي، بل تبيعه لاحقًا في السوق المفتوحة لتحقيق "أرباح طائلة"، مضيفًا: "لا يهمهم كم من الناس يُقتلون في أوكرانيا على يد آلة الحرب الروسية".
وأضاف أنه سيرفع الرسوم الجمركية التي تدفعها الهند للولايات المتحدة "بشكل كبير"، من دون أن يوضح حجم الزيادة المرتقبة.
ويأتي هذا التهديد بعد أيام من إعلان ترامب فرض رسوم بنسبة 25% على السلع الهندية المستوردة، مشيرًا إلى أن الهند قد تواجه أيضًا "عقوبات غير محددة"، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
وقال راندهير جايسوال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية في بيان عقب إعلان ترامب: "استهداف الهند غير مبرر وغير منطقي".
وأضاف: "كأي اقتصاد كبير ستتخذ الهند جميع التدابير اللازمة لحماية مصالحها الوطنية وأمنها الاقتصادي".
السوق النفطية والنزاع الروسي
تأتي تهديدات ترامب وسط تدهور علاقاته مع روسيا بسبب إخفاق الأخيرة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، ما دفعه إلى التلويح بعقوبات اقتصادية إضافية.
وتُعد الهند ثالث أكبر مستورد للنفط الخام عالميًا بعد الصين والولايات المتحدة، وكانت تعتمد تاريخيًا على نفط الشرق الأوسط، قبل أن تتحول تدريجيًا إلى السوق الروسية بعد بدء العقوبات الغربية على موسكو إثر غزوها الشامل لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022.
ودافع وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار في العام نفسه عن هذا التوجه، قائلاً من واشنطن إن "إجمالي مشتريات الهند وحدها من النفط الروسي تتجاوز ما تشتريه أوروبا". وتشير التقديرات إلى أن الهند تشتري يوميًا ما يصل إلى مليوني برميل، أي نحو 2% من الإمدادات العالمية، في حين تبرز دول مثل الصين وتركيا كمستوردين كبار آخرين
في أحدث مواقفه، وصف ترامب الهند بأنها تمتلك "أشد الحواجز التجارية تطرفًا وإزعاجًا من بين جميع الدول"، منتقدًا العجز التجاري "الهائل" معها. ورغم وصفه للهند بـ"الصديقة"، أشار إلى أن العلاقات التجارية لم تكن متوازنة "بسبب رسومها الجمركية المرتفعة، من بين الأعلى عالميًا
وهاجم ترامب العلاقات الهندية الروسية، معتبرًا أن البلدين قد "يسقطان معًا باقتصاديهما الميتين"، ما دفع نيودلهي إلى الرد بالتأكيد على أن الهند هي "أسرع الاقتصادات الكبرى نموًا في العالم".
وفي موقف يعكس رغبة في تعزيز الإنتاج الوطني، دعا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، خلال تجمع في دائرته البرلمانية في فاراناسي، إلى دعم المنتجات المصنّعة محليًا، محذرًا من حالة "عدم الاستقرار وعدم اليقين" التي يشهدها الاقتصاد العالمي، ومشددًا على أن الهند تسير نحو أن تصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم.