آخر تحديث :الأحد - 27 يوليو 2025 - 12:40 ص

منوعات

مهرجان الأردن العالمي للطعام يثير الجدل بسبب الجوع في غزة

الجمعة - 25 يوليو 2025 - 11:28 ص بتوقيت عدن

العين الثالثة/ متابعات

أثار مهرجان الطعام في الأردن جدلاً كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تزامنه مع مأساة الجوع في قطاع غزة، إذ انتشرت حملة للمطالبة بإلغائه أو تأجيله، فيما دافع آخرون عنه مؤكدين أن المهرجان يدعم المشاريع المحلية والاقتصادية، كما أن ريعه سيذهب إلى أهل غزة.

وأطلق عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ #غزة_تموت_جوعا، وهاشتاغات أخرى تطالب بالمقاطعة مثل #إلغاء_مهرجان_الطعام. كما طالت المطالب أيضا مهرجان جرش الذي انطلق الأربعاء، بمشاركة مغنين وفرق موسيقية محلية وأجنبية.

وانتشرت مناشدات تطالب الحكومة الأردنية والمسؤولين بإلغاء مهرجان الطعام “احتراما لما يحصل في غزة من جوع وللقتلى أثناء انتظار المساعدات،” وقالت ناشطة:

@juman_232
أنا كمواطنة أردنية أرفض إقامة مهرجان جرش وأرفض إقامة مهرجان الطعام بينما يعاني أهلنا في غزة الجوع والقهر والحصار، كرامة الأردن من كرامة فلسطين، وجرش لا تفرح وغزة تنزف، ولا نرقص على جراح أهلنا #غزة_تموت_جوعا

وكتب مغرد:

@me7rak_
إن كانت المائدة في غزة دعاءً والماء معركةً والصمود خبز أهل غزّة اليومي، فلا يكون العجز عن كفّ مظاهر الشبع وإيقاف مهرجان الطعام!
لا عشنا إن احتفلنا بالأكل وبطون غزة خاوية.

في المقابل ظهرت آراء أخرى تدافع عن إقامة مهرجان الطعام قائلة إنه لا يعتبر ترفيها، بل يمثل دعما مباشرا للمشاريع الصغيرة والمطاعم المشاركة في المهرجان ويساعد في تحصيل أرباح تضمن استمراريتها، كما أنه يظهر احتفاء بالتراث الأردني والثقافة، وجاء في تعليق:

@mohammadabadi65
مهرجان الطعام تثبيت لهويتنا الأردنية من بوابة المطبخ في زمن تنسب فيه أطباقنا إلى غيرنا، نؤكد أننا نعرف ما نأكل ونعرف من نحن، الثقافة لا تحاصر بالسياسة والتذوق ليس خيانة بل طريقة راقية للدفاع عن الموروث.

وطالبت ناشطة المنتقدين بالدفاع عن تراثهم وإرثهم الحضاري ضد محاولات السطو بدعم مثل هذه المهرجانات، قائلة بلهجة محلية:

@layann1996
المهرجان هاد بيرجع حق أكلاتنا اللي حاولوا يسرقوها منا زي المقلوبه والمنسف وحلوياتنا المعروفه هو توثيق لهويتنا وبقول إن المطبخ الأردني اله طابع خاص، وبدل ما ننتقد خلينا نكون جزء من دعم ثقافتنا.
وكمان فيه دعم لأطفال غزة وبيفتح مجال لشركات وسيدات من أهل البلد يبينوا شغلهم ويساهموا بحركة اقتصادية مهمة.

واعتبرت مغردة أن:

@AyaAli40441598
مهرجان الطعام ليس حفلا ترفيهيا، وإنما هو فعالية اقتصادية وطنية مثل أي مهرجان، وبالنسبة إلى المقاطعة هي لا تعني سوى إلحاق الضرر بأردنيين يشتغلون ليل نهار لإعالة أسرهم، وفضلا عن ذلك ستذهب إيرادات المهرجان إلى دعم أهل غزة.

وقالت أخرى:

@om_yousef090
مهرجان الطعام فعالية اقتصادية سنوية لدعم الإنتاج المحلي وتمكين المشاريع الصغيرة. تعطيل الحياة بحجة نصرة غزة ليس دعمًا حقيقيًا، فالقوي هو من يبني ليبقى قادرًا على الوقوف مع أشقائه وقت الحاجة.

وقالت أكثر من مئة منظمة غير حكومية، من بينها “أطباء بلا حدود” و”منظمة العفو الدولية” و”أوكسفام إنترناشونال”، إنه “مع انتشار مجاعة جماعية في قطاع غزة، يعاني زملاؤنا والأشخاص الذين نساعدهم من الضعف الشديد.”

ودعت المنظمات في بيانها المشترك إلى “وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وفتح كل المعابر البرّية للقطاع، وضمان التدفق الحر للمساعدات الإنسانية إليه.”

وما بين آراء مطالِبة بإلغاء مهرجان الطعام وأخرى توضح أهمية إقامته، اقترح روّاد على مواقع التواصل الاجتماعي الاستعاضة عن إلغائه بأن يتمّ تخصيص جزء من أرباح المطاعم المشاركة لأهالي غزة.

من جانبها أعلنت هيئة تنشيط السياحة في الأردن أن ريع تذاكر مهرجان الأردن العالمي للطعام 2025 سيُخصّص كله لدعم أطفال غزة.

واعتبرت الهيئة في بيان لها أنّ هذه الخطوة الإنسانية تعبّر عن “تضامن الأردن المستمر مع أهلنا في قطاع غزة وفلسطين،” مؤكدة أن المهرجان في نسخته الثانية يحمل رسالة مجتمعية وتنموية، حيث يسهم في دعم المشاريع الناشئة وروّاد الأعمال في قطاع الأغذية وفنون الطهي، ويفتح أمامهم فرصا للترويج والتوسع، في شراكة مع القطاع الخاص.

ويعود مهرجان الطعام هذا العام بنسخته الثانية في الأردن، ويستقطب خبراء طهي من جميع أنحاء العالم ومن الحائزين على نجمة ميشلان العالمية، وسلاسل مطاعم مرموقة، وروّاد أعمال في قطاع الأغذية، ومواهب طهي من مختلف أنحاء العالم، وفق بيان للمهرجان.

◙ هيئة تنشيط السياحة في الأردن تقول إن ريع تذاكر مهرجان الأردن العالمي للطعام سيُخصّص كله لدعم أطفال غزة

وخلال نسخته الأولى أيضا طالت المهرجان انتقادات مماثلة بسبب تزامنه مع نشوب حرب غزة.

وسيسلط المهرجان الضوء على الإرث المميز للطعام الأردني، وسيعزّز مكانة المملكة كوجهة سفر فريدة، نظراً لأهمية الأردن على خارطة السياحة الثقافية في العالم، عبْر منح الجمهور فرصة لممارسة فنون الطهي وتناول أطباق مميزة من الطعام في أجواء احتفالية جماعية.

وأشار بعض روّاد مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن ما يحصل في المنطقة لا يجب أن يؤثر على الأردن، مؤكدين ضرورة استمرار جميع الفعاليات.

ومؤخرا خرجت مَسيرات احتجاجية في العاصمة عمّان وإربد بشعارات تطالب بـ”فك الحصار عن غزة وضد التجويع الحاصل في القطاع.”

واعتاد الأردن على إقامة مهرجان جرش سنوياً، غير أنه جرى إلغاؤه عدة مرات بسبب أحداث سياسية في لبنان، وخلال تفشي وباء كورونا. وذكر البعض أنّ ما تحمله هذه المهرجانات من “أجواء احتفالية وأفراح لا يتناسب مع ما يعانيه قطاع غزة من جوع وموت.”

لكن المدير التنفيذي لمهرجان جرش أيمن سماوي قال إن المهرجان يحمل رسالة ثقافية إلى العالم تمثل الهوية الأردنية، وينقل الصورة الحقيقية لصناعات الأردن، كما سيشهد أكثر من 235 فعالية فنية وثقافية وأدبية، بمشاركة 37 دولة عربية وأجنبية، ستُقام في قلب مدينة جرش الأثرية وخارجها.

بدوره صرح رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان الثلاثاء بأن مهرجان جرش مهم لاقتصاد المحافظة ولقطاع السياحة في الأردن الذي تعمل حكومته بكل قدراتها ووسائلها على دعمه وتعزيزه رغم الظروف الإقليمية المحيطة على حد وصفه، مؤكدا أن الفعاليات والمهرجانات الفنية ضرورية لدعم القطاع السياحي في الدول، وقد أشار إلى أهمية استمرارها.