آخر تحديث :الأحد - 27 يوليو 2025 - 12:40 ص

رياضة

السعودية تقص شريط خصخصة الأندية الرياضية

الجمعة - 25 يوليو 2025 - 11:26 ص بتوقيت عدن

العين الثالثة/ متابعات

اكتسب قطاع الرياضة في السعودية زخما كبيرا الخميس مع بدء عملية الخصخصة التي طال انتظارها كخطوة رئيسية لتوسيع الاستثمار، بعد أن قطعت الحكومة والمسؤولون شوطا مهما لتطويره منذ إعلان إستراتيجية التحول في 2016.

وأعلنت وزارة الرياضة، بالتعاون مع المركز الوطني للتخصيص، عن تخصيص أول ثلاثة أندية رياضية محلية عبر الطرح العام، وهي الأنصار والخلود والزلفي، وانتقال ملكيتها إلى جهات استثمارية.

وكان قد تم الإعلان، في أغسطس العام الماضي، عن طرح ستة أندية ضمن المسار الثاني من مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، وهي الأنصار والأخدود والخلود والزلفي والعروبة والنهضة.

أما المسار الأول فقد شمل تحويل أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي إلى شركات، مع نقل 75 في المئة من ملكيتها إلى صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة السيادي).

كما تم نقل ملكية نادي القادسية إلى شركة أرامكو، والعلا إلى الهيئة الملكية لمحافظة العلا، والدرعية إلى هيئة تطوير الدرعية، والصقور إلى شركة نيوم، التي قامت بتغيير اسم النادي إلى نادي نيوم.

ومن المنتظر أن يكون الخلود أول ناد سعودي تنتقل ملكيته إلى مستثمر أجنبي، بعد استحواذ الأميركي بن هاربورغ عليه. كما ستنتقل ملكية نادي الزلفي إلى شركة نجوم السلام، ونادي الأنصار إلى شركة عودة البلادي وأبناؤه.

وأكدت وزارة الرياضة في بيان على حسابها في منصة إكس فتح باب استقبال طلبات الاهتمام من الجهات الاستثمارية الراغبة في الاستحواذ على أي من الأندية الرياضية الأخرى في البلد الخليجي.

ويأتي الإعلان عن تخصيص الأندية الثلاثة بعد استكمالها كافة الإجراءات النظامية، وقيام المركز الوطني للتخصيص بتأسيس شركات لهذه الأندية تمهيدا لنقل ملكيتها إلى المستثمرين الجدد.

وتكشف الخطوة بوضوح أن البلد يعي جيدا أن الرياضة بإمكانها المساهمة في دفع عجلة الاقتصاد في حال توظيف رؤوس أموال جديدة فيها، بعد مرحلة الخصخصة التي شهدتها منذ 2017 والتي حررت الحكومة من الإنفاق عليها.

ويقول خبراء إن القطاع يمتلك مقومات النجاح إذا ما تم تسييره وفق خطط إستراتيجية وتسويقية محترفة، كما أنه سيُسهم بشكل كبير في زيادة الناتج المحلي الإجمالي باعتباره سيصبح صناعة تحقق إيرادات كبيرة للنشاط الاقتصادي وخزينة الدولة.

ويؤكدون أن التفكير في النهوض بهذا المجال يأتي في سياق التوجه نحو تنويع مصادر الدخل، وضرورة إيجاد قطاعات بديلة للطاقة يمكن من خلالها المساهمة في نمو أكبر اقتصادات المنطقة العربية.

وتتزايد رغبة المسؤولين بالاستثمار في هذا المجال المهم من خلال إعطاء الأولوية لرياضة كرة القدم، نظرا للشعبية الكبيرة التي تحظى بها هذه اللعبة عبر العالم.

133.3
مليار دولار العوائد المتوقعة من بيع 6 أندية ضمن مسار مشروع الاستثمار والتخصيص

وتشير الطلبات التي تلقتها وزارة الرياضة خلال مرحلة تقديم العروض إلى الاهتمام الكبير بشراء الأندية السعودية، حسبما أكد وكيل وزارة الرياضة للإعلام والتسويق عادل الزهراني في تصريحات سابقة.

وكشف الزهراني لبلومبيرغ الشرق قبل فترة أن الوزارة تلقت ما يزيد عن 22 عرضا أو رغبة في الشراء، كما تقدمت شركات أجنبية بعروض لتملك الأندية.

وأطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مشروع الاستثمار والخصخصة للأندية الرياضية في يونيو 2023، والذي يتضمن في مرحلته الأولى مسارين رئيسيين.

ويتمثل المسار الأول في الموافقة على استثمار شركات كبرى وجهات تطوير تنموية في مجموعة من الأندية الرياضية، مقابل نقل ملكية الأندية إليها، ويتعلق المسار الثاني بطرح عدد من الأندية الرياضية للخصخصة.

ومن المتوقع تحقيق عوائد تصل إلى نصف مليار ريال (133.3 مليار دولار) من خصخصة هذه الأندية الستة، وفق التقديرات التي ساقها بعض المسؤولين في وقت سابق.

وبحسب وزارة الرياضة، فقد انتهت فترة استقبال العروض المقدمة للاستحواذ على نادي النهضة، بعد أن طلبت بعض الجهات الاستثمارية تمديد المهلة المحددة، ويجري حاليا تقييم هذه العروض.

في المقابل، لم تستوف الجهات الراغبة في الاستحواذ على ناديي الأخدود والعروبة الشروط والإجراءات المطلوبة.

ولفتت الوزارة إلى استمرار فتح المجال أمام المستثمرين المهتمين لتقديم طلبات الاستحواذ على بقية الأندية، عبر بوابة إلكترونية مخصصة، بهدف تطوير القطاع الرياضي ورفع كفاءته، بما يتماشى مع مستهدفات أجندة التحول الطموحة.

وتوزع الحكومة جهودها لتوسيع أعمال القطاع الرياضي وفق إستراتيجية طموحة تراعي ما تحقق في الداخل خلال السنوات الأخيرة من مؤهلات كبيرة مكنتها من احتضان العديد من التظاهرات العالمية، وفتحت شهيتها لدخول عالم الاستثمار الرياضي من أوسع أبوابه.

ويعمل صندوق الثروة وفق إستراتيجية تستهدف تطوير 13 قطاعا إستراتيجيا منها الرياضة، إلى جانب الترفيه والسياحة والمرافق الخدمية والطاقة المتجددة، ضمن إستراتيجية بدأها في عام 2021 وتمتد حتى العام 2025.

وفي فبراير 2022 أبرمت شركة القدية للاستثمار، أحد أذرع الصندوق السيادي، اتفاقيتي شراكة إستراتيجية مع ناديي النصر والهلال لمدة عقدين من الزمن، تمتد حتى عام 2042.

وبموجب الاتفاقيتين، ستقدم الشركة 100 مليون ريال سنويا لكل ناد (نحو 26 مليون دولار)، مع إمكانية مراجعة بنود اتفاقية الشراكة كل خمس سنوات.

ويهدف مشروع نقل الأندية وتخصيصها بشكل عام إلى تحقيق قفزات نوعية بمختلف الرياضات بحلول 2030، لصناعة جيل متميز رياضيا على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

وعلاوة على ذلك تطوير لعبة كرة القدم ومنافساتها بصورة خاصة، للوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل عشرة دوريات في العالم.

وكذلك تتضمن الأهداف زيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من نحو 120 مليون دولار حاليا إلى أكثر من 480 مليون دولار سنويا.

وإلى جانب ذلك رفع قيمة الدوري المحلي للمحترفين من 800 مليون دولار إلى أكثر من 2.1 مليار دولار.

وكانت السعودية قد استحوذت في أكتوبر 2021 على نادي نيوكاسل الذي ينشط في الدوري الإنجليزي الممتاز في صفقة بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني.