آخر تحديث :الأحد - 13 يوليو 2025 - 06:30 م

رياضة

عملاقا أوروبا على موعد مع نهائي كأس العالم للأندية 2025

الأحد - 13 يوليو 2025 - 11:52 ص بتوقيت عدن

العين الثالثة/ متابعات

يترقب محبو الساحرة المستديرة المباراة النهائية لبطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم، في نسختها الأولى بشكلها الحديث، بين باريس سان جرمان الفرنسي وتشيلسي الإنجليزي، اليوم الأحد على ملعب ميتلايف في نيو جيرسي. وربما تكون هذه هي المواجهة الأهم بين الفريقين حتى الآن، لكنها ببساطة الأحدث في سلسلة طويلة من المواجهات الشرسة بين عملاقي كرة القدم الأوروبية.

وإجمالا سيكون هذا اللقاء هو التاسع بينهما، وقد سبق أن التقيا ست مرات في ثلاث سنوات حافلة بين عامي 2014 و2016. وكانت المنافسة بينهما متقاربة للغاية، حيث حقق تشيلسي انتصارين، بينما فاز الفريق الباريسي في ثلاث مباريات، وتعادلا في ثلاث مناسبات، وشهدت جميع تلك المواجهات العديد من الأهداف الرائعة.

كما شهدت المواجهات السابقة التي جمعت بين باريس سان جرمان وتشيلسي أهدافا لا تنسى من نجوم وأساطير أمثال ديدييه دروغبا وخافيير باستوري وإدينسون كافاني، حيث استعرض الموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لقاءاتهما السابقة، وهو ما نلقي الضوء عليه في الأسطر التالية:

عرض خاص

تحول اللقاء الأول في تاريخ مواجهات الفريقين إلى عرض خاص للنجم الإيفواري ديدييه دروغبا، وذلك ضمن الجولة الافتتاحية من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا. وأضفى دروغبا طابعا خاصا على المباراة، إذ كان قد انضم إلى صفوف تشيلسي قادما من أولمبيك مارسيليا الفرنسي، الغريم التقليدي لباريس سان جرمان، وتمكن من تسجيل هدفين أسكت بهما الجماهير التي كانت تهاجمه. وكان جون تيري، قائد الفريق الإنجليزي، قد افتتح التسجيل في وقت مبكر من اللقاء.

وفي لقاء آخر شهد البوسني وحيد خاليلوزيتش، مدرب باريس سان جرمان، أداء محسنا بشكل كبير من لاعبي فريقه في ملعب ستامفورد بريدج، حيث نجحوا في انتزاع تعادل سلبي مستحق أمام أصحاب الأرض. واقترب ماتيا كيزمان وفرانك لامبارد وجو كول من التسجيل لصالح تشيلسي، كما شكل المهاجم رينالدو تهديدا هجوميا لسان جرمان.

وفي أبريل 2014 فاز باريس سان جرمان على تشيلسي بنتيجة 3 – 1؛ إذ حقق الأفضلية في ذهاب دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا، بعد أن سجل إيزيكيل لافيتزي هدفا مبكرا ليضع أصحاب الأرض في المقدمة، قبل أن يحرز إدين هازارد هدف التعادل من ركلة جزاء.

وأعاد هدف عكسي سجله ديفيد لويز التقدم لسان جرمان، قبل أن يضيف خافيير باستوري الهدف الثالث من مجهود فردي رائع في الوقت المحتسب بدلا من الضائع. كذلك في أبريل 2014 فاز تشيلسي على باريس سان جرمان بنتيجة 2 – 0، حيث أنه في ليلة مليئة بالإثارة في غرب العاصمة البريطانية لندن أشعل هدف متأخر سجله ديمبا با احتفالات عارمة على خط التماس بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، إذ منح تشيلسي بطاقة التأهل للدور نصف النهائي بفضل قاعدة الأهداف خارج الأرض. وكان أندريه شورله قد افتتح التسجيل لأصحاب الأرض في الشوط الأول، قبل أن يحسم المواجهة في اللحظات الحاسمة للفريق اللندني.

وفي فبراير 2015 تعادل باريس سان جرمان وتشيلسي بنتيجة 1-1، حيث شعر الفريق الفرنسي بخيبة أمل بعد التعادل في ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، وذلك بعد أن سجل برانيسلاف إيفانوفيتش هدف التقدم لفريق جوزيه مورينيو. وعادل إدينسون كافاني النتيجة لفريق العاصمة الفرنسية، الذي سيطر لاعبوه على المباراة لكنهم لم يتمكنوا من تسجيل هدف الفوز.

وفي مارس 2015 تعادل تشيلسي 2-2 مع باريس سان جرمان (بعد الأشواط الإضافية)، إذ ثأر باريس سان جرمان بطريقة درامية في ليلة لا تنسى، رغم خوضه معظم المباراة بنقص عددي بعد طرد نجمه السويدي آنذاك زلاتان إبراهيموفيتش. وبدت الأمور محسومة لصالح تشيلسي عندما سجل جاري كاهيل هدفا متأخرا، لكن ديفيد لويز أدرك التعادل بضربة رأس في مرمى فريقه السابق.

وفي الشوط الإضافي أعاد النجم البلجيكي إدين هازارد التقدم لأصحاب الأرض من ركلة جزاء، لكن المدافع البرازيلي تياغو سيلفا أحرز هدفا تاريخيا بضربة رأس قاتلة، منح بها باريس سان جرمان بطاقة التأهل بفضل قاعدة الأهداف خارج الأرض.

وفي شهر فبراير 2016 فاز باريس سان جرمان على تشيلسي بنتيجة 2 – 1، حيث انتهت مواجهة أخرى في دور الـ16 باحتفالات باريسية جديدة، إذ افتتح زلاتان إبراهيموفيتش التسجيل لأصحاب الأرض من ركلة حرة ارتطمت بأحد المدافعين وخدعت الحارس، لكن النيجيري جون ميكيل أوبي أدرك التعادل لتشيلسي قبل نهاية الشوط الأول.

وتواصلت الإثارة بعدما سجل المهاجم الأوروغواياني إدينسون كافاني في شباك الفريق الإنجليزي، بعد أن حول تمريرة زميله الأرجنتيني أنخيل دي ماريا إلى هدف منح سان جرمان الأفضلية قبل لقاء الإياب في لندن. وفي شهر مارس 2016 خسر تشيلسي 1 – 2 أمام باريس سان جرمان، الفريق الزائر بقيادة إبراهيموفيتش، الذي صنع الهدف الأول لزميله أدريان رابيو، ثم سجل هدف الفوز بنفسه. وكان المهاجم الإسباني دييغو كوستا منح تشيلسي بارقة أمل حين أدرك التعادل مؤقتا، لكن ذلك لم يكن كافيا لتجنب الإقصاء.

يبحث باريس سان جرمان الفرنسي عن تحقيق التوازن بين إضافة لقب جديد إلى موسمه التاريخي الذي شهد تحقيق حلمه الأكبر بإحراز لقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة، وعدم المخاطرة بصحة لاعبيه بعد موسم طويل وشاق، وذلك حين يخوض الأحد نهائي مونديال الأندية بحلته الجديدة الموسعة في مواجهة تشيلسي الإنجليزي.

وعكس المدرب الإسباني للنادي الباريسي لويس إنريكي المخاوف من تأثير الجهد البدني الكبير، بالقول في 28 يونيو "بدأ موسمنا في 14 يوليو (2024)، وإذا وصلنا إلى النهائي، فسيكون موسمنا من 365 يوما."

وبالفعل، وصل سان جرمان إلى النهائي بفوزه الساحق على العملاق الإسباني ريال مدريد 4-0 في نصف النهائي، مؤكدا أن ما حققه ضد إنتر الإيطالي في نهائي دوري أبطال أوروبا حين أذله 5 – 0 لم يكن وليد الصدفة، بل كان حصادا لما زرعه إنريكي الذي غير طريقة النظر إلى النادي الفرنسي كمجموعة من النجوم الكبار بهالة إعلامية هائلة.

بأي ثمن؟

توج نادي العاصمة العام الماضي بثنائية الدوري والكأس المحليين ووصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في أول موسم له بقيادة إنريكي، معتمدا بشكل رئيسي على كيليان مبابي الذي سجل 44 هدفا رغم أنه استبعد من الفريق لفترة خلال النصف الثاني بعدما بات جليا أنه يرغب في الانتقال إلى ريال مدريد وعدم توقيع عقد جديد.

ورغم رحيل لاعب من طراز مبابي، نجح إنريكي في التأكيد على أن اللعب الجماعي هو مفتاح النجاح، مانحا الفريق الباريسي الأمل في مستقبل أكثر إشراقا قاده في 2025 إلى ألقاب الدوري والكأس وكأس الأبطال محليا ودوري أبطال أوروبا قاريا. ويقف سان جرمان الآن على بعد مباراة واحدة من إضافة لقب مونديال الأندية، مع إدراكه أن المجهود الإضافي الاستثنائي لهذا الموسم قد يترك أثره على اللاعبين أو حتى قد يهدد صحتهم قبل أسابيع قليلة من انطلاق الموسم الجديد.

ورغم دعمه لهذه البطولة الجديدة، دأب إنريكي على التذكير بأثر الروزنامة المزدحمة على اللاعبين الذين بدأوا موسمهم قبل عام في صيف 2024. ويواصل سان جرمان بجميع أعضائه التعبير عن الرغبة في "صناعة التاريخ" أكثر فأكثر، لكن بأي ثمن؟ بدا جليا، رغم الاندفاع الكبير في الفوز الساحق على ريال مدريد في نصف النهائي، أن الإرهاق البدني والذهني بدأ يشق طريقه إلى لاعبي إنريكي.

وقال الإسباني فابيان رويس الذي سجل هدفين الأربعاء في مرمى النادي الملكي "الحقيقة هي أن الأمور أصبحت أصعب قليلا في هذه المرحلة من الموسم." وفي وقت سابق من البطولة انتقد البرتغالي فيتينيا أيضا وتيرة المباريات "المتواصلة"، معلقا على الإرهاق بالقول "أعتقد أنكم تستطيعون رؤيته."

◙ رغم رحيل مبابي، نجح إنريكي في التأكيد أن اللعب الجماعي هو مفتاح النجاح، مانحا الفريق الأمل بمستقبل أكثر إشراقا

ويدرك إنريكي ولاعبوه أن بعد رحلتهم المونديالية في الولايات المتحدة، سيجدون أنفسهم سريعا أمام استحقاقات قادمة، أولها في 13 أغسطس حين يخوضون مواجهة الكأس السوبر الأوروبية ضد توتنهام الإنجليزي بطل “يوروبا ليغ” في أوديني الإيطالية. ذلك يعني أن اللاعبين سيحصلون على فترة راحة قصيرة لا تتجاوز الثلاثة أسابيع بعد نهائي الأحد ضد تشيلسي.

وسيحاول سان جرمان جاهدا ألا يفوت عليه فرصة الفوز بالكأس السوبر حتى وإن كان اللقب “صغيرا” مقارنة بالألقاب الأخرى، قبل أن يبدأ بعد ذلك بأربعة أيام فقط مشواره في الدوري على أرض نانت.

وسيكون الموسم المقبل مكثفا ومرهقا جدا لللاعبين الذين سيضطر أغلبهم إلى الالتحاق بمنتخبات بلدانهم في بداية الصيف المقبل من أجل خوض مونديال 2026. وإدراكا منهما أنه من غير المعقول تجاوز الحدود البدنية والذهنية، وحرصا على مكافأة اللاعبين على موسمهم القياسي، أدركت إدارة سان جرمان والجهاز الفني بقيادة إنريكي بسرعة أهمية فترات الراحة. وسبق للمدرب الإسباني أن أدار مسألة إراحة اللاعبين خلال الموسم الماضي، وسيكرر الأمر ذاته في الموسم القادم.

وقد صرح الإسباني بأنه وجهازه الفني يسجلان بدقة متناهية وقت لعب كل لاعب بهدف تنظيمه، حتى وإن كان ذلك يشكل تحديا يوميا. وفي فبراير قال إنريكي "إنها تتريس (لعبة فيديو على شكل أحجية) بكل وضوح. يمكننا التخطيط للأمور، لكن قد يكون هناك لاعبان مريضان في التدريب، وآخر موقوف… يجب أن يبقى الوضع مفتوحا. سنُدير وقت لعب الجميع، لكن الأمر سيكون صعبا."

وبعد إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ضد أرسنال الإنجليزي، سمح سان جرمان لسبعة لاعبين أساسيين بالراحة بدلا من السفر إلى مونبلييه لخوض مباراة في الدوري الفرنسي. أما النجم عثمان ديمبيليه فأُعفي من المشاركة في مباريات الدوري الفرنسي كثيرا بدءا من الربيع، عندما كان في قمة تألقه.

وخلال مونديال الأندية كانت المقاربة مختلفة بعض الشيء، حيث اقتصرت المداورة على مباراة بوتافوغو البرازيلي في دور المجموعات، وكانت بمثابة فشل ذريع إذ هزم الفريق 0-1 مع فرص قليلة للتسجيل. لكن النادي قرر مبكرا في إيرفين، إحدى ضواحي لوس أنجلس، منح اللاعبين حرية أكبر بعد التدريب الصباحي، وقد لاقى هذا الإجراء الاستثنائي ترحيبا من اللاعبين، بينهم الحارس الإيطالي جانلويجي دوناروما الذي قال “شكرا للمدرب، شكرا للإدارة” للسماح بقضاء فترة ما بعد الظهيرة على الشاطئ أو التسوق من أجل “الاسترخاء” وبهدف “الفوز” بشكل أفضل.

وفي هذا الأسبوع أقام سان جرمان معسكره في نيوجيرزي، قبل أن ينتقل إلى فندق في قلب مانهاتن. واستمتع اللاعبون كثيرا كما ظهروا على وسائل التواصل الاجتماعي، على غرار البرتغالي جواو نيفيش الذي نشر صورا له ولصديقته في تايمز سكوير.

غراف

رفض أرسن فينغر الانتقادات الشديدة التي وجهها يورغن كلوب لبطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم، وقال إن كرة القدم العالمية كانت بحاجة إلى البطولة بشكلها الجديد والموسع.

وقال فينغر في تصريحات نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "لكل شخص الحق في إبداء رأيه، وأنا لا أشارك يورغن كلوب وجهة نظره على الإطلاق." وقال كلوب، مدرب ليفربول السابق، لصحيفة "فيلت آم سونتاغ" قبل أسبوعين إن مونديال الأندية "أسوأ فكرة على الإطلاق تم تطبيقها في كرة القدم."

وكان لفينغر، المدرب السابق لفريق أرسنال والذي يشغل الآن منصب رئيس تطوير كرة القدم العالمية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، رأي مختلف. وقال "أشعر أنه كانت هناك حاجة إلى إقامة بطولة كأس العالم للأندية. إذا سألت جميع الأندية التي شاركت هنا فستكون كل الإجابات أنها تود المشاركة مرة أخرى. وهذه أفضل إجابة على ما تفكر فيه الأندية بشأن بطولة كأس العالم للأندية."