آخر تحديث :الثلاثاء - 24 يونيو 2025 - 01:00 م

اخبار وتقارير


الحوثيون على خط النار الإيراني: ولاء علني وتلويح بالتصعيد ضد واشنطن وإسرائيل

الثلاثاء - 24 يونيو 2025 - 07:40 ص بتوقيت عدن

الحوثيون على خط النار الإيراني: ولاء علني وتلويح بالتصعيد ضد واشنطن وإسرائيل
صورة أرشيفية

العين الثالثة/ متابعة خاصة

في مشهد يعكس عمق الارتباط العقائدي والاستراتيجي بين جماعة الحوثي في اليمن والنظام الإيراني، برزت الجماعة كواحدة من أكثر الأذرع الإقليمية ولاءً لطهران خلال المواجهة الأخيرة مع إسرائيل والولايات المتحدة، والتي بلغت ذروتها خلال الأسبوعين الماضيين، على خلفية قصف منشآت نووية إيرانية ورد طهران بوابل من الصواريخ والطائرات المسيّرة.


ولم يقتصر الموقف الحوثي على بيانات التضامن، بل تعداه إلى تبنٍ عملي لهجمات عسكرية متزامنة مع الرد الإيراني، وتصعيد غير مسبوق في الخطاب السياسي والإعلامي، شمل تهديدًا مباشرًا باستهداف السفن والبوارج الأميركية في البحر الأحمر، حال استمرار الهجمات على طهران.

موقف مزدوج: دعم سياسي ورد عسكري
منذ لحظة الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو، سارعت الجماعة الحوثية لإدانة العملية عبر المجلس السياسي الأعلى، ووصفتها بـ"العربدة الصهيونية"، وأكدت "الحق الكامل لإيران في الرد". تلا ذلك كلمة متلفزة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أعلن فيها "شراكة كاملة" مع طهران، وهدد بـ"حرب مفتوحة وممتدة" ضد إسرائيل.

وفي تطور لافت، أعلنت الجماعة تنفيذ عملية عسكرية استهدفت أهدافًا إسرائيلية، بالتزامن مع الهجمات الإيرانية، في تأكيد عملي على التنسيق العسكري بين الطرفين، فيما توعد الناطق العسكري يحيى سريع باستهداف القطع البحرية الأميركية في حال شنت واشنطن ضربات إضافية ضد إيران.

من السياسة إلى العقيدة: محور المقاومة يتوسع
لم يخفِ الحوثيون ارتباطهم العلني بالمحور الإيراني، بل استغلوا الأحداث لتكريس ما وصفوه بـ"معركة الأمة في وجه العدوان الأميركي-الصهيوني"، مؤكدين أن الدفاع عن إيران هو دفاع عن فلسطين، وأن الهجمات المشتركة بين الحرس الثوري والحوثيين تمثل "وحدة جبهة المقاومة الإسلامية".

وبدا الخطاب الحوثي متماهيًا مع اللغة الإيرانية، سواء من خلال تبني حق طهران في تطوير برنامجها النووي، أو وصف الولايات المتحدة وإسرائيل بـ"رأس الشر"، في تصعيد يُظهر انغماس الجماعة في مشروع أوسع من الحدود اليمنية.

تهديدات من طرف واحد.. وموقف غير مكتمل
ورغم إعلان الولايات المتحدة رسميًا مشاركتها في الضربات على مواقع نووية إيرانية، فإن التهديدات الحوثية برد مباشر على المصالح الأميركية في البحر الأحمر لم تُترجم إلى واقع فعلي حتى اللحظة، ما دفع مراقبين إلى التساؤل حول ما إذا كانت تصريحات الجماعة مجرد ضغط سياسي، أو أنها تنتظر قرارًا إيرانيًا بتنفيذ هجمات منسقة.

ورجّح محللون أن يكون الموقف الحوثي نابعًا من "ولاء استراتيجي لإيران" لكنه في الوقت ذاته "مُقيّد بحسابات إيرانية تتجنّب في هذه المرحلة فتح جبهة بحرية جديدة"، خاصة في ظل مساعي الوسطاء، وعلى رأسهم سلطنة عمان، لمنع انفجار إقليمي واسع.

رد إسرائيلي مباشر في اليمن
في مقابل المواقف الحوثية، ردّت إسرائيل بتنفيذ ضربات نوعية داخل اليمن، استهدفت بحسب وسائل إعلام غربية قيادات رفيعة في الجماعة، من بينها محمد علي الحوثي، وقيادات عسكرية عليا. وقد اعتُبرت هذه الضربات رسالة مباشرة من تل أبيب مفادها أن "أي دعم عملي لإيران سيقابَل بيد من حديد"، وهو ما ألمح إليه باحثون إسرائيليون وصفوا الحوثيين بأنهم "آخر الخطوط الدفاعية لإيران" في الشرق الأوسط.

قراءة في الدلالات: الحوثيون كأداة استراتيجية إيرانية
أحداث الأسابيع الأخيرة، والاصطفاف الحوثي الصريح مع إيران، تؤكد بحسب مراقبين أن الجماعة تجاوزت حدود الفاعل المحلي، لتكرّس نفسها كأداة إقليمية تدير مصالح طهران جنوب الجزيرة العربية، بل وتستثمر في النزاعات الدولية لإعادة تصدير نفسها كقوة إقليمية قادرة على تعطيل الملاحة، ومهاجمة إسرائيل، والتأثير في ميزان الصراع الإقليمي.

ويرى مراقبون أن هذا الدور المتقدم لن يمر دون ثمن، سواء من خلال الضربات الإسرائيلية أو مزيد من العزلة الدولية، لكنه يمنح الحوثيين ورقة تفاوض ثقيلة، خصوصًا في أي تسوية سياسية مرتقبة داخل اليمن.

اليمن على خريطة صراع نووي؟
مع انخراط جماعة الحوثي رسميًا في الرد العسكري على الهجمات ضد إيران، تُطرح تساؤلات حول مستقبل اليمن في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة. فهل تصبح صنعاء جبهة مواجهة دائمة في الحرب الباردة بين إسرائيل وإيران؟ وهل يمتد الصراع النووي إلى شواطئ البحر الأحمر؟

ما هو واضح حتى الآن، أن الحوثيين اختاروا موقعهم – لا كطرف في صراع يمني داخلي – بل كلاعب إقليمي ضمن تحالف المقاومة الإيراني، بكل ما يحمله ذلك من تبعات سياسية وأمنية واقتصادية... لليمن والمنطقة برمّتها.

شاهد أيضًا

الدولار ينطح 2700 في عدن.. ومنظمات الإغاثة تدرس تقديم مساعدا ...

الثلاثاء/24/يونيو/2025 - 11:20 ص

في مشهد يعكس أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها المناطق المحررة، قفز سعر صرف الدولار الأميركي في مدينة عدن إلى حاجز غير مسبوق متجاوزًا 2700 ريال، وسط عجز تام ل


معاشيق.. حينما تنجو السلطة من الظلام وتترك الشعب للاحتراق ...

الثلاثاء/24/يونيو/2025 - 11:10 ص

تداول ناشطون على مواقع التواصل صورة قالوا إنها لبابور كهرباء محمول على بوابة قصر معاشيق بعدن، في مشهد أثار موجة من السخرية والغضب بين المواطنين. وكتب


عدن تغرق في المجاري.. والكهرباء تقتل آخر أنفاس المدينة! ...

الثلاثاء/24/يونيو/2025 - 10:40 ص

شهدت عدة مديريات في محافظة عدن، خلال الساعات الماضية، فيضانات كبيرة لمياه الصرف الصحي، جراء انقطاعات الكهرباء المتكررة التي تسببت في تعطل محطات الضخ،


“الجزية إلى مأرب”.. توجيه مثير من العليمي يحوّل 20 مليارًا ش ...

الثلاثاء/24/يونيو/2025 - 08:00 ص

في خطوة وصفت بأنها استفزازية وتمس السيادة الاقتصادية لحضرموت، أفادت مصادر مصرفية مطلعة أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وجّه البنك المركزي ف