آخر تحديث :الأربعاء - 17 سبتمبر 2025 - 09:44 م

قصص تفاعلية

حماية البيئة بلحج تحذّر: الأكياس البلاستيكية خطرٌ بيئيٌ يهدد الإنسان والطبيعة

الخميس - 19 يونيو 2025 - 08:50 ص بتوقيت عدن

العين الثالثة/ لحج «الأيام» – هشام عطيري

أطلق مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة في محافظة لحج، المهندس فتحي الصعو، تحذيرات شديدة اللهجة حول مخاطر الأكياس البلاستيكية على البيئة والصحة العامة، مؤكدًا أنها تشكل تهديدًا متزايدًا على الإنسان والكائنات الحية والنظم البيئية البرية والبحرية في المحافظة واليمن عمومًا.

الأكياس البلاستيكية: كارثة تتحرك في الهواء
وأوضح الصعو في حديث خاص لـ"الأيام" أن الأكياس البلاستيكية لا تتحلل بسهولة وقد تبقى مئات السنين، مما يجعلها من أخطر ملوثات البيئة.
وأضاف أن خفة وزنها وسهولة تطايرها، خاصة في الأسواق ومداخل المدن، يجعل من عملية جمعها والتخلص منها مهمة شاقة، وهو ما يتسبب بتلويث المساحات العامة وتشويه المشهد الحضري.

موت السلاحف والحيوانات.. وتلوث الغذاء
ولفت الصعو إلى أن الكائنات البحرية كالسلحفاة والدلافين كثيرًا ما تنفق نتيجة ابتلاعها الأكياس أو اختناقها بها، كما أن تفاعل البلاستيك مع الطعام الساخن، خصوصًا الخبز، ينتج مادة "الدوكسين" السامة والمسببة للسرطان، والتي تدخل أيضًا في عملية تصنيع البلاستيك.

وأشار إلى أن الأكياس المنتشرة في المراعي تؤدي إلى نفوق الأبقار والماعز نتيجة ابتلاعها، مما يؤثر سلبًا على إنتاج اللحوم والحليب، مضيفًا أن انسداد القناة الهضمية أو الجهاز التنفسي في الحيوانات شائع بسبب هذه النفايات.

تهديد بيئي واقتصادي
وأكد الصعو أن وجود البلاستيك في التربة بنسبة تزيد عن 5% يجعلها غير صالحة للبناء أو الزراعة، ويؤدي إلى تلوث المياه الجوفية نتيجة تسرب المواد الكيميائية.

كما أشار إلى أن حرق الأكياس يطلق غازات وأبخرة سامة تؤثر على الجهاز التنفسي والعصبي والهضمي للإنسان، وقد تسبب أمراضًا مزمنة مثل أمراض الكبد والكلى والقلب.

البيئة البحرية في خطر
وفقًا للتقارير البيئية، فإن النفايات البلاستيكية تتسبب سنويًا في:

نفوق نحو مليون طائر بحري

وفاة أكثر من 100 ألف من الحيتان والكائنات البحرية

تلف الشعاب المرجانية بسبب التفاف الأكياس حولها ومنعها من الحصول على الأكسجين والغذاء.

التشريعات موجودة.. ولكن التنفيذ غائب
استعرض الصعو عددًا من القوانين اليمنية التي تحظر صناعة أو استيراد الأكياس غير القابلة للتحلل، منها:

قانون البيئة رقم (26) لسنة 1995

قانون النظافة العامة رقم (39) لسنة 1999

قانون الصحة العامة رقم (4) لسنة 2009

مواصفة هيئة المواصفات اليمنية رقم (2391/2010)

كما أشار إلى قرار رئيس الوزراء رقم (146) لسنة 1997 الذي يمنع إنتاج وتسويق الأكياس التي تقل سماكتها عن 60 ميكرون.

توصيات عاجلة من الهيئة
دعا الصعو إلى اتخاذ سلسلة من التدابير لمواجهة الكارثة البيئية، أبرزها:

منع استيراد وتصنيع الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل

فرض استخدام المادة المساعدة (D2W) التي تجعل البلاستيك قابلاً للتحلل.

تشجيع بدائل الورق والقماش عبر الإعفاءات الجمركية.

تغليظ الرقابة على المصانع وإغلاق المخالف منها.

تنظيم حملات تنظيف وتوعية شاملة بمشاركة المجتمع المحلي والمؤسسات.

منع استخدام الأكياس البلاستيكية في الأفران والمخابز.

دعوة للمجتمع والحكومة
وفي ختام حديثه، شدد المهندس فتحي الصعو على ضرورة تفاعل كافة الجهات الرسمية والمجتمع المدني لمواجهة هذا الخطر الصامت، داعيًا إلى تحويل التوعية إلى فعل رقابي وتشريعي ملزم.

الأكياس البلاستيكية.. قد تبدو رخيصة وسهلة، لكنها تقتل ببطء وتترك أثرًا لا يُمحى على كوكب يئن تحت وطأة النفايات.