آخر تحديث :الثلاثاء - 17 يونيو 2025 - 07:00 م

اخبار العالم


الردع.. مرايا الهشاشة وأوهام القوة في الصراع الإيراني الإسرائيلي

الثلاثاء - 17 يونيو 2025 - 01:19 م بتوقيت عدن

الردع.. مرايا الهشاشة وأوهام القوة في الصراع الإيراني الإسرائيلي

العين الثالثة/ متابعات

في مسرح المواجهة بين إيران وإسرائيل، لم يعد السؤال: مَن يملك القوة؟ بل تحوّل إلى: مَن يُمسك بخيوط اللعبة النفسية؟ إنه سباق محموم على صناعة الوهم، حيث تُقاس القوة ليس بعدد القتلى أو الصواريخ، بل بقدرة كل طرف على بيع صورة الصلابة للعالم، بينما تتهاوى أسطورته من الداخل.


إسرائيل، التي راهنت لعقود على تفوقها الاستخباراتي والتكنولوجي كسورٍ منيع، تجد نفسها اليوم أمام مرآة تكشف تشققاتٍ لم تكن في الحسبان، فكل ضربة إيرانية، حتى لو كانت رمزية، تُحدث شرخًا في جدار المناعة الأسطورية؛ لتُطلِقَ في الداخل الإسرائيلي سؤالًا مُقلقًا: إذا كنا الأقوى، فلماذا لا نستطيع فرض الردع المطلق؟ هنا، تتحول الحرب من مواجهة عسكرية إلى أزمة ثقة وطنية، حيث تُقاس المناعة ليس بما يُصدّ من هجمات، بل بما يتبقى من إيمان الجمهور بأن قيادته قادرة على حمايته.


أما إيران، فتمشي على حبل مشدود فوق هاوية الانهيار، وكل استعراض للقوة، كل صاروخ يُطلق، هو رسالة مفادها: نحن هنا.. ونستطيع الوصول؛ لكن وراء هذه المسرحية، ثمة هشاشة بنيوية تتربص: أزمات اقتصادية خانقة، وتمرد داخلي، وصراعات نخبوية، إنها تخاطر بكشف ضعفها كلما بالغت في ادعاء قوتها، وكأنها تُصارع ليس لإرهاب العدو، بل لإقناع نفسها بأنها ما زالت قادرة على الوقوف.


والمفارقة الكبرى أن كلا الطرفين، وهو يستعرض عضلاته، يكشف عن رعشة الخوف أكثر مما يؤكد السيطرة. ففي سباق الردع المتبادل، وكل صاروخ يُطلق لا يُدمر مواقع العدو بقدر ما يُفجر أسئلة داخلية: إلى متى نستطيع الاستمرار؟ وما الثمن الذي سندفعه؟ الصراع هنا لم يعد يُحسم في ساحات القتال، بل في العقول والقلوب؛ فالحرب الحديثة لم تعد معركة مدافع، بل معركة سرديات.


والخطر الحقيقي يكمن في أن كلاً منهما قد ينجح في إلحاق الضرر بالآخر؛ لكنه يفشل في حماية صورته أمام شعبه؛ فالقوة الحقيقية ليست في القدرة على تدمير العدو، بل في القدرة على البقاء متماسكًا بعد الضربة، والردع ليس رصاصة تُطلق، بل هي ثقة لا تُهزّ، وهيبة لا تُخدش، وشرعية لا تتآكل.


وفي النهاية، هذه الحرب لن يُكتب لها منتصرٌ عسكري، بل ستُكتَب نهايتها حين يدرك أحد الطرفين أن الاستمرار في لعبة المرايا والدخان سيُفضي إلى كشف هشاشته أمام شعبه قبل أعدائه؛ ففي عصر الصورة، قد تكون الهزيمة الحقيقية هي أن يظهر القوي ضعيفًا، حتى لو كان الضعف مجرد وهم.

شاهد أيضًا

الرئيس الزُبيدي لواشنطن: لا سلام بلا إنقاذ اقتصادي.. والكرة ...

الثلاثاء/17/يونيو/2025 - 02:14 م

في لقاء مرئي عُقد اليوم الثلاثاء، ناقش الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، مع القائم بأعمال ال


بن لزرق ينسف "أسطورة المظلومة" شروق: لا رقبة تُعتق من الحشيش ...

الثلاثاء/17/يونيو/2025 - 10:30 ص

كشف الصحفي اليمني فتحي بن لزرق، في منشور على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، عن معلومات صادمة في قضية الفتاة اليمنية شروق أحمد علي عثمان. التي شغلت الرأ


القضاء السعودي يصدر حكمًا بالقتل قصاصًا على يمنية قتلت مواطن ...

الثلاثاء/17/يونيو/2025 - 10:20 ص

كشفت وثائق صادرة عن المحكمة الجزائية في محافظة جدة عن تفاصيل صادمة تتعلق بجريمة قتل مروّعة ارتكبتها المقيمة اليمنية شروق أحمد علي عثمان بحق المواطن ال


اغتيال صادم في قلب طهران.. إسرائيل تعلن مقتل رئيس أركان الحر ...

الثلاثاء/17/يونيو/2025 - 09:45 ص

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مقتل اللواء علي شادماني، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، في غارة جوية استهدفت مبنى وسط العاصمة الإيرا