آخر تحديث :السبت - 08 فبراير 2025 - 05:30 م

قضايا


الجنوب بين فكي الحرب والسلام: مستقبل مجهول أم فرصة للحكم الذاتي؟

الخميس - 10 أكتوبر 2024 - 09:00 م بتوقيت عدن

الجنوب بين فكي الحرب والسلام: مستقبل مجهول أم فرصة للحكم الذاتي؟

العين الثالثة/ متابعة خاصة


تعد زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي، إلى الولايات المتحدة الأمريكية خطوة حاسمة في وقت حساس تشهده الساحة اليمنية، في تصريح لبرنامج "الجنوب والعالم" على قناة "عدن المستقلة"، اعتبر ماثيو برايزا، النائب السابق لمساعد وزير الخارجية الأمريكي، أن هذه الزيارة تمثل نقطة تحول في التعامل الأمريكي مع الأزمة اليمنية.

تجنب التورط الأمريكي العميق في اليمن
بحسب برايزا، فإن السياسة الأمريكية تجاه اليمن طوال السنوات الماضية اتسمت بالحذر والامتناع عن الدخول في تعقيدات الملف اليمني بشكل عميق، يقول برايزا: "لقد كانت حكومة الولايات المتحدة تتجنب اتخاذ خطوات حازمة في اليمن، وكان الهدف الرئيسي هو تهدئة الصراع دون التفكير في استراتيجيات بعيدة المدى أو نتائج السيناريوهات المحتملة".

الولايات المتحدة سعت في الغالب إلى تهدئة الوضع في اليمن من خلال دعم المبادرات الدولية والإقليمية، مثل مبادرة وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة أو المحادثات غير المباشرة بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثيين. ومع ذلك، يشير برايزا إلى أن هذه الاستراتيجية، التي تتجنب التدخل الجذري، قد تكون ذات عواقب وخيمة على استقرار اليمن والمنطقة.

استبعاد الجنوب من الحلول.. قنبلة موقوتة
من أبرز النقاط التي أثارها برايزا هو أن أي اتفاق سياسي أو عسكري يستبعد الجنوب، أو لا يشمل الفاعلين الجنوبيين، لن يكون قابلًا للتطبيق على المدى الطويل. ويقول في هذا الصدد: "السيناريو الحالي الذي يتضمن اتفاقًا بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية يستبعد الجنوب، وهذا لن ينهي الحرب أو الصراع في اليمن". وأكد برايزا أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى ما وصفه بـ"السلام الزائف"، وهو سلام لا يعالج جذور الصراع ولا يأخذ في الحسبان التوازنات الواقعية على الأرض.

ويعتقد برايزا أن هذا النوع من الاتفاقات قد يُمهّد الطريق لحرب أهلية جديدة بقيادة الحوثيين، الذين قد يسعون في المستقبل إلى الاعتداء على الجنوب مجددًا، مضيفًا: "لدينا بالفعل وضع يشبه دولتين، حيث يحكم الحوثيون شمال اليمن بنظام طائفي ديني، بينما الجنوب، رغم عدم استقراره الكامل، يمثل فرصة حقيقية لتأسيس حكومة فعالة تحت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي".

أهمية المجلس الانتقالي الجنوبي ودوره في إدارة الجنوب
برايزا لم يكن متشائمًا بالكامل، بل رأى أن الجنوب يمتلك إمكانيات تمكنه من الاستقرار في حال تم منحه الحكم الذاتي. ويرى أن المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي، قد يكون المفتاح لخلق حكومة مستقرة في الجنوب. "يمكن تفعيل طاقات مجلس القيادة الرئاسي لإدارة الجنوب وتسليم المجلس الانتقالي الجنوبي مهمة إدارة البلاد"، أضاف برايزا، مشيرًا إلى أن المجلس الانتقالي يمتلك القدرة على حكم الجنوب بشكل أكثر فعالية من غيره في اليمن الحالي.

وأشار برايزا إلى أن هذا التوجه يتماشى مع الوضع الواقعي الذي يعيشه اليمن اليوم، حيث تتواجد قوتان رئيسيتان: الحوثيون الذين يحكمون شمال البلاد بنظامهم الطائفي، والجنوب الذي لا يزال يمثل أملًا في تحقيق الاستقرار والتنمية.

التحديات أمام الاستراتيجية الأمريكية في اليمن
يأتي تصريح برايزا ليعكس نظرة أعمق تجاه ما يمكن أن يكون عليه الدور الأمريكي في اليمن. الولايات المتحدة، بحسب برايزا، تحتاج إلى استراتيجية متكاملة تأخذ في الحسبان تعقيدات الملف اليمني، بما في ذلك ديناميكيات الجنوب. ويشير إلى أن واشنطن بحاجة إلى التفكير في كيفية دعم حل سياسي شامل يضم كافة الأطراف الفاعلة، وخاصة الجنوب.

وأردف برايزا أن الفشل في إدراج الجنوب بشكل فعّال في أي تسوية سياسية سيكون له تأثير مدمر على الاستقرار الإقليمي. إذ أن تجاهل مطالب الجنوبيين قد يؤدي إلى زيادة التوترات وإطلاق شرارة نزاعات جديدة. وخلص برايزا إلى أن "الجنوب هو الجزء الوحيد الذي يمكن حكمه بفعالية في اليمن حتى الآن، بينما الشمال يظل رهينًا لنظام طائفي يقوده الحوثيون".

السيناريوهات المستقبلية.. هل سيتحقق السلام؟
مع انتهاء تصريحاته، ترك برايزا السؤال الأهم مفتوحًا: هل يمكن تحقيق سلام شامل ومستدام في اليمن دون إدراج الجنوب في المعادلة السياسية؟ يرى برايزا أن الإجابة تعتمد بشكل كبير على قدرة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على اتخاذ خطوات حازمة لدعم الحلول الواقعية، وليس الحلول المؤقتة أو المجتزأة.

وتأتي زيارة الزبيدي إلى واشنطن في ظل وضع معقد ومتشابك. ومع ازدياد التوترات الإقليمية وغياب الحلول الجذرية، تظل التساؤلات مفتوحة حول ما إذا كانت هذه الزيارة ستكون بداية لتغيير جذري في السياسات الأمريكية تجاه اليمن، أم أنها ستكون مجرد حلقة أخرى في سلسلة التحركات الدبلوماسية دون تحقيق نتائج ملموسة. في كلتا الحالتين، يبدو أن الملف اليمني سيظل يشكل تحديًا كبيرًا للسياسة الخارجية الأمريكية ولأمن المنطقة بشكل عام.

شاهد أيضًا

أسعار الأسماك في عدن.. البحر غني والأسعار تسبح عكس التيار! ...

السبت/08/فبراير/2025 - 08:59 ص

شهدت أسعار الأسماك في أسواق العاصمة عدن السبت 8 فبراير 2025، ارتفاعًا ملحوظًا، مما زاد من معاناة المواطنين في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها


الريال اليمني بين صنعاء وعدن.. نفس الورقة ولكن بقيمتين! ...

السبت/08/فبراير/2025 - 08:48 ص

يواصل الريال اليمني عروضه "المثيرة" أمام العملات الأجنبية، وسط تباين صارخ بين مناطق سيطرة الحكومة الشرعية ومناطق الحوثيين، ليبدو وكأنه عملتا


الخلايا النائمة.. وجه الإرهاب الخفي في الجنوب! ...

الجمعة/07/فبراير/2025 - 09:30 م

في ظل التدهور الاقتصادي الحاد الذي تعانيه المحافظات الجنوبية، ومعاناة المواطنين من انقطاع الخدمات وارتفاع الأسعار، برزت محاولات خبيثة لاستغلال هذه الأ


عدن في قبضة المؤامرة.. حرب اقتصادية تهدد الاستقرار وتفجر الغ ...

الجمعة/07/فبراير/2025 - 06:50 م

في تصعيد غير مسبوق، شهدت العاصمة عدن مؤخرًا موجة من الاحتجاجات التي تجاوزت حدود الغضب الشعبي العادي بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية، لتتحول إلى تحركات م