في مقابلة حصرية مع صحيفة "الجارديان" البريطانية، ألقى اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الضوء على التحديات الراهنة التي تواجه اليمن، داعياً إلى تبني استراتيجية شاملة لمواجهة مليشيا الحوثي.
وجاءت المقابلة في إطار فعاليات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث ناقش الزبيدي الدور الذي تلعبه الضغوط العسكرية الدولية على الحوثيين وآثارها السلبية.
الضغوط العسكرية وتأثيرها
خلال حديثه، انتقد الزُبيدي الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا، مشيراً إلى أن هذه العمليات لم تؤدِ إلى نتائج ملموسة في الحد من القدرات العسكرية للحوثيين، بل على العكس، وصف اللواء الزُبيدي تلك الضغوط بأنها قد تكون لها نتائج عكسية، حيث استغلت المليشيا هذه الهجمات لتعزيز شعبيتها وتصوير القوى الدولية كقوى معتدية.
وقال الزُبيدي: "التحالف العربي يشن ضربات جوية ضد منصات إطلاق الصواريخ التابعة للمليشيا منذ ثماني سنوات، ومع ذلك، تمكنت المليشيا من التكيف وإيجاد طرق لإخفاء قدراتها."
وأكد أن غياب استراتيجية منسقة تشمل مختلف الأطراف الإقليمية يعزز من موقف الحوثيين، إذ تعمل العمليات العسكرية بشكل مستقل دون تنسيق مع الدول الأخرى في المنطقة.
الحاجة لاستراتيجية شاملة
وفي سياق حديثه عن الأوضاع الإنسانية والسياسية، أشار الزُبيدي إلى أن السفن التي تصل إلى موانئ الحديدة والصليف تمر دون تفتيش، مما يمنح الحوثيين القدرة على الحصول على أسلحة متطورة تمكنهم من استهداف إسرائيل.
وعليه، دعا إلى تطوير استراتيجية شاملة تتضمن مسارات سياسية، عسكرية، واقتصادية، تركز على احتواء الحوثيين وإضعافهم.
وفي الجانب السياسي، أكد الزُبيدي أن الحوثيين يعتبرون أنفسهم كدولة مستقلة، ولا يعترفون بالحكومة الشرعية في عدن.
وأضاف: "الحوثيون نجحوا في غرس أيديولوجيتهم الطائفية في الجيل الجديد، مما يجعل من الصعب توقع حدوث ثورة داخلية ضدهم في المستقبل القريب."
تغييرات ضرورية
وصف الزُبيدي عملية السلام السابقة بأنها "لم تعد قابلة للاستمرار"، مشدداً على أن النهج الحالي في التعامل مع الحوثيين بحاجة إلى تغيير جذري.
وأشار إلى أهمية إعادة تصدير النفط وبناء إيرادات وطنية مستقلة عن الدعم الخارجي، مؤكدًا أن افتقار مجلس القيادة الرئاسي إلى القواعد الإجرائية المناسبة يبرز ضرورة إجراء إصلاحات.
في ختام حديثه، جدد الزُبيدي دعوته إلى المجتمع الدولي لتبني استراتيجية شاملة ومتكاملة لمواجهة الحوثيين، تتجاوز الحلول العسكرية فقط، لتشمل أيضاً مسارات سياسية واقتصادية، من أجل ضمان الاستقرار والسلام في اليمن.