نشر الكاتب الصحفي صالح الحنشي مقالاً على صفحته الرسمية، تناول فيه موقف القيادي الجنوبي شلال شائع تجاه محاولات الاستقطاب التي مارستها الأنظمة السابقة، خاصة نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وسلط الحنشي الضوء على فشل صنعاء في التعامل مع الجنوب بشكل صحيح، حيث اعتمدت على الأفراد بدلاً من المجتمع الجنوبي بأكمله.
بدايات الحراك الجنوبي ومحاولات الاستقطاب
استعرض الحنشي في مقاله تفاصيل محاولات الرئيس السابق علي عبدالله صالح لاحتواء الغضب الجنوبي في بدايات الحراك، حيث كانت مسيرات الحراك في مناطق الضالع وردفان ترفع صور قادة جنوبيين بارزين مثل علي عنتر، صالح مصلح، وعلي شايع. وعندما لاحظت صنعاء هذا المشهد، ظن صالح أن احتواء هذا الحراك أمر سهل. بدأ في البحث عن وسطاء للوصول إلى أبناء هؤلاء القادة، ونجح بالفعل في استقطاب بعضهم، بينما رفض آخرون.
استقطاب دون تأثير
أوضح الحنشي أن علي عبدالله صالح نجح في استقطاب أبناء علي عنتر وصالح مصلح، لكنه فشل في إقناع أبناء علي شايع. وعلى الرغم من ذلك، اكتشف لاحقًا أن استقطابه لهؤلاء لم يؤثر على الغضب الشعبي. المجتمع الجنوبي بقي ثابتًا في مواقفه، وكشف ذلك أن قراءة صنعاء للجنوب كانت ولا تزال خاطئة.
الحنشي أشار إلى أن الجنوب يختلف عن الشمال في بنيته الاجتماعية، حيث لا يعتمد المجتمع الجنوبي على الشخصيات، بل على مصلحة المجتمع ككل.
التحاق لحسون مصلح بمكتب طارق واستمرار الاستقطاب
أثار الحنشي قضية تعيين لحسون صالح مصلح مديراً لمكتب طارق صالح، معتبرًا أن هذه الخطوة تأتي ضمن موجة جديدة من محاولات الاستقطاب السياسي. لكنه يشير إلى أن هذه المحاولات لا يمكن لومها في ظل الواقع السياسي الراهن، حيث أن المجلس الانتقالي الجنوبي قد شرعن في شراكته مع الأطراف الشمالية، ما أعطى الفرصة لأي جنوبي بالتحالف مع أي طرف سياسي شمالي دون انتقاد.
شلال شائع والرفض المستمر
الحنشي يشدد في مقاله على موقف شلال شائع الذي رفض محاولات الاستقطاب منذ بدايات الحراك الجنوبي، مؤكدًا أن موقف شائع لم يتغير رغم الضغوطات والمحاولات الجديدة لاستقطابه.
ويختتم الحنشي مقاله بالتأكيد على أن شلال شائع يمثل صموداً أمام محاولات السيطرة والإغراءات السياسية التي تهدف إلى اختراق الصف الجنوبي.
يعكس مقال صالح الحنشي قراءة نقدية لمشهد الاستقطاب السياسي في الجنوب، مسلطاً الضوء على أهمية فهم طبيعة المجتمع الجنوبي وخصوصيته، ومشدداً على أن مواقف الصمود كالموقف الذي أبداه شلال شائع تمثل قوة الجنوب في مواجهة التحديات السياسية الراهنة.