في تصرف مفاجئ وساخر، تجاهل وزير النقل الدكتور عبدالسلام حميد توجيهات رئيس الحكومة الدكتور أحمد عوض بن مبارك، الصادرة يوم السبت الماضي بشأن استئناف رحلات شركة طيران بلقيس، التي كانت تهدف لتخفيف معاناة مئات المسافرين العالقين خارج البلاد. لكن يبدو أن وزير النقل قرر أن يلعب دوره الخاص في "مسلسل الطيران"، بإصدار توجيهات مناقضة تمامًا!
في خطوة أثارت الجدل، أصدر وزير النقل اليوم توجيهًا إلى الخطوط الجوية اليمنية، مطالبًا إياها بنقل العالقين في مطاري جدة والقاهرة ممن حجزوا على طيران بلقيس، مع إعطائهم أولوية الحجز، وذلك بدءًا من 11 سبتمبر وحتى نهاية الشهر. وكأن هذا لم يكن كافيًا، فقد حدد سعر التذكرة بمبلغ "سخي" قدره 280 دولارًا، يدفعها الراكب العالق في الخارج، في محاولة "لطيفة" من الوزارة لتخفيف معاناة المسافرين... لكن من جيوبهم!
الغريب في الأمر، أن هذا التوجيه يناقض بشكل واضح تعليمات رئيس الحكومة بن مبارك، الذي برر استئناف رحلات طيران بلقيس بالضغط الشديد على الخطوط الجوية اليمنية، خصوصًا في ظل محدودية الطائرات المتاحة لخدمة المرضى والمسافرين. لكن يبدو أن الوزير حميد يرى أن المشكلة ليست في الطائرات، بل في جيوب العالقين التي يمكن استغلالها بشكل "مبدع".
الجدير بالذكر أن وزارة النقل كانت قد ألغت ترخيص طيران بلقيس في 1 سبتمبر 2024، بسبب "عدم استيفاء الشركة لمتطلبات رخصة المشغل الجوي"، و"مخالفة قانون النقل الجوي". وعلى الرغم من ذلك، قررت الوزارة ترك المسافرين بين المطرقة والسندان، حيث أُلغي الترخيص، لكن تذاكر بلقيس استمرت في قطعها، وكأن الأمر لا يستحق التنسيق أو التنظيم.
ورغم هذا التخبط الإداري، تصر وزارة النقل والهيئة العامة للطيران المدني على تحميل طيران بلقيس كامل المسؤولية عن العالقين في الخارج، في بيان مشترك لا يخلو من "التهرب"، مؤكدين أنه تم إبلاغ الشركة مسبقًا بعدم قطع التذاكر قبل انتهاء فترة التوجيهات الاستثنائية.
هل نحن أمام سياسة نقل جوي أم عرض مسرحي؟ الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن الفصول القادمة لهذا المشهد الساخر.