في تصريحات نارية تحمل رسائل مبطنة العمالقة صناعة السيارات حول العالم، أكد كارلوس غصن الرئيس التنفيذي السابق بشركتي �نيسان رينو�، أن العالم مقبل على إعادة تشكيل كبرى في خريطة صناعة السيارات تقودها الصين التي وصفها بـ �القوة الضاربة� التي لم يعد يمكن تجاهلها محذراً من أن شركات كبرى سيتم إقصاؤها من المشهد خلال السنوات المقبلة إذا استمرت في الاعتماد على تاريخها فقط.
وقال �غصن� لشبكة CNN الاقتصادية إن النظر إلى الماضي بات ترفاً بلا قيمة�، فالصين اليوم بدعم من شركات مثل �بي واي دي وغيرها تتحول سريعاً إلى اللاعب الأكثر تأثيراً في الأسواق العالمية، خصوصاً في قطاع السيارات الكهربائية.
وأوضح أن نتائج الشركات وخطواتها الفعلية نحو الابتكار هي التي ستحدد مستقبلها، وليس ما تحمله من إرث يمتد لعشرات السنين، مشيراً إلى أن المشهد كان واضحاً منذ عام 2006، حين بدأت الصين خطوات متسارعة نحو التصنيع والإنتاج لتعلن مبكراً أنها في طريقها للسيطرة على حصة ضخمة من السوق العالمي.
وكشف �غصن� إن السنوات المقبلة ستشهد استمرار صعود الشركات الصينية، فيما ستظل الشركات التقليدية القادرة على التطور في دائرة المنافسة، بينما ستختفي� الشركات التي تصر على تجاهل التحولات أو تتهرب من المواجهة.
وأكد الرئيس التنفيذي السابق بشركتي �نیسان رينو�، أن هناك من الشركات العالمية من آمن بالصين مبكراً�، ورأى فيها شريكاً ومنافساً حقيقياً، بينما استهزأ آخرون بها معتقدين أن تاريخهم الممتد لعقود في الصناعة يكفي لحمايتهم من التغيرات المتسارعة، موضحاً أن هذا الاعتقاد أصبحاليوم إحدى أكبر الأخطاء الاستراتيجية التي تدفع بعض الشركات ثمنها.
وحذر �غصن� من أن الشركات التي تكتفي بالمطالبة بحماية حكوماتها عبر فرض رسوم جمركية مرتفعة مهددة بالاختفاء�، مؤكداً أن الدعم الحكومي وحده لا ينقذ أحداً في سوق عالمي سريع التحول تقوده الصين بقدرات إنتاجية هائلة وتكنولوجيا متطورة مؤكداً أن الهروب من المنافسة لم يعد خياراً، فالسوق العالمي لطالما شهد صراعاً بين الأمريكية والأوروبية، ثم اليابانية والكورية والآن الصينية، مشدداً على أن البقاء لن يكون إلا للشركات القادرة على تطوير نفسها ومواكبة التحولات الكبرى في صناعة السيارات، سواء في الابتكار، أو الكفاءة، أو سرعة الاستجابة لاحتياجات سوق يتغير كل يوم.