الثلاثاء ۲۸ اکتوبر / تشرين الأول ٠٢٥
في خطوة وصفت بأنها �هدنة اللحظة الأخيرة بين أكبر اقتصادين في العالم. كشف وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت عن اتفاق مبدئي بين واشنطن وبكين يقضي بتأجيل القيود الصينية على صادرات المعادن النادرة، مقابل تراجع الولايات المتحدة عن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية، وذلك قبل أيام من القمة المرتقبة بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ، وذلك وفقاً لما نشرته شبكة �فرانس 24�.
تجميد مؤقت العقوبات
وبحسب ما أوردته �فرانس 24�، أوضح"بيسنت" في تصريحات لبرنامج �هذا الأسبوع� عبر قناة �إيه بي سي� الأمريكية أن الاتفاق يمنح الطرفين عاماً كاملاً لإعادة النظر في السياسات التجارية، مؤكداً أن الصين وافقت على تأجيل القيود لمدة عام، بينما سحبت واشنطن تهديدها بزيادة الرسوم الجمركية.
وأضاف الوزير أن المباحدات التي أجراها مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ في كوالالمبور جنبت الطرفين مواجهة اقتصادية عنيفة، مشيراً إلى أن الزعيمين سيعلنان تفاصيل الاتفاق رسمياً خلال قمتهما المرتقبة في كوريا الجنوبية.
ورقة المعادن النادرة
وتمثل المعادن النادرة، الورقة الأخطر في الصراع التجاري بين بكين وواشنطن، إذ تدخل في صناعة السيارات الكهربائية والطائرات، والسفن، والأجهزة الإلكترونية الدقيقة، والألواح الشمسية، وتوربينات الهواء، والرقائق الإلكترونية، ما يجعلها عنصراً لا غنى عنه في الصناعات الحديثة.
وتنتج الصين وحدها نحو 90% من إجمالي المعادن الأرضية النادرة في العالم، و60% من الليثيوم، وأكثر من 75% من بطاريات الليثيوم، وهو ما يمنحها هيمنة شبه مطلقة على مستقبل الصناعات التكنولوجية.
صراع الرقائق وسيارات المستقبل
وترتبط أزمة المعادن النادرة ارتباطاً وثيقاً بـ�حرب الرقائق الإلكترونية� بين بكين وواشنطن، إذ تعتمد صناعة السيارات الكهربائية وذاتية القيادة على أشباه الموصلات والبطاريات عالية الكفاءة.
ويرى محللون أن الصين تمسك بمفاتيحالمستقبل الصناعي، خاصة بعد أن أصبحت تنتج %60% من مبيعات السيارات الكهربائية في العالم، وتتصدر سباق سيارات المستقبل� بفضل ما تملكه من موارد طبيعية وتكنولوجيا متقدمة.
أمريكا تبحث والصين تتقدم
وفي حين تواصل الولايات المتحدة البحث عن بدائل المصادر المعادن الصينية، أعلنت يكين قبل فترة عن اكتشاف احتياطي ضخم من المعادن النادرة في مقاطعة يوننان يقدر بأكثر من مليون طن، ما يعزز تفوقها العالمي في هذا المجال، وسط توقعات باستخدام بكين� ورقة المعادن النادرة كسلاحاستراتيجي في أي تصعيد تجاري مقبل مع واشنطن.