في وقت يعد فيه المشي من أبسط التمارين وأكثرها شيوعاً، يُقدم الخبراء اقتراحاً غير تقليدي لتجديد الروتين الرياضي المشي إلى الخلف، أو ما يعرف بـ المشي الرجعي ، لا يقتصر الأمر على تغيير الاتجاه فحسب، بل يشمل تحفيزاً جديداً للعقل والجسم، وتحقيق فوائد بدنية وعقلية مميزة.
وتقول الدكتورة جانيت دوفك عالمة البيوميكانيك وعضو هيئة التدريس في جامعة نيفادا بلاس فيغاس لـ وكالة أسوشيتد برس إن المشي للخلف يُحسن مرونة أوتار الركبة، ويقوي عضلات نادراً ما تستخدم في المشي التقليدي، كما يُعيد تدريب الدماغ على التوازن، وتصنف هذا النشاط كنوع من التدريب المتقاطع الذي يساهم في الوقاية من الإصابات الناتجة عن الإفراط في استخدام نفس المجموعات
العضلية.
ويوصي المدرب الشخصي كيفن باترسون باستخدام جهاز المشي، خصوصاً لكبار السن لما يوفره من أمان، ويفضل إيقاف تشغيل الجهاز وترك المتدرب يحرك الحزام بنفسه ما يزيد من فاعلية التمرين، ويؤكد أن المشي الرجعي يستخدم كمكمل للتمارين أو أثناء الإحماء، نظراً لفوائده العضلية والتوازن الحركي.
بعيدًا عن الصالات الرياضية، يمكن دمج دقيقة واحدة من المشي للخلف خلال نزهة عادية مدتها عشر دقائق، وزيادة الوقت تدريجياً، كما يمكن ممارسة التمرين مع شريك لمزيد من الأمان والدعم، لا سيما في البداية حين يتطلب التمرين توازناً دقيقاً وتنسيقاً بين الحواس.
ويستخدم هذا التمرين أيضاً في العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل، خاصة بعد إصابات الركبة، فبسبب تغير نمط الحركة والضغط يُقلل المشي العكسي من إجهاد المفصل ويساعد على التمرن دون التسبب في الألم وتشير دوفك إلى اهتمامها بدراسة دور هذا التمرين في تحسين التوازن وتقليل مخاطر السقوط لدى كبار السن.
وبعيداً عن كونه تمريناً بديلاً، فإن الرياضيين المحترفين يمارسون المشي والجري العكسي بشكل طبيعي خلال المنافسات، مثل لاعبي كرة السلة والدفاع في كرة القدم الأمريكية لذا، يعد المشي إلى الخلف أكثر من مجرد حيلة رياضية؛ بل هو أداة فعالة لتحسين الصحة البدنية والتوازن العصبي العضلي.