شهدت أوكرانيا فجر أمس الجمعة موجة جديدة من الهجمات الروسية المكثفة التي استهدفت منشات الطاقة في العاصمة كييف وتسع مناطق أخرى، ما أدى إلى انقطاع واسع للكهرباء ومقتل طفل وإصابة عشرات المدنيين، فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحلفاء الغربيين إلى تحرك حاسم� عبر توفير أنظمة دفاع جوي وتشديد العقوبات، فيما أعلنت موسكو أن ضرباتها طالت مواقع تغذي المجمع الصناعي العسكري الأوكراني�.
وقالت شركة الكهرباء الأوكرانية �أوكريتيرغو�: إن القصف الليلي تسبب بانقطاع التيار عن عدد كبير من المستخدمين في كييف وتسع مناطق في شرق وجنوب ووسط البلاد واكد مكسيم تيمشينكو، المدير التنفيذي لشركة �دي تي إي كيه الخاصة، أن الهجوم يمثل تصعيداً خطرا في حملة روسيا ضد نظام الطاقة الأوكراني�، مشيراً إلى �أضرار جسيمة� الحقت بمحطات الطاقة الحرارية.
وفي العاصمة، دوت انفجارات عدة وتوقفت قطارات الأنفاق في الضفة الشرقية لنهر دنيبرو، فيما غرقت مناطق واسعة في الظلام وتعطلت شبكة المياه. وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو: إن الكهرباء مقطوعة عن سكان الضفة الشرقية، بينما أكد شهود أن مناطق كاملة من شرق المدينة بلا كهرباء أو مياه شرب. وأعلنت السلطات الأوكرانية مقتل طفل يبلغ سبع سنوات في زابوريجيا وإصابة 33 شخصاً بجروح، بينهم تسعة في كييف.
وأكد سكان العاصمة أن الانفجارات لم تتوقف طوال الليل، مع نجوء بعض المواطنين إلى استخدام محطات كهرباء صغيرة وبطاريات لتغطية احتياجاتهم.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها نفذت ضربات واسعة النطاق استهدفت منشآت للطاقة تغذي المجمع الصناعي العسكري الأوكراني، في تأكيد الرغبة موسكو في ضرب القدرات اللوجستية والصناعية لكييف ونقلت وسائل إعلام روسية عن المراسل الحربي الكسندر كوتس قوله: إن محطتين لتوليد الطاقة في كييف وست محطات أخرى في أنحاء أوكرانيا أصيبت بأضرار
وقال الرئيس زيلينسكي: �إن الروس يفعلون منذ أسابيع كل ما في وسعهم لإغراق البلاد في الظلام�، داعياً إلى تسليم بلاده أنظمة دفاع جوي اضافية وأضاف: �نحتاج إلى تحرك حاسم من الولايات المتحدة وأوروبا ومجموعة السبع�، مؤكداً أن موسكو أطلقت أكثر من 450 طائرة مسيرة و 30 صاروخاً في الهجوم الأخير وأوضح سلاح الجو الأوكراني أنه أسقط 405 من تلك المسيرات و 15 صاروخاً، فيما تمكنت أخرى من الإفلات بسبب الطقس الغائم.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني يوليا سفير يدينكو: �إن الضربات من بين أقوى الهجمات التي تركز على منشآت الطاقة منذ بدء الحرب�، مشيرة إلى أن الأضرار الواسعة تتطلب دعماً عاجلاً لإصلاح الشبكات وحماية محطات التوليد�. وأعلنت أن وفداً أوكرانياً برئاستها سيتوجه إلى الولايات المتحدة مطلع الأسبوع المقبل لبحث قضايا الطاقة والدفاع الجوي.
تزامن ذلك مع ضغوط متزايدة على قطاع الغاز الأوكراني الذي تضرر بشدة من القصف. ما قد يُجبر كييف على استيراد الغاز بأسعار مرتفعة لتلبية احتياجات الشتاء.
في المقابل، واصلت أوكرانيا توجيه ضربات إلى الداخل الروسي، لا سيما ضد مصافي النفط ومحطات الطاقة في مناطق حدودية مثل بيلغورود، ما أدى إلى انقطاعات في التيار وارتفاع أسعار الوقود هناك وقال زيلينسكي: �إن روسيا تواجه نقصاً في المحروقات يوازي 20% من حاجاتها مؤكداً أن الهجمات تهدف إلى تقليص قدرة موسكو على تمويل الحرب. (وكالات)
