شهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية ظهور مقالات مجهولة المصدر، سعت إلى التشويش على أداء الدائرتين المالية والبشرية في القوات المسلحة الجنوبية، عبر محاولات دعائية رخيصة افتقرت إلى أبسط قواعد المهنية.
ومن أبرز تلك المحاولات مقال حمل عنوان "خلاصة الموضوع من ناحية تأخير الرواتب"، وهو عنوان يوحي بالجدية والموضوعية، لكنه في الحقيقة لم يقدم سوى مزاعم مفبركة وصياغات مرتجلة كشفت سريعًا عن هدفها التضليلي.
وبرغم إصرار القائمين على إخفاء هويتهم، فإن بصمات الجهة الممولة كانت واضحة، إذ أشارت مصادر مطلعة إلى أن إحدى شركات الصرافة التي تورمت بفعل غسيل الأموال، واعتقدت أنها تحولت إلى بنك، تقف خلف هذه الحملات، محاولة أن تلعب دور "المنبر الإعلامي" بالمال فقط، غير أن النتيجة جاءت عكسية، إذ تحولت مقالاتها إلى مادة للتندر بين المتابعين أكثر من كونها مادة للنقاش الجاد.
الأدهى أن الشركة لم تتورع عن إدخال تفاصيل تخص العمل العسكري في مقالاتها المأجورة، في خطوة وصفت بالتهور والسذاجة، عكست حالة الارتباك واليأس التي تعيشها بعد أن أُغلقت أمامها أبواب النفوذ غير المشروع.
في المقابل، تواصل الدائرتان المالية والبشرية في القوات المسلحة الجنوبية عملهما بانضباط ومسؤولية، ماضيتين في مسار التطوير وبناء نظام مالي شفاف يضمن حقوق المنتسبين، دون أن تعير مثل هذه الضوضاء أي اهتمام، فبينما يكتب الآخرون مقالات مدفوعة تفتقر إلى المصداقية، تُنجز القوات المسلحة خطوات عملية وملموسة يلمسها الأفراد ويتابعها الرأي العام بثقة.
لتبقى الحقيقة واضحة: المؤسسة العسكرية الجنوبية أكبر من أن تهزها حملات مأجورة أو أقلام مرتزقة، فيما سيظل نصيب الشركات الممولة لمثل هذه الحملات المزيد من السخرية كلما حاولت التشويش على ما تحقق.