آخر تحديث :الخميس - 18 سبتمبر 2025 - 04:45 ص

اخبار العالم

رسميا.. نووي باكستان تحت تصرف السعودية حال تعرضها لأي تهديد

الخميس - 18 سبتمبر 2025 - 01:47 ص بتوقيت عدن

العين الثالثة / متابعات

وقعت السعودية وباكستان "اتفاق الدفاع الاستراتيجي المشترك" الذي يأتي في إطار سعي البلدين لتعزيز أمنهما وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم، والذي يهدف إلى تطوير جوانب التعاون الدفاعي بين البلدين، وتعزيز الردع المشترك ضد أي اعتداء، وينص هذا الاتفاق على أن أي اعتداء على أي من البلدين هو اعتداء على كليهما.

وكان ولي العهد السعودي ورئيس وزراء باكستان وقعا اتفاق الدفاع الاستراتيجي المشترك بين السعودية وجمهورية باكستان.

وجاء ضمن بيان صادر عن مكتب رئيس وزراء باكستان أن "الاتفاق يعكس التزام البلدين المشترك بتعزيز أمنهما وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم"، إلى جانب "تطوير جوانب التعاون الدفاعي بين الدولتين وتعزيز الردع المشترك ضد أي عدوان".

ونصاً كما ورد في الاتفاق "أي اعتداء على أي من البلدين سيعد اعتداء على كليهما"، وفقاً للبيان
جلسة محادثات رسمية
أفادت وكالة "واس" بأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود استقبل رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف في قصر اليمامة بالرياض، وعقدا جلسة محادثات رسمية بحضور وفدي البلدين، وفي بداية المحادثات طلب رئيس الوزراء الباكستاني نقل تحياته وأطيب تمنياته إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، واستعرض الجانبان العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، وعدداً من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.

وأعرب شهباز شريف، ضمن بيان مشترك صدر في ختام الاجتماع بحسب "واس"، عن شكره وتقديره لولي العهد السعودي على ما لقيه والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وعن أطيب تمنياته للملك السعودي وللشعب السعودي بمزيد من التقدم والازدهار والرخاء.

وأعرب الأمير محمد بن سلمان، من جهته، عن أطيب تمنياته بموفور الصحة والعافية لرئيس الوزراء الباكستاني، ومزيد من التقدم والرقي للشعب الباكستاني الشقيق.

وذكر التلفزيون الباكستاني الرسمي أن السعودية وباكستان، المسلحة نووياً، وقعتا اتفاق دفاع مشترك رسمياً في خطوة تعزز بصورة كبيرة شراكتهما الأمنية الممتدة منذ عقود. وجاء ضمن بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني "يهدف هذا الاتفاق، الذي يعكس الالتزام المشترك لكلا البلدين بتعزيز أمنهما وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم، إلى تطوير جوانب التعاون الدفاعي بين البلدين وتعزيز الردع المشترك ضد أي عدوان، وينص الاتفاق على أن أي عدوان على أي من البلدين يعد عدواناً على كليهما".

ووفقاً للبيان، بحث الجانبان "تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك والجهود المبذولة تجاهها، بما يحقق الأمن والاستقرار".

ويأتي اتفاق الدفاع المشترك، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس)، "انطلاقاً من الشراكة التاريخية الممتدة لنحو ثمانية عقود، بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية، وبناء على روابط الأخوة والتضامن الإسلامي، واستناداً على المصالح الاستراتيجية المشتركة، والتعاون الدفاعي الوثيق بين البلدين".

ويأتي في "إطار سعي البلدين لتعزيز أمنهما وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم، والذي يهدف إلى تطوير جوانب التعاون الدفاعي بين البلدين، وتعزيز الردع المشترك ضد أي اعتداء، وينص هذا الاتفاق على أن أي اعتداء على أي من البلدين هو اعتداء على كليهما"، وفقاً لـ"واس"

علاقات تاريخية
تعود العلاقات بين إسلام آباد والرياض إلى عام 1947، وتعد السعودية من أوائل الدول التي اعترفت بباكستان.

ويشترك البلدان في الروابط الإسلامية والاعتماد على المرجعية الدينية الحرمين الشريفين، والهوية الإسلامية للدولة الباكستانية.

ويجمع البلدين تعاون وثيق في قضايا الأمن الإقليمي، خصوصاً ضد التهديدات المشتركة (الإرهاب والتطرف) وكانت باكستان جزءاً من التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي أعلنته السعودية عام 2015.

الطاقة السعودية في باكستان
تعد السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم ومن أكبر مصادر الطاقة لباكستان، وهي من أكبر المستثمرين والداعمين الاقتصاديين لإسلام آباد، وبخاصة في أوقات الأزمات المالية. وسبق أن وقع البلدان اتفاقات متكررة لدعم احتياط النقد الأجنبي الباكستاني عبر الودائع أو تسهيلات الدفع المؤجل للنفط.

والعام الماضي، وقعت مراسيم واتفاقات اقتصادية ومذكرات تفاهم متعددة، من بينها 34 مذكرة تفاهم تقدر قيمتها بنحو 2.8 مليار دولار لتعزيز التعاون التجاري والخاص.

وعسكرياً يحتفظ البلدان بعلاقات وثيقة، إذ يقوم كل من الجيشان الباكستاني والسعودي بإجراء مناورات عسكرية مستمرة لتطوير سلاحي المشاة والجو والقوات البحرية.

الدولة النووية المسلمة الوحيدة
تعد باكستان الدولة المسلمة الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية بصورة رسمية.

وأجرت أول تجربة نووية لها عام 1998 داخل إقليم بلوشستان، وذلك بعدما طورت برنامجاً نووياً طويل الأمد يهدف أساساً لتحقيق التوازن الاستراتيجي مع الهند.

وتمتلك باكستان التي تعد جسراً بين الشرق الأوسط وآسيا الوسطى اليوم عشرات الرؤوس النووية، إضافة إلى صواريخ قادرة على حملها، مما يجعلها قوة ردع إقليمية مهمة.

ويعد البرنامج النووي جزءاً أساساً من سياساتها الدفاعية والاستراتيجية، ويعكس طموحها للحفاظ على أمنها الوطني ضمن بيئة إقليمية معقدة تتسم بالتوترات بين القوى النووية جنوب آسيا.

جولة ولي العهد الأولى
وخلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 قام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بزيارة لباكستان بدعوة من رئيس الوزراء آنذاك عمران خان.

وكانت حينها إسلام آباد المحطة الأولى ضمن جولته التي شملت باكستان والهند والصين. وتلقى ولي العهد هدية من أعضاء مجلس الشيوخ الباكستاني عبارة عن مسدس رشاش مطلي بالذهب.

وخلال الزيارة وقع اتفاقاً لإنشاء مجمع للبتروكيماويات وتكرير النفط في مدينة جوادر بقيمة 10 مليارات دولار.

شوارع بأسماء ملوك السعودية
وانعكاساً لعمق العلاقات بين البلدين، هناك عدد من الشوارع والمعالم داخل باكستان تحمل أسماء سعودية بارزة، ومنها شارع "فيصل آباد" الذي سمي تيمناً بالملك فيصل، وشارع "سعود آباد" في كراتشي نسبة إلى الملك سعود، إضافة إلى "شاهراه فيصل" وهو الشارع الرئيس في كراتشي، ومسجد الملك فيصل في إسلام آباد، وهو أكبر مساجد البلاد وأحد أبرز معالمها.

ويعمل اليوم داخل السعودية ما يفوق مليوني باكستاني يشكلون واحدة من أكبر الجاليات العاملة في السعودية، وتمثل تحويلاتهم المالية جزءاً مهماً من إيرادات العملة الصعبة في باكستان.