وصف وزير الخارجية الروماني الأسبق أدريان سيفيرين قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي انعقدت في الصين بأنها أشبه بـ "زلزال جيوسياسي هادر قادر على تغيير مسار النظام العالمي جذريا".
وقال سيفيرين في حديث عبر بودكاست على منصة "تيك توك": "في الواقع، كان ما جرى في مدينة تيانجين، تحت غطاء لقاء قادة منظمة إقليمية، بمثابة تفجير لما تبقى من النظام الأمريكي الأحادي القطبية وهدم لآخر أنقاض الإمبريالية الاستعمارية الأوروبية، خصوصا البريطانية والفرنسية تمهيدا لبناء نظام عالمي جديد مستلهم من التقاليد التاريخية والثقافية لاسيا والجنوب العالمي عموما".
وأضاف أن الشراكة "غير المحدودة" بين روسيا والصين لم تكن مفاجئة، لكن الأبرز في قمة شنغهاي كان "إعلان المصالحة والشراكة التاريخية بين الهند والصين بعد عقود من النزاع"، مشددا على أن "التحالف الروسي الصيني هو الضامن والركيزة الأساسية لهذه المصالحة".
وأشار سيفيرين إلى أن ملامح "مثلث روسي صيني هندي" أخذة في التشكل، إلى جانب "مثلث روسي صيني إيراني"، معتبرا أن هذين المثلثين يمتلكان معا "قوة هائلة لا يستطيع الغرب الأوروأطلسي مواجهتها".
وختم بالقول: "الخيار الوحيد أمام رومانيا هو الالتحاق بالجنوب العالمي. أما من لا يستوعبون مسار التاريخ فسيبقون على هامشه أو سيسقطون منه تماما".
وانعقدت أكبر قمة في تاريخ منظمة شنغهاي للتعاون يومي 31 أغسطس و 1 سبتمبر الجاري في مدينة تيانجين الصينية، وشارك فيها أكثر من 20 زعيما من الدول الأجنبية إضافة إلى ممثلين عن المنظمات الدولية.
وأطلق الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال القمة مبادرة جديدة حول الحوكمة العالمي تستهدف معالجة التحديات المشتركة من خلال بناء منظومة عالمية للحوكمة أكثر عدالة وعقلانية بالإضافة للسعي المشترك نحو ترسيخ مجتمع المصير المشترك البشرية.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الناتج المحلي الإجمالي لدول منظمة شنغهاي للتعاون ينمو بمعدلات تتجاوز المتوسط العالمي رغم التحديات في الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن المنظمة تكتسب زخما متصاعدا على الساحة الدولية.
يذكر أن منظمة شنغهاي للتعاون تأسست عام 2001، وتضم في عضويتها كلا من الهند إيران كازاخستان، الصين قرغیزستان، روسیا، طاجیکستان پاكستان، أوزبكستان، وبيلاروسيا، بينما تعد أفغانستان ومنغوليا دولتين مراقبتين وتشارك كل من أذربيجان أرمينيا، البحرين مصر، كمبوديا، قطر الكويت جزر المالديف میانمار نيبال الإمارات السعودية، تركيا وسريلانكا كدول شريكة في الحوار.