آخر تحديث :الإثنين - 01 سبتمبر 2025 - 10:00 م

رياضة


من لبنان إلى نيجيريا.. "هداء" تكسر القيود في كرة القدم

الإثنين - 01 سبتمبر 2025 - 07:20 م بتوقيت عدن

من لبنان إلى نيجيريا.. "هداء" تكسر القيود في كرة القدم

العين الثالثة/ متابعات

قاومت اللبنانية "هداء غدار"، 4 عمليات جراحية، واختارت أن تصنع فارقا حقيقيا في كرة القدم النيجيرية بعيدا عن الأضواء اللبنانية.


تتحدث هداء عن أحلامها: "أنا لا أدرب المنتخب!! إن شاء الله في يومٍ ما"، قالتها غدار بضحكة عفوية، ثم أردفت حديثها لتحكي قصتها: "وُلدت في لبنان، لكن عائلتي كانت تعيش في نيجيريا آنذاك، وبعد شهرين فقط من ولادتي، عدت إلى نيجيريا حيث قضيت أول 16 عاما من حياتي، ثم عدت إلى لبنان لمتابعة دراستي الجامعية، قبل أن أنتقل لاحقًا إلى لندن".

تضيف غدار: "نشأتي في نيجيريا شكلت طفولتي بالكامل، ومنحتني الصلابة والقدرة على التكيف، وفتحت أمامي فسحة لاكتشاف شغفي بكرة القدم".

وتابعت: "كرة القدم دائما هي قدري وندائي الداخلي. رغم أنه لم يكن مألوفا في لبنان أن تمارس الفتيات هذه الرياضة، إلا أنها منحتني الحرية والفرح وإحساسا قويا بالغاية. "

وأردفت: "هذا الشغف جعلني مصممة على متابعتها مهما كانت التحديات أو الصور النمطية التي أحاطت بي، لكن الإصابات وإجراء 4 عمليات جراحية كانت من أصعب اللحظات في مسيرتي. في بعض الأوقات شعرت وكأن كل شيء قد سلب مني. لكن إيماني، وحبي لكرة القدم، ودعم عائلتي وزميلاتي في الفريق منحوني القوة للاستمرار. وعدت نفسي أنه حتى إن لم أتمكّن من الاستمرار في اللعب، فسأجد وسيلة للبقاء مرتبطة باللعبة".

وأوضحت هداء: "اللعب مع منتخب لبنان لكرة الصالات أكسبني شرفا عظيما وذكريات لا تنسى، من روح الفريق إلى الفخر بارتداء القميص، تلك اللحظات ستبقى دائما تذكرني بأن التضحيات كانت تستحق العناء".

وانتقدت غدار لأوضاع الرياضة النسائية اللبنانية: "لم يكن الدعم المخصص للرياضة النسائية في لبنان كافيًا، فالموهبة والشغف كانتا موجودَتين دائما، لكن البنية التحتية والاستثمار والفرص كانت محدودة، ومع دعم أكثر استمرارية، كان بإمكان الرياضيات اللبنانيات أن يصلن إلى مراتب أعلى بكثير".

وحول مسيرتها في نيجيريا قالت: "تأسيس أكاديمية بريك ثرو (Breakthrough Academy) حلم رافقني لسنوات، بعد كل ما مررت به كلاعبة، من صعوبات وإصابات وغياب الهيكلية المناسبة، أردت أن أبتكر شيئا مختلفا للأجيال المقبلة، نيجيريا كانت دائما بيتي، وقد رأيت فيها كما هائلا من الطاقات غير المستثمرة لدى الأطفال، فكانت "بريك ثرو" طريقتي لبناء منظومة تمنح اللاعبين الناشئين فرصا حقيقية، وتوجيها صحيحا، وإيمانا بأن بإمكانهم تحقيق إنجازات عظيمة من خلال كرة القدم".

وتابعت: "في البداية، استغرب بعض الفتيان والرجال أن تقودهم امرأة. لكن ما إن رأوا معرفتي، وانضباطي، وشغفي، حتى جاء الاحترام تلقائيا. بالطبع واجهت تحديات، لكنني كنت دائما أؤمن بأن الاحترام يُكتسب بالعمل الجاد".

ولم تُخفِ غدار إعجابها بالمواهب النيجيرية:"ما يميز نيجيريا هو الشغف، والموهبة الرياضية الفطرية لدى اللاعبين، النيجيريون رياضيون بالفطرة، ومع التدريب الصحيح بدنيا وتكتيكيا وذهنيا، إلى جانب الفرص والهيكلية المناسبة، يمكنهم بلوغ أعلى مستويات كرة القدم عالميا".

وأضافت: "لقد أتاح لي التدريب في الخارج أن أتحدى وأكسر الحواجز، اجتماعيا وثقافيا على السواء. ففي أماكن كثيرة لا يتوقع من النساء أن يتولين القيادة في كرة القدم، لكن وجودي على أرض الملعب كمدرّبة فتح العقول وغيّر الصور النمطية. كل حصة تدريبية وكل فريق عملت معه هو دليل على أن النساء لهن مكان في كرة القدم، ليس فقط كلاعبات، بل أيضًا كقائدات".

وتابعت بفخر: "الإنجاز الذي أفتخر به أكثر من غيره هو تأسيس أكاديمية بريك ثرو. الإصابات منعتني كلاعبة من تحقيق الكثي، وأنا مؤمنة بأنني كنت سأصل إلى أبعد لولاها، لهذا السبب فإن "بريك ثرو" حلم ضخم بالنسبة لي، رؤية اللاعبين الناشئين يتطورون داخل الأكاديمية تمنحني شعورا بالرضا لا يُضاهى، وعلى الصعيد الشخصي، كان ارتداء قميص المنتخب أيضًا محطة مضيئة في مسيرتي، لكن بناء شيء سيبقى بعدي هو ما أقدّره أكثر من أي شيء آخر".

وأوضحت: "أنا أدرب حاليا الفئات العمرية بين 12 و18 عاما، وأخطط للتوسع لاحقا لتشمل جميع الفئات العمرية".

أما عن دراستها العليا، فأشارت: "ساعدتني درجة الماجستير في علم النفس بشكل هائل على فهم الرياضيين كيفية التعامل معهم، وكيفية دعمهم نفسيا، وكيفية التواصل الحقيقي مع تحدياتهم ونموّهم، إضافة إلى ذلك، منحتني تجربتي العملية في لندن منظورا مختلفا تماما عن كيفية عمل جسم الرياضي، جسديا وعلميا، والجمع بين تلك الخبرات مع خلفيتي كلاعبة منحني توازنا، فالتعليم أعطاني رؤية، وكرة القدم منحتني الشغف، وامتزاجهما جعلني مدرّبة وقائدة أفضل".

وبنبرة أمل أكدت: "مستقبلي ما زال مفتوحا على احتمالات عديدة. لبنان سيبقى دائما جزءا مني، ويوما ما أحب أن أشارك معرفتي وخبرتي هناك. لكن في الوقت الراهن، أرى مساري في نيجيريا والخارج، حيث أستطيع أن أحقق أكبر تأثير وأدفع بحدود الممكن للنساء في كرة القدم. جزء أساسي من حلمي أيضا هو مساعدة الرياضيين النيجيريين على بلوغ أعلى المستويات، لأنني مؤمنة بامتلاكهم الموهبة والشغف والقدرة على النجاح عالميا".

ووجهت هداء رسالة: "إلى كل فتاة لبنانية تحلم بممارسة كرة القدم أو أي رياضة أخرى، لا تسمحي للعقبات أن تحدد مستقبلك، الطريق ليس سهلًا، والناس قد يشكون بك، لكن شغفك وإصرارك أقوى من أي تحد، استمري في العمل، وواصلي الإيمان بنفسك، وتذكّري أن كسر الحواجز اليوم سيجعل الطريق أسهل للأجيال القادمة".

واختتمت حديثها بطلب وجهته إلى "الاتحاد اللبناني لكرة القدم أو من وزارة الشباب والرياضة أن يستثمروا في كرة القدم النسائية بالجدّية نفسها التي تُمنح للرجال، وهذا يعني مزيدًا من الدوريات، ومنشآت أفضل، وأكاديميات ناشئة للفتيات، وفرصًا للمدربات، النساء في لبنان يملكن الموهبة والرغبة، وهن بحاجة فقط إلى المنظومة والدعم لبلوغ كامل إمكاناتهن".

شاهد أيضًا

جدل حول إخراج 30 مليون ريال يمني للعرض في معرض هونغ كونغ للع ...

الإثنين/01/سبتمبر/2025 - 05:13 م

أثار قرار البنك المركزي اليمني إخراج 30 مليون ريال يمني نقدًا من فئة 100 ريال، للمشاركة في معرض دولي للعملات في هونغ كونغ، موجة من التساؤلات حول جدوى


عاجل | مصدر في الإسعاف والطوارئ: مصابون في قصف إسرائيلي على ...

الإثنين/01/سبتمبر/2025 - 03:15 ص

عاجل | مصدر في الإسعاف والطوارئ: مصابون في قصف إسرائيلي على خيام تؤوي نازحين بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة


عاجل | حماس: قصف الاحتلال مبنى العيادات الخارجية بمستشفى شهد ...

الإثنين/01/سبتمبر/2025 - 03:10 ص

عاجل | حماس: قصف الاحتلال مبنى العيادات الخارجية بمستشفى شهداء الأقصى جريمة حرب تهدف لتدمير ما تبقى من القطاع الطبي


عاجل | رويترز عن وسائل إعلام أسترالية: سيارة تصطدم بالقنصلية ...

الإثنين/01/سبتمبر/2025 - 02:21 ص

عاجل | رويترز عن وسائل إعلام أسترالية: سيارة تصطدم بالقنصلية الروسية في مدينة سيدني