آخر تحديث :الجمعة - 31 أكتوبر 2025 - 07:00 ص

آراء

التغيير لا يأتي بسهولة

الخميس - 28 أغسطس 2025 - الساعة 07:29 م

الكاتب: عبدالقوي الأشول - ارشيف الكاتب

اعتاد الناس بل تعايشوا لفترة طويلة مع مخالفة القانون والإثراء غير المشروع، بل تعايشوا مع الرشوة بشكل فاضح بل هي جزء أساسي من كافة المعاملات ولا أحد يعترض على ذلك بل صار كبار الملاك من المسؤولين لا يلفتون نظر أحد لا حياء لمن نهب الأموال العامة واستغل المكانة لتقريب من لهم صلة بهؤلاء المتنفذين، حتى إن معظم الوظائف أسرية بحتة لا مكان للعامة ولا فرص، نماذج من هؤلاء كثر، غابت المحاسبة ربما لعقود وجرى استنفاذ أموال كبيرة في بؤر فساد، سواء فيما يتعلق بعدم توريد تلك الأموال للخزينة أو إنها ذهبت في مشاريع مقاولات لمشاريع فاشلة، كما جرى في مشاريع الطرقات والبنى التحتية التي جرى تنفذها بصورة تخلو من كل المعايير. إذن لا شك التغيير هو الحل وهنا نسال هل يتم التغيير بنفس أدوات الأمس.

خذ مثلا أموال الضرائب لم يكن يصل منها ما نسبته عشرون في المئة للخزينة، جرى ذلك تحت سلطة المعنيين على تحصيلها واستمر الحال لعقود على كافة الإيرادات المالية ولا أخص الضرائب.

السؤال هل بنفس الفاسدين تتم الإصلاحات؟ بمعنى أدق نحن أمام تراكمات كبيره من ملفات الفساد والرشوة التغيير لن يتخلق من خلال تلك البؤر التي لا أشك أنها سوف تسعى بكل السبل لحماية مصالحها كما هو الحال في تهريب المخدرات ونحوها.

بمعنى التغيير يحتاج إمكانيات كبيرة ومقومات نجاح ترتبط بالشق القضائي والأمني، تحديدا وحين تخوض مواجهتك مع تلك البؤر لا شك تحتاج لأجهزة أمنية مسؤولة وغير فاسدة ووحدات تستلم مستحقاتها شهريا وقضاء عادل، وتوفير مقومات محاربة الفساد تتطلب إمكانيات كبيرة ومعالجات سريعه للأجهزة التي تناط بها تلك المهام.

لستم بحاجة للتحري أكثر حتى تأتوا على عناصر الفساد فقط الأمر بحاجة لأجهزة حاسمة شجاعة لديها مقومات القيام بتلك المهام

ولا نبالغ إذا ما أشرنا إلى معركه شاقة للغاية كي يتحقق نجاح ولو نسبيا على كافة الأصعدة، لأن تركة الفساد والمفسدين لدينا كبيرة والأمر مرهون بوضع رؤية مسبقة لكيفية المعالجات.