آخر تحديث :السبت - 27 ديسمبر 2025 - 03:23 ص

الشعب الجنوبي صمود لا ينكسر

الأحد - 27 أكتوبر 2024 - الساعة 05:05 ص

حافظ الشجيفي
الكاتب: حافظ الشجيفي - ارشيف الكاتب


في زمن تتلاطم فيه أمواج الأزمات الاقتصادية والسياسية، يبرز سؤال جوهري: هل يمكن أن يتنازل الشعب الجنوبي عن قضيته ووطنه في سبيل تحقيق الرفاهية وتحسين حياته الخدمية وظروفه المعيشية؟
إن الإجابة على هذا السؤال تكشف عن عمق الوعي الوطني والكرامة الإنسانية التي يتمتع بها الشعب الجنوبي أكثر من أي شعب آخر.

يعتقد البعض، بسوء تقدير أو جهل، أن بإمكانهم استخدام الخدمات الأساسية كوسائل ضغط لإرغام الشعب الجنوبي على التخلي عن قضيته الوطنية، لكن من يظن ذلك لا يدرك في الحقيقة طبيعة هذا الشعب الذي عانى الكثير ولكنه لم يتخلَّ عن هويته وحقوقه. إن الشعب الجنوبي مستعد للتضحية بحياته وليس فقط بالكهرباء والماء والرواتب، من أجل استعادة دولته وبسط السيادة الكاملة على أرضه ووطنه.

من يتصور أن الشعب الجنوبي يمكن أن يتنازل عن وطنه من أجل الكهرباء أو يتخلى عن أرضه مقابل الإنترنت، أو يفرط في قضيته في سبيل الرواتب هو في حقيقة الأمر إما أحمق أو جاهل أو غبي عن عمق الروح الوطنية التي يمتلكها هذا الشعب، حيث إن كل صرخات الفقر ومعاناة نقص الخدمات والفساد المتعمد لا يمكن أن تنال من عزيمة الجنوبيين، ولا يمكن أن تكون وسيلة للضغط على واحد من أعتى الشعوب التي عرفتها الأرض.

إن السيكولوجية الجمعية للشعب الجنوبي تتسم بالعزيمة والإصرار، فالتاريخ مليء بالتضحيات التي قدمها هذا الشعب من أجل حريته واستقلاله، وقد أثبتت الأحداث خلال السنوات الماضية أن الضغوط الاقتصادية والخدمية والأمنية والمعيشية لن تؤدي إلا إلى تعزيز إرادته في مواجهة التحديات، فالشعب الجنوبي ليس مجرد مجموعة من الأفراد الباحثين عن حياة رغيدة؛ بل هو كيان متماسك يسعى لاستعادة هويته الوطنية التي لا تقدر بثمن.

إن استخدام الخدمات كأداة للضغط إنما هو استراتيجية قصيرة النظر، فالشعب الجنوبي يدرك تمامًا أن القضايا الكبرى لا يمكن أن تُباع أو تُشترى، وأن التنازل عن المبادئ الوطنية مقابل المال أو تحسين الظروف المعيشية والاقتصادية والخدمية هو خيانة للدماء التي سُفكت والتضحيات التي قُدمت.
عندما نرى كيف يواجه هذا الشعب الصعوبات بعزيمة لا تلين، ندرك أنه ليس فقط مستعدًا للتفريط في الرفاهية والرخاء بل أيضًا وللموت في سبيل استعادة دولته. إن هذا الإصرار هو ما يجعل منه نموذجًا يُحتذى به في الصمود والمقاومة وتحمل كل المشاق.

لذا، يجب على كل من يحاول الضغط على الشعب الجنوبي عبر سياسات التجويع والتفقير أن يدركوا أنهم أمام شعب لا يعرف الاستسلام، وأنهم أمام شعب مستعد لتحمل كل الصعاب من أجل تحقيق أهدافه الوطنية العظيمة.

في النهاية، يبقى السؤال: هل يمكن لأحد أن يشتري ولاء شعبٍ عظيمٍ كهذا؟ الإجابة واضحة: لا يمكن لأحد أن يتنازل عن وطنه مقابل أي شيء كان، فالشعب الجنوبي سيبقى صامدًا متمسكًا بحقوقه ومبادئه حتى تحقيق النصر المنشود واستعادة دولته وكرامته.




شاهد أيضًا

الأعجم: فرحة الإصلاح بقصف الحضرميين تكشف وجهه الفاشي أمام ال ...

السبت/27/ديسمبر/2025 - 02:40 ص

تابعت العين الثالثة منشورًا للصحفي عدنان الأعجم على صفحته بتويتر، اعتبر فيه فرحة نشطاء حزب الإصلاح اليمني بقصف الطيران السعودي لمواقع النخبة الحضرمية


عاطف: من يعادي الانتقالي يعادي الشرعية والاستقرار في اليمن ...

السبت/27/ديسمبر/2025 - 02:20 ص

تابعت العين الثالثة منشورًا للسياسي أحمد عاطف على صفحته بتويتر، أكد فيه أن من يعادي المجلس الانتقالي الجنوبي المعترف به دوليًا وإقليميًا، يكون في الوا


التحالف أم الشراكة؟ كشف خفايا بيان سبأ وحذف الأخبار المربكة ...

السبت/27/ديسمبر/2025 - 02:10 ص

تابعت العين الثالثة منشور الإعلامي ياسر اليافعي على تويتر، الذي أعرب فيه عن استغرابه من ما وصفه بـ"التخبط الإعلامي" بعد نشر وكالة سبأ بيانًا باسم مصدر


سدة: بيان الانتقالي الجنوبي نموذج للنضج السياسي والأمني ...

السبت/27/ديسمبر/2025 - 02:00 ص

تابعت العين الثالثة منشورًا للسياسي أوسان بن سدة على صفحته بتويتر، أشاد فيه بالبيان الأخير للمجلس الانتقالي الجنوبي، واصفًا إياه بـ"الناضج والرصين"، و