آخر تحديث :الأربعاء - 24 ديسمبر 2025 - 05:10 م

أخلاق الزعامة وروح القيادة لدى عبد العزيز

الجمعة - 11 أكتوبر 2024 - الساعة 02:47 م

مشاري الذايدي
الكاتب: مشاري الذايدي - ارشيف الكاتب


في ندوة بعنوان «الأفلام والثقافة والدبلوماسية» ضمن منتدى الأفلام السعودي 2024 بمدينة الرياض، قال الدبلوماسي العريق والمسؤول السعودي السابق، الأمير تركي الفيصل -ضمن ما قال- إن شخصية الملك عبد العزيز تستحق عشرات الأفلام في رواية شخصيته وتضحياته وأعماله.

 

الحقُّ أن كثرة من غير السعوديين قبل السعوديين يتفقون على ثراء وأهمية التناول الفنّي الدرامي، على صورة أفلام أو سينما، وكذلك المسرحيات والوثائقيات، وكل قوالب العمل الإبداعي، عن شخصية وحكايات وملامح وملاحم وتحدّيات التكوين والاستمرار، في فصلٍ غني من التاريخ، اسمه، الملك عبد العزيز والمملكة العربية السعودية.

 

أعلمُ بعض التفاصيل عن بعض الأعمال التي يجري منذ زمن العمل عليها، لكن أتكلم عما هو أدوم وأشمل من فيلم أو مسلسل ما، مهما بلغت عظمة إنتاجه وجودة تنفيذه وشطارة تسويقه.

 

مسيرة عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، منذ ولادته في غروب الدولة السعودية الثانية، ثم مشاهدته وهو صبي صغير لكارثة سقوط الدولة، وهو تكلم عن ذلك لبعض المؤرخين العرب، وكيف كان حاله وهو يشاهد أسوار الرياض تُهدم، كان ذلك قبل بداية القرن العشرين بقليل، حتى يوم وفاته 9 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1953 بعد أن عبر ببلاده وشعبه أهوال الحربين العالميتين الأولى والثانية وغيرهما من الحروب الداخلية والسياسية والاقتصادية الخطيرة.

 

اليوم أتذكر لمحة من قوة عبد العزيز، غير العسكرية أو الأمنية، بل قوته السياسية والدبلوماسية، أتذكر هذا الملمح، وأنا أرى كثيراً من أبناء الأحزاب السياسية العريقة، والمجتمعات الغارقة في «الحرتقات» السياسية، كيف قادوا بلدانهم وشعوبهم إلى ما لا يسرُّ الصديق.

 

السير جيلبرت كليتون، هو من أهم رجال الإمبراطورية البريطانية العظمى في النصف الأول من القرن الماضي، وكان موضع ثقتها في كثير من المشكلات والمهمات بالشرق الأوسط، وتحت هذا العنوان تم إيفاده للاجتماع بالملك عبد العزيز في نوفمبر 1925 قرب جدّة للتفاوض معه حول ترسيم حدود المملكة الشمالية بخاصة الشمالية الغربية مع الأردن. بحكم وصاية بريطانيا حينها على العراق والأردن وفلسطين.

 

أقتطف بعض التعليقات من الكتاب الذي اعتمد على تقارير السير كليتون، وقد عمل عليها وترجمها ونشرها المؤرخ السعودي محمد آل زلفة.

 

علّق كليتون على بعض المستشارين العرب بالقول إنهم كانوا من نوع السياسي الشرقي المزيّف، الذي يشتمل أسلوبه على المجادلة بشأن كل نقطة صغيرة موظفاً نسبة معينة من البراعة والمكر الهابط، معتمداً على المقاطعة المستمرة.

 

لكن انطباعه عن «السلطان» عبد العزيز، وكان ذلك لقبه وقتها، فقال: «بالنسبة لابن سعود فقد كان من جانبه يتمتع بالدهاء الفطري البدوي» وفي موضع آخر قال: «هو شخصية ممتازة وإنسان بمعنى الكلمة».

 

قال ذلك رغم أنه اشتكى في طيّات التقرير من صلابة وعناد عبد العزيز في المفاوضات، لكنه كان من النوع «الواضح» المتمسك بمعالي الأمور.

 

هذا الذكاء «الفطري» والتأسيس لأخلاق الزعامة والمسؤولية... ملمح خفي من ملامح روح القيادة لدى عبد العزيز.





شاهد أيضًا

الرشيد يبث التفاؤل: بشائر قريبة للجنوب و"عهد الرجال" لم يأتِ ...

الثلاثاء/23/ديسمبر/2025 - 05:27 م

تابعت العين الثالثة منشورًا للكاتب أنور الرشيد على منصة «تويتر»، كشف فيه عن أنباء وصفها بالمفرحة للشعب الجنوبي، مشيرًا إلى أن الفرج بات قريبًا بإذن ال


من الحلم إلى الدولة.. اليافعي يرسم الخط الزمني لتحقق المشروع ...

الثلاثاء/23/ديسمبر/2025 - 05:16 م

تابعت العين الثالثة منشورًا للدكتور ياسر اليافعي على منصة «تويتر»، قدّم فيه خطًا زمنيًا مكثفًا يشرح كيف تحوّل الحلم الجنوبي من فكرة مهددة بالاندثار إل


لقور: الجنوب قلب المعادلة والسيادة تُقاس بالأمن لا بالخرائط ...

الثلاثاء/23/ديسمبر/2025 - 04:39 م

تابعت العين الثالثة منشورًا للدكتور حسين لقور بن عيدان على منصة «تويتر»، أكد فيه أن مفهوم السيادة في السياق الأمني لا يُقاس بالنصوص الدستورية أو الحدو


السيد يهاجم "اللجنة الخاصة": تحريض وأموال وفوضى في أنفاسها ا ...

الثلاثاء/23/ديسمبر/2025 - 08:16 ص

تابعت العين الثالثة منشورًا للصحفي أديب السيد على حسابه في منصة «تويتر»، شنّ فيه هجومًا حادًا على ما وصفها بـ«اللجنة الخاصة»، معتبرًا أنها فاشلة سياسي