آخر تحديث :السبت - 08 نوفمبر 2025 - 06:28 م

أمة الرواد والمشردين

الأحد - 28 يوليو 2024 - الساعة 04:27 م

سمير عطاء الله
الكاتب: سمير عطاء الله - ارشيف الكاتب


في الحروب، على أنواعها، تنهار جميع القيم، على أنواعها. تظهر طبقات رديئة من الناس، وتختفي الطبقات الصالحة العائشة بخوف الله وضمير البشر. وتساوي الفوضى بين الظالم وضحاياه. ويهدّ الفقر والخوف مناعة البشر. وتحل محل المعاملات العادية فكرة الاستقواء والسطو، وتتحول مبادلات الأمس إلى «سوق سوداء» لا خجل فيها ولا حياء، وبلا شعور إنساني.

فوق كل معاناة رهيبة، تُدك غزة، تضاف الآن محنة الاستغلال والخوات وخلق السوء. وقد نشأت على أطراف غزة، وفي قلب المأساة، عصابات الحروب والتهريب، وخصوصاً تهريب البشر إلى أي جوار، أو أي مكان. وقد استطاع نحو 100 ألف لاجئ الإقامة في القاهرة، حيث يعملون في أي عمل من أجل تأمين العلم لأبنائهم.

في المقابل طبعاً، نشأت في كل مكان مؤسسات خير ومبرات ومساعدات إنسانية. ولكن العبء أثقل من أن يحمل. ويساهم الجيش الشعبي في المساعدة بقصف الأردن، متجهاً مباشرة إلى تحرير القدس. كما يساهم أصحاب الشعبيات الأخرى بحملات يومية على تقصير مصر في فتح سيناء أمام تلاقي «داعش» بسائر الفروع. إن العدو الأكبر اليوم هو الأم الغزيّة التي استأجرت مطبخاً صغيراً تبيع فيه وجبات الطعام لكي تُحصِّل بدل أقساط المدارس.

المصاب أكبر من مساعدات الأبرار. مليونا تائه في غزة، ومليونا نازح في لبنان، ومليونا حائر في الأردن، ومليونان خارج التسمية والتصنيف، ولديهم جميعاً أولوية واحدة: التعلم! سواء بالحضور المباشر أو عبر السحر الجديد، «أون لاين». لأن كل الخسائر يمكن تعويضها إلا خسارة الوقت والتعلم. والفلسطينيون أكثر من تعلموا ذلك في متاهاتهم التي لا نهاية لها. أنت لا تستطيع أن تحمل أرضك معك، ولا منزلك، ولا خيمتك. أما شهادتك فهي جزء من جلدك.

كان لدى طه حسين هم واحد: تعليم الفقراء. وقد سنّ نظاماً تفرض فيه الدولة على الميسورين ضريبة يتعلم من خلالها الفقراء إلزامياً. لكن التعليم الذي كان في عقل طه حسين لم يكن فقط محو الأمية، بل إقامة دولة العلم وشعبها، كما فعلت فرنسا.

وللحق فإن العميد كان عميداً في هذه المسألة وليس رائداً. الرواد كانوا محمد علي باشا، والخديوي إسماعيل، الذين أرسلوا شباب مصر إلى باريس يطلبون العلم في أرقى ما وصل إليه آنذاك. ونشروه في الجيش، والطب، وتحت كل القناطر.




شاهد أيضًا

"فطوم".. اسم غامض يشعل الخيال ويحوّل الطريق البحري إلى لوحة ...

السبت/08/نوفمبر/2025 - 03:26 م

لم يكن أحد يتوقع أن يتحول اسم واحد إلى ظاهرة تشغل الشارع العدني، لكن ذلك حدث على الطريق البحري، حيث فوجئ المواطنون بعبارات ضخمة كُتبت على الحواجز الخر


إعلان يعلو على الشهادة.. جدل في الضالع بعد تصرف مستفز من بنك ...

السبت/08/نوفمبر/2025 - 03:10 م

أثار قيام بنك القطيبي بنصب لوحة إعلانية ضخمة أمام نصب شهداء الشوبجي في مدخل مدينة الضالع موجة استياء واسع بين الأهالي وذوي الشهداء، بعد أن أدى ذلك إلى


تدخل من إيزاك ورد فعل صلاح.. كواليس تدريبات ليفربول قبل موقع ...

السبت/08/نوفمبر/2025 - 03:15 ص

يواصل فريق ليفربول تدريباته استعدادًا الملاقاة مانشستر سيتي مساء الأحد على ملعب "الإمارات"، في ختام قمة الأسبوع الحادي عشر من منافسات الدوري


عاجل.. قرار من يايسله قبل مباراة الأهلي والاتحاد واستبعاد ثل ...

السبت/08/نوفمبر/2025 - 01:18 ص

السبت ٨ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٥ اتخذ ماتياس يا يسله المدير الفني لنادي الأهلي، قراراً قبل مباراة الأهلي أمام الاتحاد، في اللقاء الذي يجمع الفريقين