آخر تحديث :الأربعاء - 30 أبريل 2025 - 07:10 ص

آراء

قصة قصيدة "آفة الآفات"

الأربعاء - 05 يونيو 2024 - الساعة 04:44 م

الكاتب: د. عيدروس النقيب - ارشيف الكاتب

في مطلع شهر يوليو من العام 2009م كنا على موعد مع مناقشة رسالة الدكتوراه للزميل الفقيد الدكتور ناجي جبران يحيى، عليه رحمة الله ومغفرته ورضوانه.
وكعادتي ذهبت لأتأكد من موقع المناقشة قبل الموعد بيوم أو يومين،
في المبنى المقرر وهو مركز التأهيل التربوي والنفسي بجامعة صنعاء قابلني رئيس المركز الدكتور أحمد الجرموزي، وهو شخصية مثقفة دمثة الأخلاق وافر البشاشة والابتسامة، ويبدو أنه قد عرفني رغم إنها المرة الأولى التي أقابله فيها وكنت سعيداً بهذا اللقاء.
دعاني الرجل إلى مكتبه لشرب القهوة، بعد أن أشار لي إلى القاعة التي ستتم فيها مناقشة أطروحة الزميل المرحوم د. ناجي.
وأثناء تناول القهوة فتح لي ورقة مكتوبة بخط اليد وقرأ لي قصيدة عن القات مكتوبة بخطه الجميل، وقد أدهشتني القصيدة ونالت إعجابي وعند ما سألته إن كانت من كلماته أجاب :
لا!!، هي للعلامة المرحوم محمد بن سالم البيحاني.
وقد أهداني النسخة الورقية المخطوطة، وفي المنزل قرأتها عدة مرات وبإعجاب شديد، ثم أثناء الليل أجريت لها ما يسميه الشعراء الكلاسيكيون بــ"التقطيع"
وفي ما يلي نص قصيدة البيحاني فم تقطيعها لصاحب بهذه السطور.
مع الشكر للدكتور الجرموزي والاعتذار لروح الشاعر العلامة محمد بن سالم البيحاني.
يقول العلامة البيحاني في قصيدته:
إن شئت تعرف آفة الآفاتِ
فانظر إلى إدمان مضغ القاتِ
القات قتلٌ للمواهب والقوى
ومولدٌ للهمِّ والحسراتِ
ما القات إلا فكرةٌ مسمومةٌ
ترمي النفوسَ بأبشعِ النكباتِ
ينساب في الأحشاء داءً فاتكاً
ويعرِّض الأعصاب للصدماتِ
يذر العقول تتيهُ في أوهامها
ويذيقها كأسَ الشقاء العاتي
يغتال عمر المرء معَ أموالهِ
ويريه ألواناً من النقماتِ
هو للإرادة والفتوة قاتلٌ
هو ماحقٌ للأوجه النضراتِ
فإذا نظرت إلى وجوه هواتهِ
أبصرت فيها صفرة الأمواتِ
وقد قمت بتقطيع القصيدة كما ستلاحظون في النص التالي.
مع الإشارة إلى أن ما بين الهلالين (. . .) هي أشطر النص البيحاني، والأشطر المفتوحة هي لكاتب هذه السطور:
(إن شئت تعرف آفة الآفاتِ)
ومنابعَ الأوجاعِ والأزماتِ
ومصادرَ الأدواء في أجسادنا
(فانظر إلى إدمان مضغ القاتِ)
(القاتُ قتلٌ للمواهب والقوى)
يقضي على الأبدان والطاقاتِ
ومدمرٌ للممكنات جميعها
(ومولدٌ للهم والحسراتِ)
(ما القات إلا فكرةٌ مسمومةٌ)
جاءت لنا بالشرِّ والويلاتِ
تجتاح ما في النفس من أفراحها
(ترمي النفوس بأبشع النكباتِ)
(ينساب في الأحشاء داءً فاتكاً)
يقضي على الأفراح والبسماتِ
ويضاعف الآلام في أرواحنا
(ويعرِّض الأعصابَ للصدماتِ)
(يذرُ العقولَ تتيهُ في أوهامها)
مملوءةً بالزهو والشطحاتِ
ويبث في الأرواح عسراً دائماً
(ويذيقها كأس الشقاء العاتي)
(يغتال عمر المرء مع أموالهِ)
شر اغتيالٍ يمحق الخطواتِ
مهما تباهى المرء، يشقي حالهُ
(ويريه ألواناً من النقماتِ)
(هو للإرادة والفتوة قاتلٌ)
يسطو على الأعمار بالنزواتِ
يلهو بآمال الشباب مدمراً
(هو ماحقٌ للأوجه النضِراتِ)
(فإذا نظرت إلى وجوه هواتهِ)
وفحصت ما فيها من الآهاتِ
فكأنَّما في غرفةِ الإنعاشِ قد
(أبصرت فيها صفرةَ الأمواتِ)
صنعا 26 يوليو 2009م