كتب الصحفي صالح الضالعي مقالًا بعنوان "السبتمبري وخنوعه للسبتمبري.. و(سبتمبريات) يواجهن (سبتمبريات)" تناول فيه صراع اليمنيين على شهر سبتمبر، الذي أصبح رمزًا للانقسامات السياسية بين جمهوريتين، واحدة تدّعي ملكية الثورة والأخرى تزعم الجمهورية، في مشهد ساخر وغير مسبوق.
سبتمبر: شهر الانقسامات والوهم
الضالعي يبدأ مقاله بالتأمل في هذا الشهر "السبتمبري"، حيث يُقسم الشعب اليمني نفسه بين "يمن المملكة" و"يمن الجمهورية"، وكأنهما عالمين منفصلين يتنافسان على الهوية والتاريخ.
يستنكر الضالعي كيف أصبح هذا الشهر مصدرًا للسخرية على مستوى عالمي، ويشير إلى حالة الانقسام التي يعاني منها اليمن بعد أن تم "تتويه" التاريخ، أي فقدان اتجاهه ومعناه الحقيقي.
ازدواجية الثورة والنفاق السياسي
يتطرق الكاتب إلى نفاق السبتمبريين الذين يدعون البطولة والثورية، لكنهم، في الواقع، يعيشون حياة مزدوجة بين النهار والليل، ففي النهار، يحتفلون بالجمهورية ويزعمون أنهم ورثة ثورة 1962، وفي الليل يتبنون الملكية ويعودون إلى الوراء في تناقض صارخ.
يصف الضالعي هؤلاء بأنهم شعب متعدد الأوجه والمبادئ، يظهر ما لا يبطن، ويتلاعب بالمبادئ الثورية من أجل مصالحه.
نضال السبتمبريات في وجه الزينبيات
يتناول الضالعي صراع النساء في هذا الشهر، حيث برزت "سبتمبريات" الثورة اللواتي كافحن بصلابة ضد نظام سلالي مستبد، في مواجهة "الزينبيات" اللواتي يدعمن النظام الحوثي الملكي ويرفعن الشعارات الخضراء.
يشير إلى أن السبتمبريات هن من دفعن الثمن غاليًا لاستعادة حقوقهن المسلوبة، ويدل على شجاعة "سماح الخولاني" و"سمية العاضي" اللتين استشهدتا في سبيل حرية وكرامة نساء اليمن، بينما اكتفى رجال اليمن السبتمبريين بالخنوع والانهزام.
الخنوع الذكوري والازدواجية القاتلة
ينتقد الضالعي في مقاله بشكل لاذع تصرفات الرجال السبتمبريين، مشيرًا إلى أنهم وقعوا اتفاقات تسليمية فيما بينهم، متخلين عن المبادئ الثورية، هؤلاء الرجال لم يكتفوا بالخنوع داخليًا، بل ألقوا بالمسؤولية على السفير السعودي، متذرعين بأن المولود السبتمبري قد وُلد "مشوهًا"، في إشارة إلى تخليهم عن الثورة وقيمها.
ازدواجية سبتمبر وأثرها على الوعي العالمي
يعلق الضالعي على الحيرة التي أصابت العالم حول فهم اليمن وشهره "السبتمبري"، هذا الشهر الذي أصبح رمزًا للانقسامات في اليمن، يُطالب العديد من مواطني الدول الأخرى بفهم اللغط الحاصل.
يشير الكاتب إلى دعوات البعض لإعادة تقسيم الشهر إلى "سبتمبر جمهوري" و"سبتمبر ملكي"، كحل منطقي للصراع الدائر منذ عقود.
دعوة إلى الرجال السبتمبريين: تعلموا من نسائكم
في ختام مقاله، يوجه الضالعي رسالة قوية إلى الرجال السبتمبريين، يقول لهم إن عليهم أن يتعلموا من النساء اللواتي ناضلن بشجاعة في سبيل حريتهن وكرامتهن، بدلاً من الاختباء خلف جلبابهن، ويدعوهم إلى أن يقتدوا بالنساء مثل "سماح الخولاني" و"سمية العاضي" اللتين حملتا أرواحهما على أكفهما ولم تترددا في الدفاع عن قضيتهما.
ويختتم الضالعي مقاله بتأكيده أن شهر سبتمبر، رغم كونه شهرًا واحدًا في التقويم، إلا أنه في اليمن أصبح رمزًا لانقسامات أبدية، بين ثورة تقاوم الاستبداد وملكية تحاول السيطرة على المستقبل.
