آخر تحديث :الإثنين - 30 يونيو 2025 - 01:22 م

اخبار العالم


هل يفاوض الجيش السوداني «الدعم السريع»؟

الأحد - 04 أغسطس 2024 - 10:20 م بتوقيت عدن

هل يفاوض الجيش السوداني «الدعم السريع»؟

العين الثالثة | متابعات


تتعلق قلوب معظم السودانيين هذه الأيام بمدينة جنيف السويسرية، لعلها تسهم في وقف الحرب وإنهاء المعاناة الإنسانية التي يعيشونها، ولا سيما أن المجاعة أُعلنت رسمياً في بعض أنحاء البلاد، فـ�قوات الدعم السريع� أعلنت رسمياً موافقتها على المفاوضات في المدينة السويسرية، في حين ظل الجيش يطلق مواقف متضاربة، فهو مع التفاوض مرة لكنه يرهنه بشروط مسبقة، ومرة يعلن رفضه للتفاوض قبل �القضاء التام� على �قوات الدعم�.

ويُنتظر أن يحل الموعد الذي ضربه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بمشاركة سعودية وسويسرية في 14 أغسطس (آب) الجاري، لمفاوضات ثنائية بين طرفي الحرب، بهدف وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية.


وفور إطلاق المبادرة أعلن قائد �قوات الدعم السريع� محمد حمدان دقلو ترحيبه بالمبادرة، وقال وفق صفحته الرسمية على منصة �إكس�: �أرحب بالدعوة التي أعلنها أنتوني بلينكن، وأُعلن مشاركتنا في محادثات وقف إطلاق النار... أقدر الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وسويسرا في تنظيم هذه المداولات المهمة�، في حين صمتت قيادة الجيش طويلاً، وأحالت الأمر لوزارة الخارجية التي أعلنت موافقة مبدئية للانخراط في أي مفاوضات، بيد أنها طلبت اجتماعاً مع حكومة الولايات المتحدة قبل ذلك، كما اشترطت أن تكون المفاوضات مع الحكومة وليس الجيش.

لكن واشنطن تتمسك بأن يقتصر التفاوض على الجيش و�الدعم السريع�، ونقلت تقارير صحافية الأسبوع الماضي عن المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرللو تجديده التأكيد أن الدعوة موجهة للطرفين المتقاتلين.


وعدّ الحاكم السابق لولاية كسلا، صالح عمار، الذهاب لمحادثات جنيف وإجابة المبادرة الأميركية، تعبيراً عن �حاجة وأمنيات الشعب السوداني�، في مواجهة الأزمة الإنسانية التي يواجهها.

وقال: �تقتضي الأوضاع، بل وتفرض على طرفي الحرب الذهاب إلى جنيف بقلوب مفتوحة، وفي أذهانهما معاناة السودانيين التي يشهدها العالم ويتحسر حزناً على شعب لا يستحق ما يحدث له�.

ودعا عمار باسم القوى المدنية، طرفي الحرب للذهاب إلى جنيف بقوله: �لأنهما إذا رفضا أو رفض أحدهما، فنتائج ذلك هي اتساع نطاق الحرب، بل وامتدادها إلى مناطق جديدة يتكدس فيها ملايين النازحين�.

وحذر عمار من مخاطر كبيرة حال رفض التفاوض، وتتمثل في �دخول دول مجاورة في الحرب التي يتوقع أن تمتد إلى حدودها، وحالة دمار شاملة�، وتوقع أن تفتح مشاركة الطرفين في المفاوضات ما أسماه �بوابة أمل ومحاصرة الحرب�.

وكان القائد العام للجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان تعرض لمحاولة اغتيال الأسبوع الماضي، وعقب نجاته أضاف شروطاً جديدة للتفاوض، تتضمن الاعتراف بحكومته وشرعيتها، وإشراك الحركات المسلحة التي تقاتل مع الجيش في التفاوض.

أما مساعده الأكثر تشدداً الفريق أول ياسر العطا، فقد أكد أن �قرار الجميع هو مواصلة الحرب حتى القضاء على (الجنجويد) أو استسلامهم�، وأن الجيش دمر قوتهم الصلبة، وأن �الخطة تمضي نحو سحق (الدعم السريع) تنفيذاً لرغبة الشعب�.

وأشارت القيادية في �تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)�، بثينة دينار، إلى الظروف الموضوعية المحيطة بالبلاد، واعتبرتها �سبباً كافياً لدفع الطرفين للذهاب إلى جنيف�، وتساءلت: �ما هو الأكثر مناسبة للدفع نحو التفاوض وإنقاذ الشعب من ظروف السودانيين الذين نُزّحوا وشُرّدوا، وأصبحت المجاعة أمراً واقعاً؟!�.


ورأت دينار أن �خيار الجيش الوحيد هو أن يقبل أو يقبل، وليست هناك مساحة رفض، إن كان حريصاً على الشعب الذي يواجه المجاعة، فليس له إلا القبول والقبول�.

وتوقعت دينار أن يؤدي وجود الجيش و�الدعم السريع� في جنيف إلى وقف الحرب وحماية المدنيين، أو في الحد الأدنى �وقف عدائيات إنساني�.

وتابعت: �وجود الجيش و(الدعم السريع) والفاعلين الدوليين والإقليميين على الطاولة، وبمراقبة من المدنيين السودانيين، ينتج الخطوة الأساسية لإنقاذ وحماية الناس من الموت جوعاً، أما إكمال العملية السياسية، فهذا شأن آخر�.

وتتوافق رؤية دينار مع مبادرات شعبية ومدنية عديدة، تدعو لوقف الحرب، وعلى رأسها مبادرة لجنة المعلمين، ومبادرة نقابة الصحافيين السودانيين، اللتان وجدتا تأييداً شعبياً واسعاً، وتحولت دعواتهما لترند سوداني: �نحن الشعب تعبنا من الحرب... يا جيش امشِ للتفاوض�، و�لا تنسوا السودان�.

وبدد المحلل السياسي محمد لطيف، الشكوك حول ذهاب الجيش إلى جنيف، وقال إنه مقتنع بمشاركة الطرفين في المفاوضات المزمعة، لكنه قلل من مستوى التمثيل في هذه الجولة، وقال: �لا أتوقع أن يشارك البرهان أو حميدتي�.

ورأى أن يسمي الجيش وفده �من دون تفويض كامل وبسقف محدد مسبقاً يقف عنده ولا يتجاوزه، وبلا مساحة مناورة كبيرة وسلطة تقديم التنازلات اللازمة�.


ورغم تفاؤل لطيف فإنه لم يتوقع نتائج حاسمة في الجولة المقبلة، بقوله: �هذه أول جولة جادة منذ جدة، لذلك سيعمل كل طرف على جس النبض، واختبار الضغوط التي يمكن أن يتعرض لها�.

ورهن لطيف نتائج هذه المفاوضات بالأميركيين ومدى �تحضيرهم لها، وما إن كانوا قد أعدوا ورقة للتفاوض، ووضعوا أجندة ومحاور محددة�.

وقال مؤكداً: �ستنعقد مفاوضات 14 أغسطس، لكن لا أتوقع الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار، بسبب طبيعة الوفدين وفهمهما لمرحلة التفاوض، وعدم قدرة الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة راهناً على فرض عمليات إنسانية وتحديد مسارات آمنة، لا تملكان الإمكانات اللازمة لها�، وتابع: �ستنعقد جولة تفاوض، لكنها ستكون استكشافية، ونتائجها تتوقف على قدرة المسيرين وقوى الضغط�.

شاهد أيضًا

ارتفاع قياسي في أسعار صرف العملات الأجنبية يُزيد الضغوط الاق ...

الإثنين/30/يونيو/2025 - 12:00 م

شهدت أسعار صرف العملات الأجنبية في عدن ارتفاعًا قياسيًا خلال الأيام الأخيرة، مما زاد من حدة الضغوط الاقتصادية على المواطنين، وسط تراجع القدرة الشرائية


أمجد خالد.. "مهندس التفجيرات" من معاقل الإخوان إلى أحضان الح ...

الأحد/29/يونيو/2025 - 09:00 م

عاد أمجد خالد إلى الواجهة في اليمن، بعد أن كشفت السلطات الشرعية لأول مرة عن إدارته لشبكة إرهابية مرتبطة بالحوثيين والقاعدة وتنظيم داعش. وطيلة السنوات


الرئيس الزُبيدي: تعاون كوريا الجنوبية نموذج إنساني رائد لبنا ...

الأحد/29/يونيو/2025 - 07:37 م

أشاد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بالعلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين بلاد


الزُبيدي للسفيرة الفرنسية: لا سلام مع الحوثي دون استعادة الا ...

الأحد/29/يونيو/2025 - 06:24 م

استقبل الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الأحد، في مقر إقامته بالعاصمة السعودية