آخر تحديث :الثلاثاء - 16 ديسمبر 2025 - 10:20 م

اخبار وتقارير

الإرادة الشعبية في جنوب اليمن.. حكاية نهوض لا تُهزم

الثلاثاء - 16 ديسمبر 2025 - 06:38 م بتوقيت عدن

صورة تعبيرية

العين الثالثة/ متابعة خاصة

لم تكن حرب صيف 1994 مجرد خسارة عسكرية للجنوب، بل شكّلت لحظة سقوط دولة ومحاولة كسر إرادة شعب كامل عبر الإقصاء والتهميش وتفكيك المؤسسات ونهب الأرض والثروة، غير أن ما عجزت القوة عن كسره، ظلّ حيًا تحت الركام: إرادة شعبية لم تمت، بل أعادت ترتيب نفسها ببطء ووعي.

على مدى ثلاثة عقود، سعى مشروع الوحدة الفاشل إلى طمس هوية الجنوب ومصادرة قراره السياسي والاقتصادي، مستخدمًا أدوات القمع والإقصاء وتسريح الكفاءات، ورغم ذلك، كانت تتشكل في العمق حالة وعي جمعي تحوّل الغضب إلى موقف، والذاكرة إلى قضية.

في عام 2007، خرج الجنوبيون إلى الشارع بصدور عارية، لا يحملون سوى صوتهم وحقهم، فواجهوا القمع وقدموا الشهداء والجرحى، لكنهم كسبوا المعركة الأهم: استعادة الوعي وتوحيد القضية بوصفها مطلب شعب لا شعار نخبة، كما تابعت العين الثالثة تلك التحولات المفصلية.

وجاء عام 2015 ليكون اختبار الإرادة الأكبر، حين حاول مشروع الحوثي–صالح ابتلاع الجنوب، عندها تحولت الإرادة الشعبية إلى مقاومة، ثم إلى قوة منظمة فرضت واقعًا جديدًا، مؤكدة أن الجنوب تجاوز زمن الهزيمة، وأن الدفاع عن الأرض كان دفاعًا عن الحق والكرامة.

واليوم، ورغم التحديات الاقتصادية وتدهور الخدمات وضغوط الحرب، ما تزال الإرادة الشعبية الجنوبية حاضرة، ترفض الوصاية، وتطالب بدولة عادلة تتجاوز أخطاء الماضي، وتفتح أفق المستقبل، إرادة تؤمن بأن استعادة الدولة ليست خيارًا سياسيًا عابرًا، بل حقًا تاريخيًا وضرورة للاستقرار.

إن نهوض الجنوب من تحت ركام 1994، كما ترصده العين الثالثة، ليس مصادفة، بل شهادة حيّة على أن الشعوب التي تؤمن بقضيتها، وتدفع ثمنها، قادرة على صناعة مستقبلها مهما طال الزمن.