الخميس ١٦ اكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٥
أعلن فريق من علماء الفلك عن رصد أصغر كتلة معروفة حتى الآن من المادة المظلمة وتقدر كتلتها بنحو مليون كتلة شمسية وهي كتلة غير مرئية. وتقع هذه الكتلة على بعد يقارب 10 مليارات سنة ضوئية من الأرض واكتشفت عبر انحناء طفيف في ما يعرف بـ حلقة أينشتاين الناتجة عن العدسة الجاذبية التي تشكلها مجرة بعيدة.
اعتمد الفريق شبكة عالمية من التلسكوبات الراديوية لرصد تفاصيل غير مسبوقة في حلقة آينشتاين، وباستخدام خوارزميات تحليل متقدمة تمكن العلماء من رسم خريطة للجاذبية داخل الحلقة فظهر تشوه صغير جدا في الإشعاع الراديوي لا يمكن تفسيره بجسم مرئي. وتبين أن كتلة هذا التشوه تساوي نحو مليون كتلة شمسية وهو وزن أقرب إلى أن يكون أخف بنحو مئة مرة من أصغر أجسام رُصدت حتى الآن بهذه الطريقة.
لا يبدو أن هذا الجسم مجرة صغيرة أو عنقود نجمي، نظرا لغياب أي إشعاع ضوئي ما يعزز فرضية أنه كتلة من المادة المظلمة الباردة المكونة من جسيمات بطيئة الحركة قادرة على تكوين تجمعات صغيرة بلا نجوم
تعد هذه الخطوة مهمة لاختبار نماذج المادة المظلمة الحديثة التي تتوقع وجود كتل صغيرة من نوعها في أنحاء الكون. قال الباحث ديفون باول إن هذا الاكتشاف ليس مفاجئا من منظور النظريات العلمية بل يمثل بداية لما ينتظر العلماء رصده مستقبلا من تجمعات مشابهة. وأضاف كريس فاسنهاوت أن رصد كتل صغيرة كهذه عنصر حاسم في فهم طبيعة المادة المظلمة، وهو ما قد يوفر دليلا عمليا على كيفية تشكل المجرات الأولى في الكون المبكر.
يأمل العلماء أن تستمر عمليات الرصد باستخدام تلسكوبات أكثر دقة للوصول إلى مزيد من هذه التجمعات الصغيرة مما يساهم في حل واحد من أكبر الألغاز الفيزيائية الكونية وهو ماهية المادة المظلمة التي تشكل نحو %85 من كتلة الكون وتظل غير مرئية بشكل كامل.