أهمية خاصة يحملها الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية 2025، لأكثر من سبب، تجسدت في شعار احتفالية هذا العام "يداً بيد نحتفي بالخمسين".
أول تلك الأسباب أن الاحتفال يتزامن هذا العام مع الاحتفال باليوبيل الذهبي للاتحاد النسائي العام ومرور 50 عاما على تأسيسه.
5 عقود كان له خلالها بصمات واضحة في مسيرة تمكين المرأة، وذلك بفضل توجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، رئيسة الإتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية؛ إذ طرح الاتحاد الكثير من المبادرات في هذا الإطار، وحرص على أن تتواكب مبادراته وبرامجه كل عام مع الاحتياجات المستجدة للمرأة ومع التوجهات الحكومية، ومع أحدث الممارسات العالمية في مجال تمكين المرأة.
ثاني تلك الأسباب أن الاحتفال يتزامن مع إعلان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، تخصيص عام 2025 ليكون "عام المجتمع" في دولة الإمارات، تحت شعار "يداً بيد"، في مبادرة تعكس رؤية القيادة الرشيدة في تعزيز الترابط والتلاحم الاجتماعي في دولة الإمارات.
وتدعم مبادرة "عام المجتمع" التوجهات الرئيسية للسياسة الوطنية لتمكين المرأة 2023 – 2031، والتي تعد أحد أبرز محاورها "بناء أسرة مترابطة متماسكة وداعمة لتعزيز دور المرأة في المجتمع".
شعار الاحتفالية
تلك الأهمية الخاصة تجسدت في شعار احتفالية هذا العام، وهو "يداً بيد نحتفي بالخمسين".
جاء اعتماد هذا الشعار بتوجيهات من الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، وذلك بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس الاتحاد النسائي العام، وتزامن الاحتفال مع إعلان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتخصيص عام 2025 ليكون "عام المجتمع" في دولة الإمارات تحت شعار "يداً بيد"، والذي يجسد رؤية الدولة في تعزيز روح التكاتف الوطني، وترسيخ مكانة المرأة الإماراتية شريكا أساسيا في مسيرة البناء والتنمية الوطنية.
ويحمل شعار هذا العام "يداً بيد نحتفي بالخمسين" دلالات وطنية وإنسانية عميقة، إذ يعبر عن الروح التشاركية التي تميز النموذج الإماراتي في تمكين المرأة، كما يؤكد على أهمية مواصلة مسيرة التقدم والازدهار بالتكامل بين جميع فئات المجتمع.
ويعد يوم المرأة الإماراتية مناسبة وطنية للاعتزاز بما حققته المرأة من منجزات، وتجديد العهد على مواصلة العمل يدا بيد مع الرجل، في ظل رؤية القيادة الرشيدة التي تؤمن بأن تمكين المرأة هو تمكين للوطن بأسره، وبأن الاستثمار في قدرات المرأة هو رافعة للتنمية والنهضة المستدامة.
الاحتفال والاتحاد
ويرتبط الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية 28 أغسطس من كل عام بذكرى تأسيس الاتحاد النسائي العام.
يعد تخصيص يوم وطني للاحتفال بالمرأة، إحدى مبادرات الشيخة فاطمة بنت مبارك؛ تأكيداً على التزام حكومة الإمارات وإيمانها بالدور الفاعل للمرأة في بناء المجتمع وقدرتها على تخطي الصعاب، واعترافاً بإسهاماتها التنموية المختلفة، ودفعها نحو مواصلة تحقيق أعلى المكاسب لها ولمجتمعها.
وأعلنت الشيخة فاطمة بنت مبارك في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، اعتبار يوم 28 أغسطس/آب من كل عام "يوما للمرأة الإماراتية".
وتم اختيار هذا التاريخ إحياء لذكرى تأسيس الاتحاد النسائي العام باعتباره أول تجمع نسائي اتحادي يضم جميع التنظيمات النسائية في الإمارات بقيادة رائدة العمل النسائي الشيخة فاطمة بنت مبارك، إذ يعتبر 28 أغسطس 1975 هو اليوم الذي باشر فيه المجلس الأعلى للاتحاد النسائي العام عمله في رسم خريطة عمل موحدة لجهود تمكين المرأة الإماراتية، وذلك بعد الإعلان عن تأسيسه في 27 أغسطس / آب من الشهر نفسه.
وأضحى هذا اليوم مناسبة وطنية لرصد الإنجازات والمكاسب التي حققتها مسيرة الاتحاد النسائي العام منذ تأسيسه بمناصرة ودعم القيادة الحكيمة.
من التأسيس للريادة
تأسس الاتحاد النسائي العام برئاسة الشيخة فاطمة بنت مبارك في 27 أغسطس من عام 1975، ليكون بمثابة الآلية الوطنية المعنية بتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمظلة الرسمية التي تدعم وتوحد جهود الحركات النسائية في الدولة، وتوجهها لخدمة قضايا وشؤون المرأة في مختلف المحافل المحلية والإقليمية والدولية.
وتم عقد الاجتماع الأول للمجلس الاعلى للاتحاد النسائي العام يوم 28 أغسطس / آب1975، برئاسة الشيخة فاطمة بنت مبارك وعضوية الشيخات قرينات حكام الامارات رئيسات الجمعيات النسائية في الدولة، وهو اليوم الذي باشر فيه المجلس الأعلى للاتحاد النسائي العام عمله في رسم خريطة عمل موحدة لجهود تمكين المرأة الإماراتية.
وانطلق الاتحاد مستهدفا تحقيق رؤيته وهي "تعزيز دور المرأة الريادي، وتحقيق مؤشرات عالمية في مختلف المجالات".
فيما كانت رسالة عمله تستند على "تبني السياسات ووضع الخطط والبرامج، وإطلاق المبادرات، وتقديم الدعم اللازم لضمان مشاركة المرأة الفاعلة في التنمية المستدامة".
8 مجالات عمل
وعمل الاتحاد النسائي العام على تحقيق رؤيته ورسالته من خلال تنظيم مبادرات وأنشطة تتمحور في مجالات عمل رئيسية عديدة تتلخص في:
1- المساهمة في رسم السياسات المتعلقة بالمرأة
يعمل الاتحاد النسائي العام على مراجعة السياسات العامة المتعلقة بالمرأة واقتراح التعديلات اللازمة لتمكين المرأة، وتحديد الأولويات والخطط والمبادرات، والمشاركة في رسم الخطط الوطنية للتنمية الشاملة المستدامة والخاصة بكل قطاع له مساس بشؤون وقضايا المرأة.
2- بناء قدرات المرأة
يولي الاتحاد النسائي العام اهتماماً بالغاً بمسألة بناء قدرات المرأة وتنمية مهاراتها لتمكينها من المشاركة الفاعلة في التنمية المستدامة مما يساهم في ادماجها في كافة المجالات وعلى كافة المستويات.
3- إعداد البحوث والدراسات المتخصصة بقضايا المرأة
تعتبر البحوث والدراسات العلمية المتخصصة بشؤون المرأة الركيزة الأساسية لكثير من أنشطة الاتحاد النسائي العام، لما توفره من بيانات ومؤشرات تعكس واقع المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وانعكاساتها على المرأة والأسرة والمجتمع، وإعداد الخطط الاستراتيجية والبرامج والمبادرات والسياسات الواجب تنفيذها.
4- مراجعة واقتراح تعديل التشريعات التي تخص المرأة
يعمل الاتحاد النسائي العام على مراجعة التشريعات المعمول بها وأية مشاريع قوانين وأنظمة أخرى متعلقة بالمرأة، واقتراح التشريعات اللازمة حسب المستجدات بالتنسيق والتعاون مع الجهات ذات العلاقة.
5- اعداد الاستراتيجيات الوطنية لتمكين المرأة والاشراف على تنفيذها ومتابعتها وتقييمها
يقوم الاتحاد النسائي العام بإعداد الاستراتيجيات الوطنية التي تشكل منهاج عمله، كما يعمل مع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ذات العلاقة على ادماج هذه الاستراتيجيات بخططها وبرامجها، ويتابع تنفيذها معهم بشكل دوري من خلال تقديم المشورة والخبرات الفنية اللازمة، كما يقوم بتقييم الإنجازات وفق المؤشرات المعتمدة عند اعداد الاستراتيجية لقياس مدى التقدم المحرز. والعمل على وضع الحلول لأي صعوبات قد تواجه الجهات المعنية بتشاركية.
6- المساهمة في بناء قدرات المؤسسات النسائية ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة بحقوق المرأة
يعمل الاتحاد النسائي العام على بناء قدرات المؤسسات النسائية العاملة في مجال تمكين المرأة ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة بحقوق المرأة لتمكينها من أداء مهامها وتنفيذ خططها وبرامجها بما يحقق اهدافها.
7- تمثيل المرأة والمؤسسات النسائية محلياً وعربياً وعالمياً
يعتبر الاتحاد النسائي العام مظلة العمل النسائي في دولة الإمارات العربية المتحدة، لذلك فهو يعمل على تمثيل المرأة الإماراتية في المؤتمرات واللقاءات والاجتماعات ذات الصلة بقضايا المرأة محلياً وعربياً وعالمياً، ويساهم بفعالية في اللجان المعنية بالمراجعة والتصديق على الاتفاقيات الخاصة بحقوق المرأة بالإضافة إلى إعداد تقارير الدولة المرفوعة إلى المنظمات الإقليمية والدولية بشأن حقوق المرأة.
8- بناء الشراكات المحلية والعربية والدولية
يعمل الاتحاد النسائي العام على بناء الشراكات الفاعلة والتشبيك المنظم مع المؤسسات الوطنية الرسمية وغير الرسمية والمنظمات العربية والاسلامية والدولية المعنية بشؤون وقضايا المرأة، وممارسة دور وطني ذو ابعاد متعددة يشمل: العمل بشكل منهجي منظم للنهوض بواقع المرأة ومعالجة قضاياها، وتمكينها وادماجها في مختلف المجالات، واحداث تغييرات إيجابية في اوضاعها وتطويرها.
اليوبيل الذهبي
وعلى مدار 5 عقود من تأسيسه، مر الاتحاد بمحطات هامة، كان لعقد في تأسيسه مميزات خاصة، حيث يعد العقد الأول
(1984-1975) مرحلة التأسيس، والعقد الثاني
(1994-1985) مرحله النهوض، والعقد الثالث (1995- 2004) مرحله التكوين، والعقد الرابع(2014-2005) مرحله التمكين، والعقد الخامس(2024-2015) مرحله الريادة.
ويحتفل الاتحاد النسائي العام اليوم الأربعاء بيوبيله الذهبي ، بعد مسيرة حافلة بالعديد من النجاحات والإنجازات النوعية في مجال دعم وتمكين المرأة بقيادة الشيخة فاطمة بنت مبارك ، التي تعد رائدة الحركة النسائية في دولة الإمارات، ويعود لها الفضل في تأسيس الاتحاد النسائي العام ، فيما يتميز النهج الذي طرحته في مجال العمل النسائي بالتوازن بين السعي إلى الانفتاح على روح العصر وبين الحفاظ على الأصالة العربية والتقاليد الإسلامية ، وذلك إيمانا منها بأن الحفاظ على الخصوصية الثقافية هو السبيل الوحيد لتحقيق التقدم المنشود.
رؤية ملهمة انعكست على عمل الاتحاد، الذي قدم على مدار 50 عاما أعمالاً جليلة ومبادرات نوعية أسهمت في مساندة وخدمة المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي العالم، وحقق خلالها إنجازات ومكاسب مهمة في خدمة الأسرة والمرأة والطفولة.
كما لعب دوراً هاماً في نشر وبث التوعية المجتمعية ومواكبة المستجدات، إلى جانب دعم وبناء قدرات المرأة والفتاة، لما لذلك من أهمية كبيرة في استدامة التنمية الوطنية بالمساهمات والعطاءات المتميزة للمرأة.
وتحتفل الإمارات، بيوم المرأة في وقت تحقق فيه "بنات زايد" إنجازات ملهمة في مسيرة تمكينهن بدعم من القيادة الحكيمة.
دعم القيادة الإماراتية لتمكين المرأة، عبرت عنه بشكل جلي لغة الحقائق والأرقام، حيث تشغل المرأة الإماراتية 10 مقاعد وزارية، و50% من مقاعد البرلمان، في الوقت الذي أضحت تشكل 49.5% من القوى العاملة في وزارة الخارجية.
أرقام ونسب تعدان من أعلى المعدلات في العالم، الأمر الذي يعكس ثقة القيادة الإماراتية بالمرأة، ودعم مشاركتها في صنع القرار، وتعزيز تمكينها على مختلف الأصعدة، بما يسهم في تحقيق التنمية والازدهار.
