في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية وتتزايد فيه الحاجة إلى تحركات دبلوماسية فعالة، يترقب العالم زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، وسط تساؤلات عديدة حول أهداف الزيارة ومآلاتها، خصوصًا فيما يتعلق بملفي اليمن وغزة.
رسائل سياسية واستراتيجية مزدوجة
الزيارة التي يصفها مراقبون بـ"المحسوبة بدقة" تحمل أهدافًا معلنة، أبرزها إعادة ترميم التحالفات الاستراتيجية التي تراجعت خلال السنوات الأخيرة، وتأكيد أن الولايات المتحدة لا تزال لاعبًا رئيسيًا في المنطقة، في مواجهة تصاعد النفوذ الروسي والصيني.
ملف اليمن: بين التهدئة والمناورة
وفقًا لمصادر سياسية مطلعة، من المتوقع أن يناقش ترامب مقترحات لإعادة إحياء المفاوضات السياسية في اليمن واحتواء التصعيد العسكري. ويرى محللون أن ترامب سيقدم رؤية براغماتية لا تخلو من الأبعاد الانتخابية، مستغلًا الملف اليمني كورقة ضغط تخدم حضوره الداخلي والدولي.
غزة: خطاب سلام بوجه انتخابي؟
فيما يخص غزة، تتجه الأنظار إلى موقف ترامب من الحصار المفروض والتصعيد العسكري، وسط ترقب لما إذا كان سيدعو فعليًا إلى وقف إطلاق النار واستئناف مفاوضات السلام، أم يكتفي بخطاب دعائي يحافظ على صورته كوسيط سلام.
الملف الاقتصادي: البُعد غير المُعلن
الشق الاقتصادي من الزيارة لا يقل أهمية عن السياسي. فترامب يسعى، بحسب التسريبات، إلى إبرام اتفاقيات استثمارية جديدة في مجالات الطاقة والبنية التحتية، في محاولة لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع الخليج، في ظل التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة والرقمنة.
هل تعيد الزيارة دور واشنطن التقليدي؟
يذهب مراقبون إلى أن هذه الزيارة ستكون اختبارًا حاسمًا لقدرة ترامب على استعادة دور واشنطن القيادي في الشرق الأوسط. فنجاح الزيارة سيفتح الباب أمام تحول في مسار الملفات المعقدة، بينما إخفاقها قد يرسّخ الانطباع بتراجع النفوذ الأمريكي لصالح قوى أخرى.