آخر تحديث :الإثنين - 17 نوفمبر 2025 - 02:50 م

قضايا

وزارة التعليم العالي: الابتعاث للأقوى.. والشفافية على ورق رسمي!

الأربعاء - 05 مارس 2025 - 09:28 م بتوقيت عدن

العين الثالثة/ متابعة خاصة

في ردٍّ مثير للجدل، أصدرت وزارة التعليم العالي بياناً نارياً تستنكر فيه ما وصفته بـ"محاولات الابتزاز الفاشلة"، متهمة أحد الطلاب – والذي يبدو أنه لم يحظَ بالقبول في منحة دراسية – بتلفيق الأكاذيب وفبركة الجداول من أجل الظفر بمقعد على حساب من أسمتهم "المتفوقين الحقيقيين".

الوزارة، التي لم يسبق لها أن عُرفت بشفافيةٍ تضاهي شفافية زجاج المكاتب المكيفة، أكدت أن كل شيء يجري وفق القوانين والمعايير الصارمة، مشيرة إلى أن الطالب "يعقوب السفياني" أراد القفز فوق الأنظمة عبر الترويج لمظلوميته، بعد أن تم رفضه بسبب تخصصه "غير العلمي"، واختياره "رغبات لا تتناسب مع مؤهلاته"، وهو ما تراه الوزارة خروجاً على القواعد الحديدية التي تحكم ابتعاث "المستحقين".

لكن، وعلى الرغم من تأكيد الوزارة على صرامة إجراءاتها، إلا أن الشارع الأكاديمي يتساءل: إذا كانت آليات الابتعاث بهذه الشفافية، فلماذا يتكرر الجدل حولها كل عام؟ ولماذا تتحوَّل كل منحة دراسية إلى ساحة معركة بين الطلاب المحرومين ووزارةٍ تتعامل مع الفرص وكأنها كنزٌ مخفي لا يجوز الاقتراب منه؟

الوزارة، في بيانها، لم تفوّت الفرصة للتلويح باتخاذ إجراءات قانونية ضد من يجرؤ على "الابتزاز الإعلامي"، وكأن الاعتراض على سياسات التوزيع الغامضة أصبح جريمة يعاقب عليها القانون!

وبين بيانات الوزارة، واتهامات الطلاب، تبقى الحقيقة غارقة في بحر من المستندات الرسمية والتصريحات المتناقضة، بينما يواصل كثير من المتفوقين البحث عن منحةٍ خارج أسوار وزارة لا تتذكرهم إلا عندما يحاولون رفع أصواتهم.