آخر تحديث :الثلاثاء - 30 ديسمبر 2025 - 12:57 م

اخبار وتقارير

عدن في ظلام دامس.. انهيار كامل لغرفة التحكم بالكهرباء وسط عمليات تهريب لنفط الجنوب

الأربعاء - 05 فبراير 2025 - 10:10 ص بتوقيت عدن

العين الثالثة/ عدن

في صباح اليوم، انقلبت غرفة التحكم بمحطات الكهرباء في عدن إلى ظلام دامس، مع انطفاء جميع أجهزة التحكم، في مشهد يُجسد كارثة إنسانية تتفاقم وسط عجز حكومي عن إيجاد حلول جذرية لأزمات الطاقة التي أنهكت المواطنين والمستشفيات الحيوية.

وتأتي الحادثة كفصل جديد من سلسلة إخفاقات تُلقي بظلالها على إدارة الحكومة اليمنية والمجلس الرئاسي، المتهمين من قبل النشطاء بالتجاهل لأزمات العاصمة عدن، بينما تستمر عمليات تهريب المشتقات النفطية وثروات المحافظات الجنوبية، وعلى رأسها حضرموت، نحو الشمال.

وأكدت مصادر محلية أن انهيار نظام التحكم بمحطات الكهرباء تسبب في انقطاع التيار بالكامل عن العاصمة، ما أثر بشكل خطير على الخدمات الأساسية، لا سيما في المستشفيات التي تعتمد على مولدات طارئة مهددة بالنفاد، وبالمقابل يعيش المواطنون على وقع معاناة يومية مع انعدام الوقود وارتفاع أسعاره، في وقت تُوجه أصابع الاتهام إلى فساد ممنهج يسمح بتهريب الوقود المُخصص أساساً لتشغيل محطات الكهرباء.

تهريب الوقود وسرقة الثروات

تسليط الضوء على هذه الكارثة أعاد إلى الواجهة قضية تهريب المشتقات النفطية من حضرموت، الغنية بالنفط، والتي تُنقل بشكل غير قانوني إلى مناطق الشمال، بدعم من تحالفات سياسية وعسكرية تُحابي مصالح فصائل شمالية، وفي المقابل، تُفرض قيود مشددة على توريد الوقود إلى عدن، ما يفاقم أزمة الطاقة ويُغذي غضباً شعبياً متصاعداً ضد سياسات التهميش والنهب المنظم.

النائب البحسني وكشف الحقائق

وبرز نائب مجلس القيادة الرئاسي فرج سالمين البحسني كأحد الأصوات التي كشفت النقاب عن شبكات التهريب، حيث أشاد نشطاء ومحللون بجهوده في توثيق عمليات نهب ثروات الجنوب، مُطالبين بتحرك عاجل لوقف الانهيار.

وقال البحسني في تصريح سابق: "لا يمكن السكوت عن تحويل ثروات الشعب إلى أداة للابتزاز السياسي والاقتصادي"، متوعدا بمحاسبة الفاسدين .

وفي الوقت الحالي، يبقى مستقبل الكهرباء في عدن مرهوناً بتحركات سياسية غير واضحة المعالم، بينما يستمر المواطنون في دفع ثمن صراعات النفوذ وفساد النخب، ويظل السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستتحول صورة غرفة التحكم المُظلمة إلى جرس إنذار لإصلاح الوضع، أم ستُضاف إلى سجل الإخفاقات التي لا تنتهي؟ وهل يستمر تهريب النفط بينما تشهد اسعاره ارتفاعا جنونياً وبينما تعاني شتى المحافظات من ازمة الكهرباء ؟