يستعد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع للقيام بزيارة رسمية إلى العاصمة الروسية موسكو يوم غد الأربعاء، في أول لقاء مباشر له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ توليه مهامه في يناير الماضي، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا).
وأوضحت الوكالة أن اللقاء سيبحث المستجدات الإقليمية والدولية وسبل تطوير التعاون بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة، كما سيلتقي الشرع أبناء الجالية السورية في روسيا على هامش الزيارة.
تأتي الزيارة بعد أيام من تأجيل القمة الروسية العربية التي كان من المقرر عقدها في موسكو في 15 أكتوبر، حيث كان الشرع يعتزم ترؤس الوفد السوري إليها، في أول مشاركة عربية جماعية للحكومة السورية الانتقالية منذ الإطاحة ببشار الأسد.
⚖️ مطالبة بتسليم الأسد ومحاكمته داخل سوريا
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر رسمي سوري أن الشرع يعتزم خلال زيارته طلب تسليم الرئيس السوري السابق بشار الأسد من موسكو لمحاكمته داخل سوريا، على خلفية ما وصفها بـ"جرائم ارتكبت بحق السوريين" خلال فترة حكمه.
وأضاف المصدر أن الرئيس الشرع سيبحث مع بوتين مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا، بما في ذلك القاعدتان الروسيتان في طرطوس وحميميم، موضحاً أن دمشق تسعى إلى تنظيم هذا الوجود عبر اتفاقيات جديدة تتماشى مع المرحلة الانتقالية.
وفي مقابلة سابقة مع شبكة "CBS" الأميركية، قال الشرع إن حكومته ستستخدم الوسائل القانونية الدولية لمحاسبة الأسد، مؤكداً أن "الانخراط في صراع مع روسيا الآن سيكون مكلفاً للغاية، ولن يخدم مصلحة البلاد".
🕊️ لافروف ينفي شائعة تسميم الأسد
وفي موسكو، نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأنباء التي تداولتها بعض وسائل الإعلام العربية بشأن "تعرض بشار الأسد لمحاولة تسميم" خلال إقامته في روسيا، مؤكداً أن "الرئيس السوري السابق يتمتع بصحة جيدة وتحت حماية كاملة".
وتحدث لافروف عن مستقبل القواعد الروسية في سوريا قائلاً:
> “في ظل الظروف الجديدة، يمكن أن تلعب قواعدنا في طرطوس وحميميم دوراً إنسانياً مهماً، لتكون مراكز لتنسيق الإمدادات الإنسانية إلى مناطق مثل إفريقيا ومنطقة الساحل
🤝 علاقات متجددة بين دمشق وموسكو
الزيارة تأتي بعد سلسلة لقاءات مكثفة بين الجانبين خلال الأشهر الماضية. ففي يوليو الماضي، زار وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني موسكو على رأس وفد رفيع ضم وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات العامة حسين السلامة، حيث أجروا محادثات مع لافروف ووزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف، واختتمت بلقاء مع بوتين في الكرملين.
ووُصفت تلك الزيارة بأنها "انطلاقة جديدة في مسار العلاقات الثنائية وإعادة بناء التوازن الإقليمي"، وفق بيان للخارجية السورية آنذاك.
كما زار نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك دمشق في سبتمبر الماضي، مؤكداً أن موسكو تسعى إلى فتح صفحة جديدة مع الحكومة السورية الانتقالية.
وفي المقابل، أعرب الشرع في أكثر من مناسبة عن تقديره لدور روسيا التاريخي في دعم وحدة الأراضي السورية.
🔸 مرحلة جديدة من الواقعية السياسية
على الرغم من أن موسكو كانت أبرز داعمي نظام الأسد طوال سنوات الحرب عبر التدخل العسكري والدعم السياسي، إلا أن الحكومة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع تتبنى اليوم نهجاً تصالحياً وواقعياً مع روسيا، يقوم على مبدأ “المصالح المشتركة لا الولاءات القديمة”.
ويرى مراقبون أن الزيارة المرتقبة إلى موسكو قد تمثل بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين دمشق وموسكو، عنوانها التعاون الأمني والاقتصادي المنظم، بعيداً عن مرحلة التحالف المطلق الذي ساد في عهد الأسد.