آخر تحديث :الجمعة - 02 مايو 2025 - 02:50 ص

آراء

اصمت يا (مشمش)!!!

الخميس - 01 مايو 2025 - الساعة 09:35 م

الكاتب: علي سالم بن يحيى - ارشيف الكاتب

دأبت قيادات الدولة في اليمن على ترديد الشعارات تلو الشعارات، لدغدغة مشاعر المواطنين، وتخدير عقولهم، وفي الأخير تظهر مجرد كلمات جوفاء "لا تودي ولا تجيب"، محصلتها وعود بلهاء تذهب وكأنها فقاعات صابون!

لم يكن رئيس مجلس القيادة الرئاسي د. رشاد العليمي، آخرهم، فما أن أعلن عن انتقال السلطة من رئيس الجمهورية السابق عبدربه منصور هادي، إلى المجلس الرئاسي المكوّن من ثمانية أعضاء يترأسهم د. رشاد العليمي، يوم الخميس الموافق 7 أبريل 2022م، وجه د. العليمي خطاباً هاماً لكافة أبناء الشعب اليمني وعد فيه العمل على إنهاء الحرب، وإحلال السلام، مؤكداً أن مجلس القيادة الرئاسي مجلس سلام، إلا أنه أيضاً مجلس دفاع وقوة ووحدة صف مهمته الذود عن سيادة الوطن وحماية المواطنين!

سار فخامة الرئيس العليمي على منوال دغدغة المشاعر، وتوزيع الابتسامات (الصفراء) لشعب (مات) جوعاً وعطشاً، وفاقة وحاجة، أملاً في ترجمة ولو كلمة واحدة من كلمات الوعود البراقة للرئيس، ولبقية رفاقه السبعة (الأصنام)، ولحكومات العهر والفساد والافساد!.

استوقفني عنوان في الصفحة الأولى لصحيفة "الأيام"، بعددها الصادر يوم الإثنين 4 يوليو 2022م، يحمل شيء من الزهو والثقة ورباطة الجأش، واحترام الشعب، كان بطل (العنوان) فخامة الرئيس، ورجل الإنسانية، اعادنا من خلاله إلى زمن ورع وتقى (الصحابة)!

جاء في العنوان: " العليمي: لن نظهر في الإعلام حتى نقدّم للشعب ما يحترمنا عليه"!!
وهذا نصّ الخبر: " اعتذر رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني د. رشاد العليمي عن الظهور في مقابلة تلفزيونية على قناة أبو ظبي الإماراتية. وكشف المذيع بقناة أبو ظبي عادل اليافعي في منشور على صفحته في موقع فيسبوك أنه طلب من العليمي الظهور معه بمقابلة تلفزيونية ولكنه اعتذر عن الظهور، مرجعا السبب إلى أنهم لم يقدموا شيئا للناس حتى الآن. وبحسب منشور اليافعي فإن العليمي عقب اعتذاره قال: ماذا أقول للناس ونحن لم نقدم لهم شيئا حتى الآن وقد شبعوا وعوداً وكلاماً في الهواء، دعنا نقدم شيئًا يلمسونه ويفرحهم وحينها لنا وجه نطلع إعلاميا". وختم اليافعي منشوره بالإشادة بكلام العليمي مشيرًا إلى أن كلامه كلام قيادة تحترم نفسها وتحسب لشعبها ألف حساب". انتهى الخبر.

ماذا سيقول سيادة الرئيس وهو يقرأ الخبر الآن؟!
وماذا سيقول الزميل الإعلامي عادل عبدالله اليافعي عن هذه القيادة؟!
هل تحترم شعبها، أم (تضحك) عليه (استهبالاً)؟!
هل هي قيادة فعلاً، أم مجرد (أصنام) كما وصفهم اللواء أحمد سعيد بن بريك، في فعالية " المكلا أولاً" الأسبوع الماضي؟!!!.

كتب د. أحمد خالد توفيق، في إحدى تجلياته:

" في طفولتي، مزّق أحد الصبية في المدرسة كتابي؛ فذهبت أشكوه إلى المعلّمة التي تصادف أنها كانت أمّه. كنت أعرف أن تصرّفي ساذج، لكني توقعت أن تكون عادلة، وأن يضعها هذا الموقف أمام مستوى المسئولية.
ربما تقسو عليه أكثر كي تثبت أنها عادلة، لكني كنت أحمق فعلًا؛ لأن المرأة اكتفت بأن قالت له: "عيب يا مشمش."!

عدت إلى مقعدي لأتلقى سخريته..
وفي النهاية، عرفت أن العمل الوحيد الممكن هو أن أمزّق كتابه، وقد فعلت هذا وتلقيت عقابًا لا بأس به (ستة وعشرون ضربة بطرف المسطرة الحاد)، لكني كنت مسرورًا.."!!!!.