آخر تحديث :السبت - 19 يوليو 2025 - 11:11 م

منوعات


بين قحط الأرض وغلاء المياه.. مشمش طاجيكستان يذبل تحت وطأة المناخ

السبت - 19 يوليو 2025 - 10:36 م بتوقيت عدن

بين قحط الأرض وغلاء المياه.. مشمش طاجيكستان يذبل تحت وطأة المناخ

العين الثالثة/ متابعات

يؤكد المزارع أوكتام كوزيف أنّ بعض الأراضي في طاجيكستان غدت «شبه صحراوية» وتشققت تربتها العام الفائت جراء نقص المياه بسبب التغير المناخي، ما يهدد زراعة المشمش، إحدى الموارد الأساسية لاقتصاد البلاد الواقعة في آسيا الوسطى.

يقول الرجل السبعيني "لم تُروَ أشجار المشمش فجفّت". كوزيف هو من بين 100 ألف طاجيكي يعتمدونن على زراعة المشمش.

يؤكد البنك الدولي أنّ هذه الفاكهة "معرضة بشكل خاص" للتغير المناخي، مع "ارتفاع درجات الحرارة، وتغير أنماط هطول الأمطار، وزيادة وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة".

ما هي أكثر الاقتصادات المتأثرة بالتغيرات المناخية؟
وأشار البنك الدولي في تقرير صدر عام 2024 إلى أن محصول المشمش مهدد بسبب زيادة "فصول الشتاء المعتدلة" و"الصقيع المتأخر" في منطقة إسفرا، بالإضافة إلى "تفاقم مشكلة شح المياه".

في بستانه في رافو على الحدود الشمالية لطاجيكستان مع أوزبكستان وقيرغيزستان، يسحب كوزيف المياه من نهر إسفرا، الذي تستخدمه الدول الثلاث بكثافة.

يرى المزارع البالغ 72 عاماً أنّ إمدادات المياه كافية هذا الموسم، لكن محدودة "كما هي الحال دائماً"، وقد ضحى في الماضي بنباتات القمح "لإنقاذ أهم ما لديه: أشجار المشمش".

في طاجيكستان، حيث تُزرع 10% من بساتين المشمش في العالم، تُعدّ هذه الفاكهة منتجاً "استراتيجياً" و"مورداً اقتصادياً حيوياً"، بحسب منظمة الأغذية والزراعة (الفاو).

في حديث إلى وكالة "فرانس برس"، يقول مومندجون محمدجونوف، نائب مدير شركة "إسفارا" للأغذية، وهي شركة رئيسية لإنتاج الفواكه المجففة إنّ "زراعة المشمش في شمال طاجيكستان بالغة الأهمية اقتصادياً واجتماعياً: فهي تُوفر فرص عمل وتُحسّن مستوى معيشة السكان".

معلم سياحي
في هذا البلد الذي تُغطيه الجبال بنسبة 93%، تنتشر غالبية أشجار المشمش في واحات تُحيط بها أراضٍ شبه صحراوية بالقرب من إسفارا، عاصمة المشمش غير الرسمية في آسيا الوسطى.

ثُبّتت في وسط أسفارا حبة مشمش عملاقة تشكل معلماً سياحياً وتبدو تحت أشعة الشمس مشابهة للخوخ الأبيض.

زراعة المشمش مهمة جداً لطاجيكستان، التي تُعد من أبرز مصدّري المشمش المجفف في العالم، في سوق تهيمن عليها تركيا، التي تضرر محصولها عام 2025 بشدة نتيجة موجة برد قاسية.

يخشى المنتجون في طاجيكستان من كارثة. يوضح مومندجون محمدجونوف "عندما ترتفع درجات الحرارة أو تنخفض بشكل حاد، حتى ليوم أو اثنين، لا نحصل على المحصول المطلوب".

يحصل محمدجونوف على منتجاته من أسواق إسفارا، حيث يبيع صغار المزارعين بضعة أكياس من المشمش لكسب عيشهم.

تقول البائعة موبوراك إيسويفا إنّ "الأمطار تؤثر على الحصاد، فالمشمش لدينا عليه شعيرات أو بقع، مما يقلل من قيمته بشكل كبير".

هذه الأمطار المبكرة لا تُساعد حتى في فصل الصيف، نظراً إلى نقص البنية التحتية للتخزين، كما أنها تواجه صعوبة في التسرب إلى التربة الطاجيكية المتدهورة جداً، وهي ظاهرة تُدمر الطبقة الماصة.

وهذه الاضطرابات الموسمية تتسارع. في السابق، "لم يكن الناس يعرفون شيئا عن الصقيع. لكن على مدار السنوات العشرين الفائتة، تجمدت الأشجار خمس أو ست مرات، خلال فترة الإزهار أو بعدها مباشرة"، على ما يوضح بختيار جليلوف، الخبير الزراعي في بلدية إسفرة.

تحسين الإنتاجية
يُجبر هذا التغير المناخي المزارعين على التكيف. قامت بلدية إسفرة "بتجديد 1500 هكتار من بساتين الفاكهة منخفضة الغلة خلال خمس سنوات" بهدف "تحسين الإنتاجية"، وفق جليلوف، و"زُرعت بساتين من المشمش الصالح للاستهلاك طازجاً ومجففاً".

وجدت شركة إسفرة للأغذية بديلاً للمشمش: البرقوق.

يوضح محمدجونوف "على عكس المشمش، يزهر البرقوق متأخراً قليلاً، ويتحمل الحرارة والبرودة بشكل أفضل. عندما يكون محصول المشمش سيئاً، نكون قادرين على تصدير البرقوق".

ويقول محمدجونوف الذي قام بتركيب نظام ري بالتنقيط "في مواجهة تغير المناخ، قررنا استخدام الأراضي البور الجافة من خلال حفر آبار".

لكن بالنسبة إلى صغار المنتجين، مثل إيسويفا وكوزييف اللذين يختبران أصنافاً أكثر مقاومة، فإن معظم الحلول (الري بالتنقيط، والدخان لتدفئة الهواء، والري الشتوي) معقدة التنفيذ بحسب البنك الدولي.

في أفقر دولة في الاتحاد السوفياتي السابق، حيث يبلغ متوسط الراتب الشهري نحو 255 دولاراً، فإن هذه الخيارات غير متاحة ماليا أو تقنيا. وقد كان لزيادة أسعار المياه بنسبة 150% بحلول عام 2024 أثر بالغ.

يشير المزارع كوزييف إلى أن "مياه نهر إسفارا أصبحت باهظة الثمن".

ويُعدّ ذلك إجراء ضروريا لتحديث البنية التحتية وترشيد استخدام الموارد المائية، وضمان التوازن المحلي الهش بين المزارعين، ولكن أيضاً على المستوى الإقليمي بين بلدان آسيا الوسطى.

شاهد أيضًا

تفاؤل مشوب بالحذر.. عدن بين عودة الزُبيدي وانتظار الإنقاذ ...

السبت/19/يوليو/2025 - 10:25 م

في الوقت الذي تعيش فيه العاصمة عدن واحدة من أسوأ مراحل التدهور الخدمي والانهيار الاقتصادي، أعادت عودة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي إليها شيئً


خطر يهدد الأرواح.. خفر السواحل يحذر من السباحة في سواحل عدن ...

السبت/19/يوليو/2025 - 07:50 م

حذّرت مصلحة خفر السواحل – قطاع خليج عدن، من السباحة في سواحل محافظة عدن خلال أشهر يوليو، أغسطس وسبتمبر، بسبب اضطرابات جوية واشتداد الرياح الشمالية الت


الرئيس الزُبيدي: أبين تحظى باهتمام خاص.. ودعمنا مستمر لتعزيز ...

السبت/19/يوليو/2025 - 06:50 م

أكّد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أن محافظة أبين تحتل موقعًا استراتيجيًا هامًا و


الرئيس الزُبيدي: إصلاح القضاء أولوية.. ودعمنا كامل لتعزيز ال ...

السبت/19/يوليو/2025 - 06:41 م

جدّد الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، تأكيده على دعمه الكامل لجهود إصلاح وتفعيل المن